الأحد 19 مايو / مايو 2024

تعقيدات وتجاذبات.. هل تنجح تركيا بإعادة روسيا إلى اتفاقية الحبوب؟

تعقيدات وتجاذبات.. هل تنجح تركيا بإعادة روسيا إلى اتفاقية الحبوب؟

Changed

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" تستعرض جهود الوساطة التركية لحل أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية (الصورة: غيتي)
يتعثر اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر إسطنبول حتى قبل نهاية مهلته المحددة، ما دفع تركيا لبذل جهود جديدة وإقناع روسيا بالتراجع عن قرار التعليق.

تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة الجهود الدبلوماسية للحيلولة دون توقف اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا، خدمةً للإنسانية على الرغم من تردد موسكو.

وعزا أردوغان خلال كلمة له هذا التردد، إلى عدم توفير تسهيلات تجارية لروسيا على غرار تلك الممنوحة لأوكرانيا، مردفًا: "تمكنا نسبيًا من تخفيف حدة الأزمة الغذائية، من خلال توفير 9.3 ملايين طن من القمح الأوكراني للعالم".

نصر دبلوماسي مهدد

ولا تريد تركيا أن يتحول نصرها الدبلوماسي إلى هزيمة، ولذلك ستضع ثقلها السياسي لترجيح كفة مواصلة نجاح العمل بالاتفاق الذي رعته إلى جانب الأمم المتحدة.

يأتي ذلك بعدما علّق ممثلو روسيا مشاركتهم في مركز التنسيق المشترك في إسطنبول الذي يدير عملية تفتيش سفن الشحن القادمة من الموانئ الأوكرانية، ما يهدد بنسف التفاهمات من جذورها. 

وعليه، يحاول الوسيط التركي الدخول على الخط عبر تأكيد وزير الدفاع التركي ضرورة مواصلة العمل باتفاقية إسطنبول لتصدير الحبوب، وأن "الجميع سيكون خاسرًا" في حال لم يلتزم طرفا النزاع بتعهداتهما.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار: "تعليق هذه الاتفاقية لن يفيد لا روسيا ولا أوكرانيا، نحن نجري محادثات مع وزير الدفاع الأوكراني ووزير الدفاع الروسي.. سنلتقيهم ونحاول ضمان استمرار هذه المبادرة".

وكان الأتراك يراهنون على تمديد العمل بالاتفاقية التي تنتهي في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لكن هذه المستجدات نسفت آمالهم كلها لا سيما وسط مطالبات موسكو بضرورة منحها امتيازات تجارية على غرار أوكرانيا، والسماح لها بتصدير منتجاتها إلى العالم عبر إسطنبول.

شدّ وجذب بين كييف وموسكو

بدورها، قالت كييف: إن 12 سفينة تحركت من موانئ أوكرانية رغم انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

كما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا، بمحاولة إحداث مجاعة مصطنعة في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. 

وطالب زيلينسكي في كلمة مصورة له الأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين بالرد الفوري على تصرف موسكو. 

في المقابل، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا: إن الغرب يحاول التستر على أفعال أوكرانيا التي تمثلت في ابتزاز نووي واستهداف جسر القرم.

وحول انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب إلى أوكرانيا، أكّد المندوب الروسي أن بلاده مستعدة لمواصلة إيصال الأغذية إلى دول العالم بأقل الأثمان.

أما المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتين غريفيث، فقال إنه لم تستعمل أي تغطية عسكرية لتأمين عملية تصدير الحبوب الأوكرانية.

وتابع خلال جلسة مجلس الأمن أن اتهام موسكو لكييف بالوقوف وراء تعطيل الاتفاق "أمر مقلق"، وأن الأمم المتحدة والأطراف الأخرى المعنية في الاتفاق مستعدة لإجراء تحقيق في أي أدلة يتم تقديمها بخصوص استهداف شحنات الحبوب.

هل تنجح الجهود التركية؟

ومن أنقرة، يرى الباحث السياسي عمر أوزكير يلجك أن محاولة روسيا تعليق العمل باتفاقية الحبوب هو نوع من الابتزاز، وأن تركيا قد اعتادت على هذه الخطوات التي تتخذها موسكو ولديها الخبرة الكافية في هذا الشأن.

ويضيف في حديث إلى "العربي": "نحن لسنا بحاجة لدعم عسكري لتأمين الممر لكن المطلوب اليوم من روسيا هو ألا تقصف السفن أو الموانئ.. فإذا فعلت ذلك فسيكون ذلك عملًا عدائيًا".

كما يشدد يلجك على أن تركيا تعلم جيدًا أي التهديدات الروسية حقيقية وأيها مزيفة، وهنا يأتي الدور التركي لتنبيه روسيا من المخاطر المحتملة وأن موسكو "لن تكسب شيئًا من وراء ذلك، بل ستكون التكلفة باهظة عليها".

ويضيف: "الموقف التركي بالغ الأهمية لروسيا، وأعتقد أن ما سيحصل الآن هو خطوات لحفظ ماء الوجه وبعد ذلك ستعود موسكو من جديد لتنضم إلى الاتفاق".

وعن احتمال ضغط أنقرة على كييف باتجاه الكف عن قصف الأسطول العسكري الروسي في البحر الأسود بهدف إقناع روسيا بالرجوع عن قرارها، يلفت الباحث السياسي إلى أن ممر الحبوب لا يقع في المنطقة التي استهدفت فيها السفن الروسية.

ويرى بالتالي أن ما يحصل هو "دعاية روسية ومزاعم باطلة"، وأن روسيا ستحاول استخدام هذا الزخم لتحصل على بعض الضمانات من أوكرانيا بأنها لن تشن أي هجمات على سفنها، من خلال الوساطة التركية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close