الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

سوليدار بقبضة موسكو.. ألمانيا توافق على مد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد 2"

سوليدار بقبضة موسكو.. ألمانيا توافق على مد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد 2"

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول قرار ألمانيا بتسليم دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا (الصورة: غيتي)
أوضح مراسل "العربي" أن الخطوة الألمانية تعتبر دفعة معنوية كبيرة للجنود الأوكرانيين، ولا سيما أن المعركة في إقليم دونباس باتت تلقب بمعركة الدبابات.

أعلنت ألمانيا اليوم الأربعاء رسميًا أنها سترسل دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا لتتجاوز بذلك إحجامها عن إرسال أسلحة ثقيلة تعتبرها كييف ضرورية لصد الهجوم الروسي.

من جهتها، رحّبت الرئاسة الاوكرانية بموافقة برلين على تسليمها دبابات ليوبارد واعتبرتها "خطوة أولى".

وقال المستشار أولاف شولتس في بيان: "يأتي القرار استكمالًا لدعمنا المعروف لأوكرانيا قدر استطاعتنا. نتحرك بأسلوب منسق عن كثب على المستوى الدولي".

وأضاف أنه سيجري تدريب قوات أوكرانية في ألمانيا، وستقدم برلين أيضًا مواد لوجستية وذخيرة، وأن بلاده ستقدم إلى أوكرانيا 14 دبابة من طراز ليوبارد 2 من مخزونات الجيش لديها.

كما لفتت الحكومة الألمانية إلى أنها ستوافق على إعادة تصدير دبابات ليوبارد 2 من قبل "الشركاء" لكييف.

إلا أن وزير الدفاع الألماني الذي أكد أن بلاده لن تصبح طرفًا في الحرب، كشف أن الدبابات لن تكون قابلة للتشغيل في أوكرانيا قبل ثلاثة أو أربعة أشهر.

تحذير روسي: الدبابات "ستحترق"

وكان الكرملين حذر في وقت سابق الأربعاء من أنه في حال قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة. إن ذلك مبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف للجيش الأوكراني".

أضاف "هذه الدبابات ستحترق مثل سواها. إنها باهظة الثمن فحسب".

وكان بيسكوف أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع أن أي إمدادات من الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا سيترك "أثرًا لا يُمحى" على العلاقات الثنائية بين موسكو وبرلين.

وقبل ذلك قال إن الأسلحة الغربية المرسلة لأوكرانيا من شأنها فقط إطالة أمد النزاع، ومفاقمة معاناة المدنيين الأوكرانيين في نهاية المطاف.

دفعة معنوية كبيرة للجنود الأوكرانيين

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من العاصمة كييف، أن القرار الألماني كان متوقعًا باعتبار أنّ الجانب الأوكراني كان قد أكد في وقت سابق خاصة من الجانب غير الرسمي بأن هذه المسألة باتت مسألة وقت فقط.

وأوضح أن الخطوة الألمانية تعتبر دفعة معنوية كبيرة للجنود الأوكرانيين على الجبهتين الشرقية والجنوبية، ولا سيما أن المعركة في إقليم دونباس باتت تلقب بمعركة الدبابات مع الاستخدام الواسع لها من الجانب الروسي، لقصف مواقع الجيش الأوكراني في البلدات الواقعة في تلك المنطقة.

ولفت مراسلنا إلى أن الإشكالية في تسليم الدبابات تكمن في عامل الوقت الكبير الذي تحتاجه، حتى وإن كان الجانب الأوكراني متأكدًا من أنه سيحصل على هذه الدبابات وغيرها من الأسلحة، لكن الوقت في غير صالحه وهو يسعى إلى أن يتحصل عليها بالسرعة اللازمة.

وخلص إلى أن المطلب الرئيسي هو الإسراع في تقديم هذه الأسلحة، لكن تبقى الإشكالية الأخرى، حسب مراسل "العربي" هي قضية تدريب الجنود الأوكرانيين بالسرعة اللازمة لاستخدام هذه الدبابات وغيرها من الأسلحة الغربية.

الجيش الأوكراني ينسحب من سوليدار

ميدانيًا، أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من سوليدار في شرق البلاد بعد إعلان موسكو قبل أسبوعين الاستيلاء عليها.

وأعلن المتحدث العسكري في شرق اوكرانيا سيرغي تشيريفاتي لفرانس برس أنّه "بعد معارك صعبة لأشهر (...) انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة"، رافضًا تحديد تاريخ الانسحاب.

من جهتها، أعلنت القوات الروسية الأربعاء إحراز تقدم في باخموت بؤرة الصراع في شرق أوكرانيا حيث تدور معارك في بعض أحياء المدينة بحسب مسؤول في الاحتلال الروسي.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المسؤول المعين من روسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين قوله: إن "معارك ضارية تدور في باخموت"، مشيرًا إلى أنّ "القتال يدور في موقع على التخوم وآخر في الأحياء التي كانت لا تزال تحت سيطرة العدو مؤخرًا".

وأوضح أن القوات الروسية وخصوصًا مرتزقة مجموعة فاغنر "تتقدم".

وتتعرض باخموت التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألفًا، منذ الصيف لهجمات متكررة من القوات الروسية التي لم تنجح حتى الآن في خرق الدفاعات الاوكرانية.

والمدينة التي دمر القسم الأكبر منها ولا يتفق الخبراء على أهميتها الاستراتيجية، أصبحت في الأشهر الأخيرة الموقع الذي تكبد فيه الجانبان خسائر فادحة.

وبحسب بوشيلين فإن الخرق الذي أعلنت عنه روسيا في وقت سابق في يناير/ كانون الثاني في سوليدار (شمال) "لعب دورًا محوريًا" في التقدم الحالي في باخموت.

وأضاف أن الاستيلاء على هذه المدينة "سمح بقطع الإمدادات للعدو وجزئيًا السيطرة على مناطق" كان الأوكرانيون يقصفون منها مواقع روسية.

ومساء الثلاثاء أعلن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين عبر مكتبه الإعلامي، أن "الهدف من الاستيلاء على باخموت هو تدمير الجيش الأوكراني في ضواحي المدينة ومنع أي هجوم في كل الاتجاهات".

وأكد أن "جميع الوحدات الجاهزة للقتال في القوات المسلحة الأوكرانية ترسل إلى باخموت ومجموعة فاغنر تدمرها مما يؤمن فرصًا عملانية في اتجاهات أخرى من الجبهة".

وأكدت رئاسة الأركان الأوكرانية في تقريرها اليومي الأربعاء وقوع هجمات روسية في باخموت ومنطقتها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close