الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

وسط أزمة سياسية.. انطلاق أعمال القمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة التونسية

وسط أزمة سياسية.. انطلاق أعمال القمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة التونسية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول انطلاق أعمال القمة الفرنكوفونية في جزيرة جربة التونسية (الصورة: غيتي)
عبّر الرئيس التونسي قيس سعيّد عن أمله في أن تخلص القمة الفرنكوفونية إلى نتائج ملموسة وحقيقية لمواجهة التقلبات التي يشهدها العالم.

بدأت في تونس السبت الدورة 18 لقمة الفرنكوفونية في جزيرة جربة، بمشاركة نحو 90 وفدًا و31 من كبار القادة للتأكيد على أن بإمكان المنظمة الدولية للفرنكوفونية لعب "دور مهمّ" على النطاق الدولي لحلّ الأزمات الراهنة.

وأعلن المنسق الإعلامي للقمة محمد طرابلس في تصريح صحافي أن القمة ستتناول مواضيع هامة "تمثل تحديات على مستوى الإنسانية والفضاء الفرنكوفوني؛ منها تشغيل الشباب والمرأة والرقمنة كوسيلة لتطوير التعاون والاندماج الاقتصادي داخل الفضاء الفرنكفوني".

وقال الطرابلسي: "إن هذه الاجتماعات تمثل اعترافًا بدور تونس في العالم الناطق بالفرنسية وبدبلوماسيتها على المستويين الإقليمي والدولي"، وهي فرصة "لتعزيز التعاون الاقتصادي".

بدوره، قال الرئيس التونسي قيس سعيّد إن بلاده التزمت باحتضان القمة الفرنكوفونية رغم دعوات البعض بإلغائها أو تنظيمها في بلد آخر.

وأضاف سعيّد أن القمة التي تبنت موضوع الرقمنة كوسيلة لتطوير التعاون الاقتصادي داخل الفضاء الفرنكفوني؛ من شأنها أن تكرس مفهوم التضامن الدولي، على حد قوله.

وعبّر الرئيس التونسي عن أمله في أن تخلص القمة إلى "نتائج ملموسة وحقيقية" لمواجهة "التقلبات التي يشهدها العالم". 

وتستضيف تونس الاجتماع بعد تأجيله مرتين، الأولى عام 2020 بسبب كوفيد-19، ثم في خريف 2021، بعد الإجراءات التي اتخذها سعيّد ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تنهي تجربة ديموقراطية رائدة في العالم العربي.

بالتزامن مع القمة، تعيش تونس أزمة سياسية حادة. ومُنع متظاهرون من الوصول إلى جزيرة جربة للاحتجاج على استمرار فقدان مهاجرين غير قانونيين في البحر منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الفائت وصدتهم قوات الشرطة باستعمال الغاز المسيل للدموع.

من جهته، أفاد مراسل "العربي" خليل كلاعي، بحضور دولي ملحوظ وكبير، خاصة حضور عدد من رؤساء وزعماء الدول الإفريقية، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، لا سيما أن فرنسا وكندا من أكبر المساهمين في المنظمة العالمية الفرنكوفونية.

وأضاف أن قضايا مثل اللغة الفرنسية والتربية والتنمية المستدامة والفرنكوفونية الاقتصادية الرقمية؛ ستحظى بالأولية في نقاشات هذه القمة، مشيرًا إلى أن كلمات زعماء وقادة آخرين من الممكن أن تحمل مضامين حيال الوضع الحقوقي والسياسي في تونس.

"تأثير في عالم ممزق"

من جهتها، أكدت الأمينة العامة للمنظمة الرواندية لويز موشيكيوابو أن بإمكان المنظمة أن يكون لها "تأثير في عالم ممزق" بأزمات متعددة.

وتابعت في كلمة الافتتاح: "يجب أن تظل الفرنكوفونية حلقة وصل للحد من تحول التوترات إلى نزاعات".

