أدانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، اليوم الأحد، ما وصفتها بالهجمات الحدودية "غير المشروعة" التي شنتها أذربيجان على أرمينيا، في زيارة إلى يريفان الحليفة العسكرية لروسيا.
وتجري بيلوسي زيارة إلى أرمينيا تستمرّ ثلاثة أيام، عقب أيام من مواجهات حدودية سجّلت هذا الأسبوع بين باكو ويريفان أودت بحياة أكثر من مئتي شخص، حيث تعهدت بدعم أميركي لسيادة أرمينيا مشيرة إلى أن زيارتها تكتسب "أهمية خاصة".
وقالت بيلوسي باسم الكونغرس في مؤتمر صحافي من العاصمة الأرمنية: "ندين تلك الهجمات بشدة.. الأذريون هم من بدأوا هذا ولا بد من اعتراف بذلك" وهذا الأمر يهدد على حد تعبيرها "احتمال التوصل إلى اتفاق سلام إذا لزم الأمر".
وأضافت أن الولايات المتحدة تنصت ليريفان فيما يتعلق باحتياجاتها الدفاعية، وأضافت:"أرمينيا لديها أهمية خاصة بالنسبة إلينا بسبب التركيز الذي أوليَ للجانب الأمني بعد الهجمات غير المشروعة الدامية التي شنّتها أذربيجان على الأراضي الأرمنية".
وبيلوسي، هي أعلى مسؤولة أميركية تزور أرمينيا منذ استقلال الدولة الصغيرة عن الاتحاد السوفياتي عام 1991 والتي تقطنها جالية أميركية كبيرة.
أرمينيا تنتقد روسيا
بدروه، أكد رئيس البرلمان الأرمني آلين سيمونيان خلال المؤتمر الصحافي مع بيلوسي، أن أعمال العنف انتهت بفضل وساطة أميركية، بعد فشل محاولة التوصل إلى هدنة بوساطة روسية، فيما قالت بيلوسي إنه من اللافت للانتباه أن أرمينيا "أصيبت بخيبة أمل" من طريقة استجابة التحالف الذي تقوده روسيا.
يأتي هذا، بعد أن عبر المسؤول الأرميني الأسبوع الماضي عن استيائه من رد تحالف عسكري تقوده روسيا على طلب يريفان المساعدة، فقد طلبت يريفان من منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا التدخل، لكنها أرسلت فقط فريقًا لتقصي الحقائق.
ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" للأنباء عن رئيس البرلمان ألين سيمونيان قوله حينها: "إننا مستاؤون جدًا بالطبع"، وشبّه منظمة معاهدة الأمن الجماعي بمسدس لا يطلق الرصاص.
أذربيجان ترد على بيلوسي
في المقابل، ردت أذربيجان على تصريحات رئيسة مجلس النواب الأميريكي نانسي، وقالت إن التصريحات "المجحفة التي لا أساس لها" تمثل صفعة خطيرة لجهود السلام.
فانتقدت وزارة الخارجية الأذرية بيلوسي في بيان جاء فيه: "معروف أن بيلوسي سياسية مؤيدة للأرمينيين"، وأكدت أذربيجان مجددًا أن القتال كان نتيجة "استفزاز عسكري واسع النطاق" من جانب أرمينيا.
تبادل اتهامات
ويتبادل الطرفان التهم ببدء القتال الذي اشتعل يوم الثلاثاء الفائت، وأسفر عن مقتل 215 شخصًا قبل أن ينتهي ليلة الخميس بوساطة دولية.
وهذه الاشتباكات هي تصعيد غير مسبوق منذ حرب عام 2020 وتهدد بنسف عملية سلام هشّة بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين الواقعتين في القوقاز.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين في عام 2020، وفي تسعينيات القرن الماضي حول منطقة ناغورنو كراباخ المتنازع عليها، وهي جيب أذربيجاني تقطنه غالبية من الأرمن.