نالت مدينة جنديرس في شمال سوريا النصيب الأكبر من الدمار جراء الزلزال، الذي ضرب المنطقة وجنوبي تركيا في 6 فبراير/ شباط الجاري.
يقضي أهالي المدينة ليالي الشتاء منذ أكثر من أسبوع في العراء، بعد تهدم منازلهم وسط شح في المياه، ومخاوف من انتشار الأوبئة، وفق ما صرح أحد الناجين لـ"العربي"، مشيرًا إلى حاجة سكان البلدة للخيام قبل أي شيء آخر، فيما روت سيدة كيف لجأت وأطفالها إلى السكن في عربة نقل.
وكان الدفاع المدني السوري، المستمر في عمليات البحث تحت الأنقاض، وفتح الطرقات المغلقة شمال غربي سوريا، بعد الزلزال، قد أكد أول من أمس الثلاثاء، توثيقه انهيار أكثر من 550 مبنى، بينما تضرر بشكل جزئي أكثر من 1570 مبنى.
المساعدات الأممية
وفي هذا الإطار، يؤكد مدير مكتب جمعية "عطاء" السورية، معاذ بقبش، أن المساعدات الأممية التي وصلت هناك، خجولة جدًا ولا ترتقي إلى حجم الكارثة التي ضربت المنطقة.
ويقول في حديث إلى "العربي"، من سرمدا في الشمال السوري، إن أفراد بعثة الوفد الأممي التي زارت جنديرس وقبلها معبر باب الهوى، أدركوا مدى التقصير الذي مورس بحق الشمال السوري.
ويوضح بقبش أن مسؤولي البعثة الأممية، أبدوا أسفهم واعتذارهم، وتحدثوا عن منحة سيعملون عليها مع شركائهم، وقد كان الحديث يدور حول 17 شاحنة، تتضمن كل أنواع الاحتياجات اللازمة في فصل الشتاء.
ويشير إلى أن المساعدات الأممية لا تغطي 2% من الحاجات، في ظل ما يقارب 7000 مصاب، و30 أسرة مشردة.
المسكن أولًا
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد عبّرت أمس الأربعاء، عن قلقها بشكل خاص بشأن وضع السكان في منطقة شمال غربي سوريا، التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية: "من الواضح أن المنطقة التي تثير أعلى مستويات القلق حاليًا هي شمال غرب سوريا".
وتصدرت مدينة جنديرس المدن السورية الأكثر تضررًا من الزلزال، سواء على صعيد الدمار أو الضحايا، حيث تخطى العدد الـ4000 في الشمال السوري، ومنهم أكثر من 500 في جنديرس وحدها.
ويؤكد بقبش أن "تأمين المسكن هو الأكثر ضرورة حاليًا بالنسبة للمتضررين، لا سيما في ظل الأحوال الجوية الصعبة، مشيرًا إلى أن العائلات المتضررة تعرضت للتشرد للمرة الثالثة أو الرابعة منذ عام 2011، مع اندلاع الحرب السورية".
ويخلص إلى أن الخيم لم تعد حلًا مناسبًا، وهذا ما شددت عليه الجمعيات السورية مع الوفد الأممي.