الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

كورونا يغلق العالم.. أزمة اللقاحات مستمرة وحملة التطعيم في أوروبا متعثرة

كورونا يغلق العالم.. أزمة اللقاحات مستمرة وحملة التطعيم في أوروبا متعثرة

Changed

إجراءات صارمة للحد من انتشار كورونا في مومباي.
إجراءات صارمة للحد من انتشار كورونا في مومباي ( غيتي)
فرضت دول عدة حول العالم إجراءات صارمة لمكافحة كورونا، بينما تشهد أوروبا بطئًا في حملة التلقيح بالتزامن مع تحقيقات حول علاقة لقاحَين بتجلّطات دموية.

تصطدم حملات التلقيح ضد فيروس كوفيد-19، المتعثّرة أصلًا، في أوروبا بنقص في الجرعات المتوافرة وسط خشية من آثار جانبية، في وقت يخضع ملايين الأشخاص من بومباي إلى بوغوتا، لإجراءات حجر جديدة وحظر تجوّل في عطلة نهاية الأسبوع الحالية.

وفي حين يُسجّل ارتفاع كبير في الإصابات في الهند زاد عن 132 ألفًا في غضون 24 ساعة، تبدأ ولاية ماهاراشترا، أكثر ولايات البلاد تضررًا من الموجة الثانية من الفيروس، حجرًا السبت يستمرّ طوال عطلة نهاية الأسبوع، في إجراء يطال 125 مليون شخص، وسيتكرّر أسبوعيًا طوال شهر أبريل/ نيسان الجاري.

وقال نيها تياغي (27 عامًا) في بومباي: "أنا لا أؤيد أبدًا الإغلاق، لكن لا أظن أن أمام الحكومة خيارًا آخر"، معربًا عن أسفه لكون السكان "لا يأخذون الفيروس على محمل الجد".

واضطرت مستشفيات الولاية الجمعة إلى وقف عمليات التطعيم بسبب نقص في الجرعات.

ويخضع سكان بوغوتا، عاصمة كولومبيا، البالغ عددهم ثمانية ملايين شخص، للحجر خلال عطلة نهاية الأسبوع أيضًا. وتُعتبر كولومبيا ثاني دول أميركا اللاتينية تضررًا جراء الوباء بعد البرازيل، مع نحو 2,5 ملايين حالة إصابة.

أما الأرجنتين التي تسجّل ارتفاعًا مطّردًا في الحالات، فقد فرضت اعتبارًا من الجمعة حظر تجوّل لمدة ثلاثة أسابيع. وقال الرئيس البرتو فرنانديز: "خلال الأيام السبعة الأخيرة فقط زادت الحالات بنسبة 36% في منطقة بوينوس آيريس".

مشاكل وعائية؟

أما في أوروبا، حيث تضرب الموجة الثالثة من الوباء دولًا عدة في الصميم، باتت حملة التطعيم، البطيئة أصلًا، تصطدم بتساؤلات جديدة حول الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بلقاح "جونسون أند جونسون" و"أسترازينيكا".

وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية، الجمعة، أنها تدرس رابطًا محتملًا بين لقاح "جونسون أند جونسون" وحالات تجلّط دموي، وتوسّع تحقيقها بشأن لقاح "أسترازينيكا" المتّهم بالتسبّب بتجلّطات دموية، ليشمل مشاكل وعائية.

وكانت الوكالة أقرّت الأربعاء أن التجلّطات الدموية يجب أن تُصنّف على أنها آثار جانبية "نادرة للغاية"، لكنها خطرة خصوصًا لدى الشباب.

وأشارت إلى أنها باشرت الجمعة دراسة حول لقاح "جونسون أند جونسون" بشأن أعراض جانبية محتملة شبيهة بعد التبليغ عن أربع حالات بينها واحدة أفضت إلى الوفاة. وسمح الاتحاد الأوروبي بهذا اللقاح، لكن لم يبدأ استعماله بعد.

وتُحقّق الوكالة الأوروبية كذلك بشأن روابط محتملة بين لقاح "أسترازينيكا" ومشاكل وعائية. فقد أعلنت الجمعة أنها تدرس خمس حالات تتمثّل "بتسرّب في الأوعية الدموية ما يؤدي إلى انتفاخ في الأنسجة وانخفاض في ضغط الدم".

