السبت 4 مايو / مايو 2024

الوساطة العُمانية في اليمن.. هل حملت "مسودة" اتفاق؟

الوساطة العُمانية في اليمن.. هل حملت "مسودة" اتفاق؟

Changed

بعد أيام من المشاورات بين الوفد العماني وأطراف النزاع في اليمن، غادر سعاة الوساطة دون الإدلاء بأي تصريحات علنية وبلا اتفاق متداول.

اختتم الوفد العُماني، زيارته إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث عقد محادثات مع جماعة الحوثي، وسط تضارب بشأن نتائج الزيارة ومخرجاتها.

فبعد أيام من المشاورات بين الوفد العماني وأطراف النزاع في اليمن، غادر سعاة الوساطة دون الإدلاء بأي تصريحات علنية وبلا اتفاق متداول.

فجلّ ما رصدته وسائل الإعلام، كان إشارات تلتقط في أكثر من اتجاه بعضها يوحي أن الجهد المبذول من أجل السلام قد يثمر هذه المرة، يقابلها دلالات كثيرة على أن المفاوضات تراوح مكانها وبأن الخلافات على حالها.

وقد تزامنت هذه الوساطة مع تحركات إقليمية ودولية لافتة، رامية لإنهاء الصراع في اليمن، رافقتها تصريحات من أكثر من جهة داعية لاقتناص الفرصة.

وفي سياق التطورات الميدانية، تتواصل الاشتباكات في مأرب ومناطق أخرى في البلاد رغم تعهّد التحالف بقيادة السعودية بوقف العمليات العسكرية لتهيئة الأجواء السياسية.

يقابل ذلك، قلّة حماس إيرانية وإصرار حوثي على عدم تقديم تنازلات لا سيما مع احتدام المعارك في مأرب ما يحمل تساؤلات كثيرة حول حقيقة ما آلت إليه المحادثات في صنعاء ونتائج الوساطة العمانية.

ماذا قدّم العُمانيون للحوثي؟

يتحدث محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي لـ"العربي" عن مقاربة الوفد العماني وما حمله لهم في زيارته الأخيرة التي استمرت أسبوعًا، مؤكّدًا أن جماعته تثمن مساعي سلطنة عمان من أجل التوصل إلى السلام.

 ويكشف البخيتي أن ما قام به الوفد العماني كان نقل وجهات النظر بين الأطراف. ويقول إنه "مهما كانت نزاهة الوسيط، إلا أن القرار يبقى في يد دول العدوان.. والسلام لا يمكن أن يتحقق إلا برفع الحصار بدون قيد أو شرط وانسحاب كل القوات الأجنبية من اليمن".

ووفق القيادي في جماعة الحوثي، فإن ما نقله الوسيط العماني كان "مطالب العدوان نفسها"، ما استوجب تأكيدًا من قبلهم بأنهم ثابتون في مواقفهم على حد تعبير البخيتي.

مرحلة تتطلب الهدوء

ومن مسقط تطرق الباحث في العلاقات الدولية محمد العريمي الى المبادرة العمانية اللافتة والى حقيقة وجود "مسودة" اتفاق في جعبتها، مؤكّدًا أن دور عمان يقتصر على الوساطة، لافتًا الى أن "المسودة" هي عبارة عن استحقاقات مرتقبة في الفترة المقبلة.

وتتمحور الاستحقاقات المقبلة في اليمن حول إيقاف الحرب الحالية، وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومحاولة السعي إلى جلوس الأطراف على طاولة مفاوضات.

ويكمل العريمي أنه "للحقيقة، نلاحظ نوعًا من الحدة من قبل الطرف الحوثي.. علمًا أن المرحلة الآن تتطلب الهدوء والتضحية من قبل جميع الأطراف لأن العناد لن يثمر خيرًا لليمن واليمنيين".

وتمنى الباحث في العلاقات الدولية أن تعطى المساعي العمانية مساحة طيبة "من أجل إيصال الأصوات الإيجابية من داخل اليمن وخارجه.. وربما تكون هذه المباحثات في مراحلها النهائية"، وذلك على ضوء بيان الرئاسة الأميركية الأسبوع الماضي.

الثقة السعودية – العُمانية

أما الكاتب والباحث السياسي سليمان العقيلي فأشار من الرياض إلى الثقة الكبيرة التي تحظى بها سلطنة عمان إقليمًا ودوليًا، مثمّنًا تحركاتها الأخيرة من أجل السلام.

ولكن من جهة أخرى، يقول الباحث السياسي لـ"العربي"، إن هناك قوى إقليمية ومحلية "لا تريد السلام وترفض حتى فتح المطارات وتريد استمرار الأزمة الإنسانية والأمنية في اليمن رغم أن التحالف أوقف العمليات العسكرية".

وتحدث العقيلي عما وصفه بـ"تضارب قوى" عند جماعة الحوثي التي تضع شروطها لوقف النزاع، قائلًا إنه بعد "6 أشهر على محاولاتهم لم يتمكنوا من الحصول على متر واحد من مأرب، وخسروا في تعز أمام الجيش الحكومة المعترف بها دوليًا".

وصوب الباحث السياسي باتجاه الحوثيين قائلًا إنهم "لا يمثلون اليمنيين بل يمثلون إيران وأنفسهم.. ولا يمثلون حكومة رسمية معترف بها دوليًا أو إقليميًا ولذلك لا يحق لهم تكرار نفس المطالب التي هي بعيدة عن السياسة". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close