الأحد 12 مايو / مايو 2024

بعد معارضتها الحرب على الهواء.. صحافية روسية "جريئة" تواجه القضاء

بعد معارضتها الحرب على الهواء.. صحافية روسية "جريئة" تواجه القضاء

Changed

تقرير حول قمع الشرطة الروسية للمظاهرات ضد الحرب في ثاني أيام الهجوم على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
دفعت موظفة التلفزيون الروسي التي قاطعت نشرة أخبار في ساعة الذروة للتنديد بالحرب في أوكرانيا، ببراءتها من تهمة انتهاك قوانين التظاهر، أمام محكمة في موسكو.

بعد يوم من اقتحامها بثًا مباشرًا للأخبار على التلفزيون الحكومي الروسي وهي تحمل لافتة تندد بالحرب على أوكرانيا، دفعت موظفة التلفزيون الروسي التي قاطعت نشرة أخبار في ساعة الذروة، ببراءتها من تهمة انتهاك قوانين التظاهر، أمام محكمة في موسكو اليوم الثلاثاء.

وقالت مارينا أوفسيانيكوفا: "لا أقر بالذنب" لدى مثولها أمام المحكمة حيث تواجه حكمًا بالسجن 10 أيام لنشرها فيديو تتحدث فيه عن أسبابها لمقاطعة نشرة الأخبار.

وأفادت معلومات بأنّه تمّ بالفعل الإفراج عن الصحافية الروسية التي وُصِفت بـ"الجريئة"، ولكن بعد فرض غرامة مالية عليها، علمًا أنّ قضيتها أثارت جدلًا عالميًا واسعًا، خصوصًا بعدما "اختفت" منذ اقتحامها البث المباشر.

فقبل ساعات، كان محامون من جماعات حقوق الإنسان قد صرّحوا لصحيفة "واشنطن بوست" بأنّهم غير قادرين على تحديد مكان الصحافية والمنتجة مارينا أوفسيانيكوفا، بعد أكثر من 12 ساعة على اعتقالها، قبل أن يعود محاميها سيرغي بادامشين، وينشر صورة معها داخل قاعة المحكمة عبر تطبيق "تليغرام".

ونقلاً عن مصدر لم تحدده، ذكرت وكالة أنباء "تاس" الحكومية الروسية  أن المنتجة الروسية، قد تواجه أيضًا تهمة "تشويه سمعة" القوات المسلحة الروسية.

وخلال مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء، شجب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تصرفات أوفسيانيكوفا ووصفها بأنها "شغب"، قائلًا إن القناة التلفزيونية، وليس الكرملين، "تتعامل مع هذا الموضوع".

وأمس الإثنين، اقتحمت مارينا أوفسيانيكوفا استوديو أخبار محطة "تشانيل أون"، وقاطعت المذيعة التي كانت تقرأ النشرة المسائية، عندما رفعت يافطة كتب عليها شعار "أوقفوا الحرب. لا للحرب!" وصاحت: "لا تصدقوا الدعاية. إنهم يكذبون عليكم".

من جهتها، عرّفت OVD-Info وهي مجموعة حقوقية تتعقب الاحتجاجات والاعتقالات في روسيا، بالسيدة الجريئة التي قاطعت نشرة الأخبار عقب انتشار الفيديو بشكل كبير، على أنها محررة ومنتجة تلفزيونية مؤكّدة أنها محتجزة، بينما تذكر أوفسيانيكوفا عبر حسابها على إنستغرام أنها موظفة في القناة الروسية الأولى.

تحرك أممي لحماية أوفسيانيكوفا

تعقيبًا على هذه التطورات، قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، للصحافيين في جنيف إن السلطات الروسية يجب أن تضمن أن أوفسيانيكوفا "لن تواجه أي أعمال انتقامية لممارستها حقها في حرية التعبير".

ودخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره على خط هذه القضية، حيث كشف أنه سيناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تقديم حماية قنصلية للصحافية الروسية.

وقال ماكرون: "سنبدأ جهودًا دبلوماسية تهدف إلى توفير حماية لها إما من خلال السفارة أو عبر اللجوء. وسأقدم هذا الاقتراح للرئيس بوتين في محادثاتي المقبلة معه بطريقة مباشرة".

كذلك نقل جيمس كليفرلي، وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الثلاثاء "قلق" المملكة المتحدة على سلامة الصحافية الروسية.

أما المفوضية الأوروبية فصرحت بأنها تشيد "بالشجاعة المستمرة" للمواطنين الروس الذين يعارضون الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا

وكشف المتحدث باسم المفوضية دانييل فيري أن أكثر من 14 ألف مواطن روسي اعتقلوا حتى الآن، في أكثر من 140 مدينة في أنحاء روسيا بسبب احتجاجهم على الحرب في أوكرانيا.

أوفسيانيكوفا روسية – أوكرانية

من جهة ثانية، ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه قبل اقتحامها نشرة الأخبار سجلت مارينا أوفسيانيكوفا رسالة فيديو قالت فيها إن والدها أوكراني ووالدتها روسية. 

ووصفت الحرب في أوكرانيا بأنها "جريمة" وحثت الشعب الروسي على التظاهر علنًا.

وقالت بالمقطع المسجّل: "لسوء الحظ، كنت أعمل في القناة الأولى في السنوات الأخيرة، وتحديدًا أشارك في الدعاية السياسية لصالح الكرملين. والآن أشعر بالخجل الشديد. أشعر بالخجل لأنني سمحت بقول الأكاذيب على شاشات التلفزيون. أشعر بالخجل لأنني تركت الشعب الروسي يتعرض لغسل الدماغ".

وتم الترحيب باحتجاج أوفسيانيكوفا الجريء، على نطاق واسع جميع أنحاء العالم باعتباره عمل "مقاومة خطير".

حتى أن كيرا يارميش، المتحدثة باسم زعيم المعارضة الروسية المسجون أليكسي نافالني، أشادت بأوفسياننيكوفا، عبر حسابها على تويتر. 

بدوره، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصيًا "المرأة التي دخلت استوديو القناة الأولى" في أحد الفيديوهات التي ينشرها لشعبه عبر تطبيق "تليغرام".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close