وذكرت الأمينة العامة بالعديد من "العواصف" التي اجتاحت العالم وبالخصوص منها وباء كوفيد-19 الذي تسبب في تأجيل قمة 2020.

ويناقش المشاركون على امتداد يومين "المجال الرقمي كمحرك للتنمية" فضلًا عن ملفات دولية تتعلق بالخصوص بالحرب الروسية في أوكرانيا.

ويأتي انعقاد اللقاء مع استمرار قمة المناخ في مصر، واجتماع مجموعة العشرين في إندونيسيا الذي طغت على جدول أعماله الحرب في أوكرانيا البلد الذي يحمل صفة مراقب في منظمة الفرنكوفونية.

ولم تتطرق الأمينة العامة للأزمة الروسية الأوكرانية في كلمتها، بينما كان هذا الملف محور محادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء آخرين خلال القمة، على ما أفادت مصادر مقربة.

وتعبر دول إفريقية عدة عن استيائها بسبب نقص تضامن الدول الغربية مع القارة التي تواجه أزمات متعددة ومتواصلة بينما كان اهتمامها مركزًا على مساعدة أوكرانيا.

"استرداد" مكانة اللغة الفرنسية

وشدد الرئيس الفرنسي خلال لقائه بمجموعة من الشباب على هامش القمة على ضرورة "استرداد" مكانة اللغة الفرنسية في بعض الدول الفرنكوفونية بعد أن سجلت "تراجعًا حقيقيًا".

ودعا ماكرون إلى أن تكون الفرنكوفونية "فضاء حيًا وفضاء للصمود... وليس فضاء مؤسساتيًا".

وفي خطابه في افتتاح القمة، طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من المنظمة أن تدافع عن مبادئ "مثل عدم استخدام القوة ضد وحدة الأراضي".

وقال: "نطالب المجتمع الدولي بإجراء تقييم عادل للوضع وإدانة احتلال أجزاء من الأراضي الأرمينية، والمطالبة بعودة القوات الأذربيجانية إلى مواقعها السابقة".

الذكرى الـ50 لتأسيس المنظمة الفرنكوفونية

وتحتفل المنظمة الفرنكوفونية التي تضم 88 عضوًا بالذكرى الخمسين لتأسيسها. وكانت تونس من الدول المؤسسة للمنظمة عام 1970 إلى جانب السنغال ونيجيريا وكمبوديا.

وتشارك دول غير منضوية في الفرنكوفونية في أشغال القمة على غرار مولدافيا والإمارات العربية المتحدة وصربيا.

ومن المتوقع إعادة انتخاب الأمينة العامة على رأس المنظمة لأربع سنوات جديدة، وهي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب.

ويشمل الفضاء الفرنكوفوني 321 مليون ناطق باللغة الفرنسية يتوقع أن يتضاعف عددهم بنهاية العام 2050 بفضل انتشار اللغة الفرنسية في القارة الإفريقية.

"أكثر أهمية من أي وقت مضى"

وأكدت الأمينة العامة في مقابلة سابقة مع فرانس برس أن المنظمة "أكثر أهمية من أي وقت مضى"، وذلك ردًا على تصاعد الانتقادات الموجهة إليها، ومنها ما كتبه الكاتب السنغالي أمادو لمين صال في مقال، أن الفرنكوفونية "لا تُرى" و"لا تُسمع" على النطاق الدولي.

وبحسب مسؤول كبير في كندا، فإن المنظمة "يمكن أن تكون قوّة إيجابية" في القضايا العالمية مثل "تعزيز السلام والازدهار الاقتصادي وترسيخ الديموقراطية".

ويتحدث مسؤولون كنديون آخرون عن "مخاوف" بشأن "المشاركة الديموقراطية" في تونس منذ أن قرّر سعيّد في 25 يوليو/ تموز الفائت احتكار السلطات في البلاد، مشددين على أن كندا ستثير هذا الموضوع خلال اجتماعات القمة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close