السبت 27 أبريل / أبريل 2024

"مسار سعيد أثبت فشله".. جدل وتشكيك في نتائج الانتخابات التونسية

"مسار سعيد أثبت فشله".. جدل وتشكيك في نتائج الانتخابات التونسية

Changed

"العربي" يواكب الجدل الذي يرافق نتائج الانتخابات التشريعية التونسية (الصورة: رويترز)
تطالب المعارضة التونسية الرئيس قيس سعيّد بالاستقالة، وتدعو إلى تنظيم انتخابات مبكرة بسبب تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية.

لم تتخط نسبة الإقبال في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية في تونس، أكثر من 11% فقط؛ وهي نسبة وُصفت بالضعيفة على نطاقٍ واسع، حتى أن المعارضة التونسية الغاضبة اعتبرتها "مهزلة".

كما لاقت هذه الانتخابات انتقادات صدرت عن منظمات المجتمع المدني، الذي وجّه سهام نقده الحادة لمسار الرئيس قيس سعيّد جملةً وتفصيلًا.

فشكّكت المعارضة التونسية في شرعية البرلمان المقبل، في ظل الإقبال الضعيف على المشاركة في الدور الثاني من الانتخابات، وبعد انتكاسة سابقة خلال الدور الأول مع عزوف التونسيين على الانخراط في مسار الرئيس الذي يواجه معارضة كبيرة، لتمسكه باستكمال خطواته التي بدأها منذ 25 يوليو/ تموز 2021.

نسب مشاركة ضعيفة

ويرصد مراسل "العربي" في تونس خليل كلاعي المشهد هناك وأبرز ردود الفعل، مذّكرًا في هذا الإطار، بالسقف الذي وضعه قيس سعيّد والهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ورئيسة حكومته نجلاء بودن، والذي كان سببًا بهذه المواقف الشديدة من قبل المعارضة.

ففي معرض تعليقه على نتائج الدور الأول من الانتخابات، قال سعيّد إن المعارضة لم تجد ما تركّز عليه هذه المرة سوى نسبة التصويت، وإن نسبة المشاركة لا تُحتسب فقط من الدور الأول، وإنما أيضًا في الدور الثاني.

ويضيف مراسلنا أن هذا يشي بأن الرئيس التونسي كان يعلّق آمالًا على أن تشهد نسبة المشاركة في الدور الثاني ارتفاعًا لافتًا، وهي نفس النقطة التي ركّزت عليها بودن، فضلًا عن نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال تصريحات صحفية سابقة، قبل الموعد الثاني من الانتخابات التشريعية.

غضب المعارضة

ويلفت كلاعي إلى أن المواقف وردود الفعل المتعلقة بهذه الدورة، جاءت فور صدور النتائج النهائية الأولية للدورة الثانية للانتخابات التشريعية؛ حيث أجمعت المواقف المعارضة على رأسها جبهة الخلاص الوطني، و"خماسي الأحزاب"، وحركة "النهضة"، على اعتبار هذه النتائج "فشلًا نهائيًا وتامًا" لمسار سعيّد.

فقد دعت "جبهة الخلاص" إلى انتخابات رئاسية مبكرة "بعد عزوف 90% من الناخبين"، في حين صرّح عضو حركة "النهضة" بلقاسم حسن أن "قيس سعيّد انتهى، وفشل فشلًا ذريعًا مهما بقي في سدة الرئاسة".

أما تنسيقية الأحزاب الديمقراطية، فوصفت البرلمان الجديد بـ"المهزلة والفاقد للشرعية"، بينما أكّد كمال بن يونس، رئيس مركز ابن رشد للدراسات الإستراتيجية، أنه لا بد من إجراء مفاوضات "في الكواليس" للخروج من هذه الأزمة، وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.

دعوات لرصّ الصفوف

ولطالما عارض طيف مدني وحزبي واسع مسار سعيّد، بداية من الاستشارة الإلكترونية، وصولًا إلى مقاطعة 90% للانتخابات بدوريها الأول والثاني، وكل ذلك من شأنه، وفق متابعين، أن يضاعف حجم المعارضة، وأن يجعل من تنظيم انتخابات مبكرة ضرورةً لإخراج البلاد من مأزقها الحالي.

ومقابل عجز الرئيس عن تجميع التونسيين حول مشروعه، تبرز دعوات لتوحيد صفوف المعارضة ضدّه، من أجل إنقاذ البلاد التي تعاني إلى جانب الأزمة السياسية، من وضع اقتصادي متدهور وغير مسبوق.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close