الإثنين 20 مايو / مايو 2024

ضحايا ودمار.. الأزمة السياسية في ليبيا تفجر اشتباكات مسلحة في العاصمة

ضحايا ودمار.. الأزمة السياسية في ليبيا تفجر اشتباكات مسلحة في العاصمة

Changed

ناقشت حلقة برنامج "للخبر بقية" دلالات اندلاع الاشتباكات في العاصمة الليبية ودور كل من فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة في ما يجري (الصورة: غيتي)
انقسمت ليبيا بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا وانزلقت شوارع العاصمة طرابلس إلى اشتباكات حامية أدت إلى دمار وسقوط ضحايا.

هزت اشتباكات مسلحة العاصمة الليبية طرابلس منذ فجر السبت، وبدأت تتسع رقعتها شيئًا فشيئًا بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى موالية لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا.

وانقسمت ليبيا بين الدبيبة وباشاغا وانزلقت شوارع طرابلس إلى اشتباكات حامية أدت إلى سقوط أكثر من 23 قتيلًا وعشرات الجرحى.

ومع تبادل إطلاق الرصاص والقذائف، تقاذف الدبيبة وباشاغا كرة المسؤولية عن التصعيد العسكري، فالدبيبة يتهم باشاغا بالتهرب في آخر لحظة من التفاهم مختارًا "وهم الانقلاب" كما سماه بدلًا من الحل السلمي مدينًا ما سماه "العدوان والخيانة"، ومشددًا على وقوف حكومته مع الشعب الليبي عامة وسكان طرابلس خصوصًا للخروج من الأزمة نحو الاستقرار والأمان.

هذه الاتهامات رد عليها باشاغا، نافيًا رفضه لأي مباردة حوار أو مفاوضات. ويقول رئيس الحكومة المكلف إنه رحب بكل المبادرات المحلية والدولية لحل أزمة انتقال السلطة سلميًا لكن حكومة الدبيبة "لا تستجيب لأنها مغتصبة للشرعية" على حد تعبيره.

السفارة الأميركية في طرابلس أعلنت وقوفها إلى جانب الشعب الليبي، ودعت إلى الحوار السلمي بين الأطراف المتنازعة، وحث السفير الأميركي ريتشارد نولاند على ضرورة تجنب الاشتباكات في طرابلس وفقًا لتغريدة نشرتها السفارة الأميركية في ليبيا على حسابها تويتر.

أما بعثة الأمم المتحدة، فأعربت بدورها عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات في الأحياء المأهولة ودعت إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وذكّرت جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية.

مشكلة تشريعية

وفي هذا الإطار رأى الباحث والأكاديمي في جامعة طرابلس فرج دردور أن هناك اعتقادًا لدى الحكومتين بأن البرلمان لن يذهب في أي يوم من الأيام إلى الانتخابات من خلال عرقلته للقوانين، لافتًا إلى أن الدبيبة وباشاغا يعتبران أن من يبقى في الحكومة في هذه الفترة سيبقى إلى الأبد.

وأشار في حديث إلى "العربي" من إسطنبول إلى أن "حكومة باشاغا أتت للتمديد للبرلمان والاستيلاء على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية والمالية"، معتبرًا أن هذا الأمر خُطط له في بعض الدول الإقليمية وغيرها.

وقال: "المشكلة في ليبيا تشريعية، والخلافات حول البرلمان بدأت في العام 2014 حيث تقاسم مجلس النواب السلطة مع المجلس الأعلى للدولة، والحديث عن أن البرلمان شرعي فيما مدة ولايته انتهت عام 2015، يؤكد أن وجوده أمر واقع كما حكومة الدبيبة".

دردور رأى أن الدبيبة يستفيد أيضًا من الأزمة وغياب الانتخابات للبقاء في السلطة، إلا أنه قال إن ذلك لا يعني أن يأتي "فريق دموي فشل في جنيف ويستلم السلطة عبر سفك الدماء".

"نتيجة تراكمية لما حصل منذ 2011"

بدوره، اعتبر عضو مركز الدراسات الدولية - جامعة جونز هوبكنز حافظ الغويل أن ما حصل بدأ في خلاف بين ميليشيات في طرابلس، مبديًا عتقاده بأن القوات الموالية لباشاغا انتهزت الفرصة وبدأت بمحاولة الدخول إلى العاصمة عسكريًا.

وقال لـ"العربي" من واشنطن: "يبدو واضحًا لباشاغا أنه بدون الدخول إلى طرابلس، لا يمكن أن تعتبر حكومته شرعية، وبالتالي لا يمكن للدول الأخرى أن تتعامل معه كما تفقد حكومته القدرة في تحصيل الأموال التي تعد أساس كل ما يحدث في ليبيا".

وأشار إلى أن ما يحصل هو نتيجة طبيعية وتراكمية للفشل الذي حصل في ليبيا منذ عام 2011، موضحًا أن هذا الفشل حصل من خلال عدم القدرة على التوصل لتوافقات على تنظيم الحياة العامة بعد سقوط معمر القذافي.

ورأى أنه لا يمكن القول إن ما يحدث حرب جديدة لأن ما يحصل منذ عام 2011 هو حرب مستمرة متقطعة تغيرت فيها العديد من الأشكال والأطراف.

الغويل قال: "يمكن وصف ليبيا اليوم بدولة العصابات التي تريد انتهاز الفرص والاستحواذ على المال العام".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close