الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"ملاذ أموال بوتين القذرة".. إسرائيل "قلقة" على مصير الأغنياء الروس

"ملاذ أموال بوتين القذرة".. إسرائيل "قلقة" على مصير الأغنياء الروس

Changed

نافذة على الوساطة الإسرائيلية بين روسيا وأوكرانيا (الصورة: مواقع التواصل)
تحوّل الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى مأزق حقيقي لإسرائيل التي تعتبر ملاذًا للأوليغارشيين المقربين من بوتين الذين طالتهم العقوبات الغربية.

تعيش إسرائيل حالة من القلق، بخصوص كيفية التعامل مع العشرات من الأوليغارشيين اليهود الروس، وسط العقوبات الغربية والأميركية التي يتعرضون لها جراء هجوم روسيا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي. 

وقالت وكالة "أسوشيتد برس": إنّ الحكومة الإسرائيلية شكلت لجنة رفيعة المستوى لدراسة إمكانية بقاء تل أبيب كملاذ لأي يهودي دون أن يتعارض ذلك مع العقوبات القاسية التي تستهدف الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين من الأوليغارشيين الذين طالتهم العقوبات. 

ومنحت إسرائيل العشرات من أباطرة الأعمال اليهود الروس الجنسية أو حق الإقامة خلال السنوات الماضية الأخيرة. ويتمتع العديد منهم بعلاقات عمل جيدة مع الكرملين. 

وطالت العقوبات الدولية أربعة من أهم هؤلاء الأثرياء الذين نالوا الجنسية، وهم مالك نادي تشيلسي، رومان أبراموفيتش، وميخائيل فريدمان، وبيتر أفين، وفيكتور فيكسيلبيرج، وذلك بسبب صلاتهم ببوتين.

"ملاذ أموال بوتين القذرة"

ومع استمرار الحرب على أوكرانيا، تتخوف إسرائيل من تزايد الضغط عليها، بإضافة أسماء جديدة على لوائح العقوبات، حيث لم تنضم الحكومة الإسرائيلية لشركائها الغربيين والولايات المتحدة في فرضها على روسيا، الأمر الذي يفسر الوساطة غير المتوقعة لرئيس الحكومة في تل أبيب بين كييف وموسكو أوائل الشهر الجاري. 

وأحرجت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، تل أبيب، خلال مقابلتها مع القناة "12" الإسرائيلية نهاية الأسبوع، حيث دعت المسؤولة الأميركية إسرائيل للانضمام إلى مجموعة الدول التي فرضت عقوبات على روسيا.

وقالت نولاند: "ما نطلبه، من بين أمور أخرى، هو أن تنضم إلينا كل ديمقراطية في جميع أنحاء العالم بالعقوبات المالية وعقوبات مراقبة الصادرات التي فرضناها على بوتين".

وأضافت: "لا نريدكم أن تصبحوا الملاذ الأخير للأموال القذرة التي تغذي حروب بوتين".

تصريحان نولاند، وصفها الدبلوماسي الأميركي المخضرم آرون ديفيد ميلر بأنها الأصعب على السياسة الإسرائيلية منذ بدء الأزمة ومنذ فترة طويلة جدًا. 

أبراموفيتش

وتمنح إسرائيل الجنسية لأي شخص من أصل يهودي، منذ أن احتلت فلسطين عام 1948، وانتقل ما يقدر بمليون يهودي من روسيا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق بعد تفككه إلى هناك في السنوات الأخيرة، وانضم إليهم عدد من أباطرة الدولة المتفككة مثل قطب الطاقة السابق ليونيد نيفزلين، بعد خلاف مع بوتين. وبدا أن آخرين فعلوا ذلك كوسيلة للتحوط من المتاعب في الخارج، بحسب ما نقلت "أسوشيتد برس". 

وشكلت أزمة أبراموفيتش واحدة من الأمثلة الواضحة التي تعكس حجم المسألة، فمالك "البلوز" السابق حصل على الجنسية الإسرائيلية عام 2018 بعد عدم تجديد تأشيرته البريطانية، بسبب الأزمة التي اندلعت بين لندن وموسكو جراء تسميم جاسوس روسي سابق في إنكلترا.

ورغم أنه يقضي القليل من الوقت في تل أبيب على ما يبدو، إلا أن أبراموفيتش اشترى بعض العقارات هناك، بما في ذلك منزل في حي عصري فيها، قيل إنه كان لزوج الممثلة غال غادوت.  

استقالة

وفيما تحفّظ بعض الأثرياء الروس عن الانخراط بالحياة العامة في المجتمع اليهودي بتل أبيب، برز آخرون كداعمين رئيسيين للقضايا اليهودية أو في الاستثمار بقطاع التكنولوجيا.  

وفي الأسبوع الماضي، اضطرت منظمة "ياد فاشيم" أرفع مراكز إسرائيل لتخليد ما يسمى بـ"المحرقة اليهودية"، إلى تعليق تبرعات بعشرات ملايين الدولارات من أبراموفيتش في ضوء التطورات الأخيرة كما قالت.

أما فريدمان المولود أساسًا في أوكرانيا، فاضطر إلى تقديم استقالته من المجلس الاستشاري لمركز "بابين يار" التذكاري لـ"الهولوكوست"، في كييف. 

خوف لابيد

وبينما أكد ليئور هايات، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنّ الحكومة شكلت لجنة وزارية خاصة لدراسة قضية العقوبات. نصح وزير الخارجية يائير لابيد زملاءه بالابتعاد عن الأوليغارشيين الروس. وقال لابيد لمجلس الوزراء مؤخرًا: "عليكم أن تكونوا حذرين للغاية لأن هؤلاء الرجال يمكنهم الاتصال بكم على الهاتف ويطلبون منكم بعض الخدمات".

وأضاف لابيد بحسب "أسوشيتد برس"، في معرض حديثه للوزراء: "لا تلتزموا بأي شيء لأنه قد يتسبب في ضرر دبلوماسي".

وأكد مسؤولون حضروا الاجتماع تصريحات لابيد، التي نُشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية. وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم كانوا يناقشون إجراءات مجلس الوزراء المغلقة.  

وأفادت الوكالة نفسها بأن إسرائيل ربما قد تتمكن من عزل نفسها عن الضغوط الدولية طالما أنها تواصل الوساطة بين كييف وموسكو؛ حيث إنها تعتقد بأن انضمامها إلى العقوبات سيؤدي إلى إثارة غضب روسيا.

وأكدت كسينيا سفيتلوفا، الخبيرة في الشؤون الدولية والنائبة الإسرائيلية السابقة المولودة في روسيا، أن إسرائيل ستمتنع عن اتخاذ موقف لأطول فترة ممكنة. وقالت لـ"أسوشيتد برس": "هذا يعتمد على نوع الضغط الذي سيمارسونه ضدنا".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close