الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

تفاؤل إيراني حذر.. هل تنجح الضغوطات الإسرائيلية بتعطيل مسار الاتفاق النووي؟

تفاؤل إيراني حذر.. هل تنجح الضغوطات الإسرائيلية بتعطيل مسار الاتفاق النووي؟

Changed

نافذة ضمن "العربي اليوم" تتناول أحدث تطورات مسار الاتفاق النووي والضغوطات الإسرائيلية لتعطيله (الصورة: رويترز)
أكد مراسل "العربي" من طهران، أن الأجواء الإيجابية "الحذرة" سائدة في إيران رغم الإشارات المتناقضة من الخارج والضغوطات الإسرائيلية.

ردّت طهران على اتهامات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي بشأن الملفات الخلافية، مؤكدة أن كل أنشطتها النووية تجري وفقًا قواعد اتفاق الضمانات التي أبرمتها مع الوكالة.

فقد قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في معرض رده على غروسي، إن الوكالة الدولية موجودة في إيران وتراقب أنشطتها النووية عن كثب.

ورفض إسلامي، "أن تصبح مواقف إسرائيل وضغوطاتها أجندة لمدير أعمال الوكالة"، على حدّ تعبيره.

في هذا الإطار، قال فريدون عباسي نائب رئيس لجنة الطاقة البرلمانية الإيرانية لـ"العربي": "كان يجب إغلاق ملف المواقع المشبوهة في السابق نهائيًا.. إسرائيل في كل مرة كانت تأتي بموضوع جديد تحرك من خلاله واشنطن لإبقاء إيران متوترة".

والحل الوحيد أمام الفريق الإيراني المفاوض وفق عباسي هو "الاستمرار بدبلوماسية المقاومة للتوصل إلى اتفاق جيد".

ارتفاع سقف التفاؤل الإيراني

وبينما يزداد الجدل بين طهران والوكالة، ارتفع سقف التفاؤل نسبيًا في طهران من الكلام القادم من أوروبا، بحيث وصف منسق السياسات الخارجية في الاتحاد الردّ الإيراني بـ"المعقول"، الأمر الذي عدّته إشارة إيجابية، يراها البعض عامل ضغط على واشنطن.

ويرى مهدي خرسند محلل الشؤون الدولية في صحيفة "حمايت"، أن احتياج الاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي ينعكس بوضوح من خلال مساعيه إلى تغير المواقف الأميركية، بخاصة وأنه على أبواب أزمة على صعيد الطاقة.

وإذ تشي التطورات بقرب وضع المفاوضات النووية أوزارها في ظل تعاطٍ أوروبي إيجابي مع مواقف طهران، تبرز شكوك في قرب حسم واشنطن أمرها مع استمرار الحديث عن ضغوط داخلية وعقبات إسرائيلية.

وفيما يتأرجح التفاؤل في طهران على إيقاع التصريحات الغربية، تؤكد السلطات الإيرانية ألا تنازل عن خطوط البلاد الحمر، مع التحذير من خيارات أخرى إذا ما فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي.

تنازل إيران عن بعض الشروط

في السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن إيران تخلّت عن بعض الشروط الأساسية لإحياء الاتفاق النووي، الذي يهدف لتقييد برنامج طهران النووي، الأمر الذي يزيد احتمال التوصل إلى اتفاق.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن من بين الشروط التي تخلت عنها إيران "إصرارها على إنهاء مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض التحقيقات المتعلقة ببرنامجها النووي".

في المقابل، أشار المسؤول أنه لا تزال هناك فجوات بين واشنطن وطهران وليس واضحًا ما إذا كان التوصل إلى اتفاق ممكن.

الرد الأميركي على المقترح الأوروبي

بدوره، أكد جوزيب بوريل مفوض الاتحاد الأوروبي للأمن والسياسة الخارجية أنّ معظم الدول المشاركة في المحادثات النووية مع إيران، توافق على اقتراح الاتحاد الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015.

ففي مقابلة له مع التلفزيون الإسباني، كشف بوريل أن إيران طلبت بعض التعديلات على الاقتراح ووصفها بـ"المعقولة"، مضيفًا أنّ الرد الأميركي على المقترح الأوروبي سيكون خلال أسبوع.

تحذيرات إيرانية

ومن طهران، يلفت مراسل "العربي" حازم كلاس أنه حتى الساعة لا تزال الأجواء الإيجابية "الحذرة" سائدة في إيران رغم الإشارات المتناقضة من الخارج، مع التحذير بشكل أساسي من نقطتين.

فالنقطة التحذيرية الأولى، هي تأخر رد الولايات المتحدة في ردها على المقترح الأوروبي، ما يفسح المجال للأطراف التي تعارض إحياء الاتفاق النووي بأن تنشط بشكل أكبر، ما قد يصعب المهمة على الإدارة الأميركية وعلى الأطراف الغربيين.

أما النقطة الأخرى، فتتعلق بحسب كلاسي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والتصريحات التي أدلى بها غروسي، التي كانت أشبه بهجوم مضاد.

وبحسب المعلومات التي توافرت لـ"العربي" والمسودة التي قدّمها الاتحاد الأوروبي، هناك آلية تم الاتفاق عليها بشكل أو بآخر من أجل القضايا العالقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبعيدًا من الأجواء الإعلامية المرتبطة بتمسك الأطراف الغربية وتحديدًا واشنطن، بضرورة اقتناع الوكالة بأجوبة إيران التقنية، يدرك الجميع بحسب طهران بأن مجلس حكام الوكالة الدولية، هو هيئة سياسية وليس هيئة تقنية فنية الأمر الذي لن يشكل عقبة جدية أمام الجهود الأخيرة، على حد قول كلاسي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close