من جهتها، أعلنت وكالة الأدوية والعقاقير الأميركية الجمعة أنها لم تتوصّل إلى "أي رابط سببي" في هذه المرحلة بين تشكّل تجلطات دموية وتلقّي لقاح "جونسون أند جونسون". وأضافت: "سنبلّغ المواطنين عندما تتوافر لنا معلومات أكثر".

ويستخدم لقاحا "جونسون أند جونسون" و"أسترازينيكا" التكنولوجيا نفسها التي تستعين بالفيروس الغدي باعتباره ناقلًا.

حذر وتشكيك 

وحتى الآن، دفع الحذر والتشكيك حيال لقاح "أسترازينيكا" الكثير من الدول إلى تحديد أعمار معينة لتلقيه، أو علّقت استخدامه.

ففي منطقة كاستيا إي ليون الإسبانية وفي الدنمارك، أوقف استخدام هذا اللقاح بالكامل، فيما علّقت هونغ كونغ الجمعة طلبيتها من لقاحات "أسترازينيكا"؛ "تجنبًا لأي تبذير"، وخشية من الآثار الجانبية وعدم فاعليته حيال المتحوّرات الجديدة للفيروس.

والجمعة، وقبل إعلانات وكالة الأدوية الأوروبية، قالت السلطات الفرنسية: إن 533 ألف شخص تقلّ أعمارهم عن 55 عامًا تلقّوا جرعة أولى من "أسترازينيكا"، سيُعرض عليهم للجرعة الثانية لقاحًا مختلفًا يعتمد تقنية الحمض النووي المرسال مثل "فايزر/ بايونتيك" و"موديرنا".

لكن منظمة الصحة العالمية عادت لتؤكد بعد ذلك، أنه لا يمكنها التوصية بتغيير اللقاح في الجرعة الثانية بسبب "غياب البيانات المناسبة" في هذه المرحلة.

وتطرح تساؤلات أيضًا حول فاعلية اللقاحات حيال متحورات الفيروس.

وبغية استباق هذه المشكلة، أفاد مصدر في المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيُباشر التفاوض لطلب 1,8 مليار جرعة إضافية من لقاحات "الجيل الثاني" مع جدول تسليم ملزم.

ويبدو هذا الأمر ضروريًا لا سيما أن مختبر "أسترازينيكا"، الذي يواجه أصلًا مشاكل مع الاتحاد الأوروبي بسبب تأخره في تسليم الجرعات، أعلن الجمعة أنه سيتأخّر في تسليم اللقاحات للاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الراهن.

في المقابل، اجتاز تحالف "فايزر/ بايونتيك" مرحلة جديدة بتقدّمه بطلب الحصول على ترخيص في الولايات المتحدة للقاحه المضاد لفيروس كورونا للمراهقين بين سن الثانية عشرة والخامسة عشرة.

تشديد قانون مكافحة كوفيد-19

في ألمانيا، ستُشدّد الحكومة خلال الأسبوع المقبل تشريعاتها لمحاربة الوباء، لتتمكّن من فرض قيود في سائر أنحاء البلاد.

وفي كندا، أعرب رئيس الوزراء الكندي عن قلقه من انتشار الموجة الثالثة من الوباء، داعيًا "إلى إجراءات أكثر صرامة "في مناطق عدة في البلاد.

أما في البرازيل، التي بات الوضع "حرجًا" في مستشفياتها بسبب تدفّق المصابين، أمرت المحكمة العليا مجلس الشيوخ بتشكيل لجنة تحقيق مكلّفة بتقييم إدارة الجائحة من قبل حكومة الرئيس اليميني جايير بولسونارو.

وحسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استنادًا إلى مصادر رسمية، تسبّب فيروس كورونا بوفاة 2,903,907 شخصًا في العالم منذ ظهوره نهاية كانون ديسمبر/ كانون الأول 2019.

وتأكدت إصابة أكثر من 133,908,150 شخصًا بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمرّ بالشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.

المصادر:
العربي، أ.ف.ب.

شارك القصة

تابع القراءة
Close