الأحد 19 مايو / مايو 2024

رغم الاشتباكات.. أيّ فرص لنجاح مباحثات جدة في تثبيت هدنة السودان؟

رغم الاشتباكات.. أيّ فرص لنجاح مباحثات جدة في تثبيت هدنة السودان؟

Changed

"العربي" يسلط الضوء على سير المباحثات بين طرفي الصراع بالسودان (الصورة: غيتي)
رحبت الولايات المتحدة والسعودية ببدء محادثات أولية بين طرفي الصراع السوداني في جدة، وسط تساؤلات عن قدرة تلك المفاوضات على تثبيت الهدنة.

شهدت العاصمة السودانية أمس السبت معارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع على الرغم من موافقة كل من الطرفين على إرسال ممثلين عنهما إلى مدينة جدة السعودية لإجراء محادثات حول هدنة جديدة.

ووقعت اشتباكات بين قوات الطرفين في محيط سلاح المهندسين في أم درمان الأمر الذي أدى إلى إغلاق الجيش جميع الجسور في العاصمة الخرطوم وسط أصوات المضادات الأرضية وتحليق مكثف للطائرات الحربية، بحسب مراسل "العربي".

وكانت واشنطن والرياض قد أعلنتا "بدء محادثات أوليّة" في جدة بين طرفي الصراع، وحضتاهما على "الانخراط الجاد" فيها للتوصل إلى "وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع".

جاء ذلك فيما قرعت الأمم المتحدة جرس الإنذار حيال إمكان معاناة 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة، فيما تزداد المعاناة اليومية للسودانيين جراء النقص الحاد في بعض المستلزمات الطبية والغذائية الضرورية.

فرص نجاح الهدنة

وفي سياق المباحثات الجارية في جدة، رأى أستاذ العلوم السياسية بهاء الدين مكاوي أن فرص نجاح الهدنة المرتقبة في السودان ستكون مرتفعة نظرًا لثقل الدول التي تقف خلف المباحثات الجارية بين طرفي الصراع العسكري.

ووسط ترحيب إقليمي ودولي، انطلقت المحادثات الأولية بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية بوساطة أميركية- سعودية، حيث حثت واشنطن والرياض في بيان طرفي النزاع على "استشعار مسؤوليتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خارطة الطريق لوقف العمليات العسكرية".

مراحل عدة

وقال مكاوي في حديث إلى "العربي"، إن المباحثات للتوصل إلى هدنة بين الطرفين، ستتضمن مراحل عدة، أولها فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية للمواطنين، وتمكنيهم من الحصول على احتياجاتهم أو تأمين انتقالهم إلى مناطق آمنة، قبل الانتقال إلى مرحلة الحديث عن وقف شامل لإطلاق النار، وقبل مناقشة القضايا السياسية وإمكانية التحول الديمقراطي السياسي في البلاد.

ورأى مكاوي أنه إذا كانت المرحلة الأولى ستمر دون أي عثرات ممكنة، فإن المرحلتين اللاحقتين يشكلان لب الصراع في الخرطوم، حيث يرى الجيش أنه بصدد حسم الصراع العسكري وإنهاء تمرد الدعم السريع، التي تعتقد بدورها أن أمامها فرصة لتحقيق مكاسب على أرض المعركة. 

وشدد مكاوي على أن النقاش حول التحول السياسي، أو القضايا السياسية برمتها لا مكان له في هذه المباحاثات، كون طرفي المفاوضات هما طرفان عسكريان غير معنيان بتلك الحلول، وربما تنضم أطراف مدنية أخرى للنقاش بعد تطور تلك المبادرة التي أدت إلى بدء المحادثات. 

الحسم العسكري

ومنذ اندلاع المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، منتصف الشهر الماضي يتكبد السودانيون خسائر كبيرة في الأرواح، والممتلكات، إضافة إلى فرار عشرات الآلاف من منازلهم في مناطق القتال، وسط ظروف إنسانية صعبة، ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، والوقود، والسيولة المالية.

وأفادت نقابة الأطباء في الخرطوم، يوم أمس السبت، عن ارتفاع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات لـ479 حالة وفاة، و2518 حالة إصابة" منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي وحتى 5 مايو/ أيار الجاري.

وأكد مكاوي أن الهدف الأساسي للمدنيين السودانيين الآن هو استمرار الهدنة لتأمين مستلزمات الحياة، لكن الحسم العسكري لا يزال هدف طرفي الصراع، لا سيما بعد الخسائر التي تكبدتها قوات الدعم العسكري، وانحسار عملياتها في الخرطوم دون غيرها. 

وكان الجيش السوداني قد أصدر بيانًا قال فيه: "نناقش في جدة تفاصيل الهدنة التي جرى تمديدها، بغرض تهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية". 

من جهة أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، وصول مساعدات طبية عاجلة لصالح 165 ألف سوداني إلى مطار بورتسودان.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close