الخميس 2 مايو / مايو 2024

عقبات توحيد قوى المعارضة في تونس.. إرث سياسي سابق أم اختلاف أكبر؟

عقبات توحيد قوى المعارضة في تونس.. إرث سياسي سابق أم اختلاف أكبر؟

Changed

نافذة ضمن فقرة "المغاربية" تسلط الضوء على الدعوات لتقارب كتلتي المعارضة في تونس (الصورة: غيتي)
تحول عقبات دون توحيد جبهة المعارضة التونسية نتيجة تراكمات سياسية سابقة الأمر الذي يطرح سؤالًا حول قدرتها على تغيير المشهد السياسي رغم الأهداف المشتركة.

تتقاطع جبهتا المعارضة في تونس في تشخيص واقع البلاد وفي الموقف من الرئيس قيس سعيد، مع بروز عناصر قد تفضي إلى تحول في علاقة القوى المحسوبة على المعارضة ببعضها البعض.

ويرى كثيرون في بناء الثقة بين ضفتي المعارضة خيارًا معقولًا، لا بل ضروريًا، على ضوء تراجع الدور السياسي للمنظمات الوطنية، وإصرار الرئيس المضي في خيارات لا تحظى في الغالب العام إلا بالقليل من المشاورات وبقدر أقل من التوافق.

إلا أن هذا الموقف الموحد، تواجهه عقبات تتمثّل في عدم قدرة الأحزاب المعارضة على توحيد صفوفها أمام الواقع الحالي في تونس، وذلك لتجاوز خلافات السنوات التي تلت الثورة.

وتعاني تونس أزمة سياسية حادة منذ 25 يوليو/ تموز 2021، حين بدأ سعيّد فرض إجراءات استثنائية منها إقالة الحكومة وتعيين أخرى وحل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وإقرار دستور جديد للبلاد عبر استفتاء في 25 يوليو الماضي.

سعيد هو المستفيد

وفي هذا السياق، يرى الكاتب الصحافي التونسي، صلاح الدين الجورشي، في حديث إلى "العربي"، أنّ ثمة إدراكًا جليًا في أوساط المعارضة بالبلاد، أن المستفيد الوحيد من تشتت أحزابها هو الرئيس قيس سعيد. 

ويعتبر الجورشي أن فكرة البحث عن قواسم مشتركة بين أحزاب المعارضة موجودة في خلفية تحركاتها، لكن مع ذلك فإن المعضلة الكبرى التي لم تتمكن قوى المعارضة من تجاوزها، هي حالة الشك التي تشكل إرثًا سابقًا في العمل السياسي التونسي، خصوصًا باتجاه حركة النهضة أكبر أحزاب المعارضة. 

وتعتبر قوى تونسية وعلى رأسها النهضة أن الإجراءات التي قام بها سعيد تمثل "انقلابًا على دستور 2014 وترسيخًا لحكم فردي مطلق".

ورغم تزايد التقاطعات السياسية بين أحزاب المعارضة وحركة النهضة، لا يتوقع الجورشي التوصل إلى تشكيل جبهة موحدة في الوقت القريب، رغم توصل تلك الأحزاب مع "النهضة" إلى قناعة موحدة تتمثل بأن نظام سعيد لم يعد لديه قدرة على تقديم أجوبة مقنعة للشارع حول أسلوب إدارته شؤون البلاد. 

"قناعة موحدة"

وفي بيان مشترك لأحزاب التيار الديمقراطي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحزب العمال والحزب الجمهوري وحزب القطب، اعتبرت الأحزاب الخمسة أن "حكومة قيس سعيّد أثبتت منذ توليها السلطة في ظل الحكم الفردي المطلق عجزها وعدم أهليتها لمواجهة هذه التحديات".

ويرى الجورشي أن قوى المعارضة بالكامل، لديها قناعة موحدة بأن النظام الحالي سيكون مصيره الزوال، وهذا ما عبرت عنه القوى جميعها في خطاباتها، كما أن تلك القوى مؤمنة بضرورة الضغط على النظام بالوسائل الديمقراطية والقانونية، بما في ذلك استعمال الشارع. 

وكان بيان خماسي الأحزاب المعارضة قد حمل سعيد وحده "تبعات ما ستؤول إليه أوضاع البلاد من عجز وانهيار وفوضى في ظل عدم القدرة على قيادة عملية إنقاذ البلاد من المخاطر التي تهددها".

وفي ظل أزمة اقتصادية كبيرة، لفتت الأحزاب إلى أن الفئات الهشة والفقيرة وذات الدخل المحدود تدفع فاتورة هذه الأزمة، مشيرة لتدهور القدرة الشرائية لعامة الشعب وازدياد نسب البطالة والفقر وتفاقم ظاهرة الهجرة غير النظامية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close