أكد البنك الدولي اليوم الجمعة أن الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا الشهر الماضي، تسببت في أضرار مادية مباشرة تقدر بنحو 5.1 مليار دولار في سوريا وفاقمت الدمار في بلد أنهكته الحرب منذ 12 عامًا.
وذكر البنك في بيان أن القيمة الحالية للمباني والبنية التحتية التي لحقتها أضرار أو دمار تقدر بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، بعدما نشر ما وصفه بأنه تقدير شامل وسريع في الوقت نفسه للأضرار.
وأوضح أن من بين المباني المتضررة مواقع للتراث الثقافي في مناطق تاريخية بسوريا.
تفاقم المعاناة
وبحسب تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان المعارضة الثلاثاء الماضي، فإن 2534 قتلوا في المناطق خارج سيطرة النظام السوري و394 في مناطق سيطرة النظام جراء الزلزال.
وقال جان-كريستوف كاريه المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي: "تسببت هذ الخسائر في تفاقم الدمار والمعاناة والمشقة التي يعاني منها الشعب السوري منذ سنوات".
وأضاف كاريه: "الكارثة ستؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي الذي سيؤثر بشكل أكبر على آفاق النمو في سوريا".
تفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق المنكوبة من الزلزال وتأخر المساعدات عن الشمال السوري 👇#زلزال_سوريا_تركيا #قضايا pic.twitter.com/rnSEJLxM7S
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 25, 2023
وضربت الزلازل التي وقعت في السادس من فبراير/ شباط الماضي منطقة شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها المعارضة على الحدود مع تركيا.
وذكر البنك أن محافظة حلب وحدها، التي كانت جبهة رئيسية في الحرب، هي أشد المحافظات تضررًا إذ سجلت 45% من إجمالي الأضرار التقديرية الناجمة عن الزلازل، تلتها إدلب بنسبة 37% من الأضرار ثم محافظة اللاذقية الساحلية بنسبة 11%.
وأشار البنك إلى أنه نظرًا لوجود درجة عالية من عدم اليقين فيما يتعلق بعدد من عناصر هذا التقدير الأولي فإن تقديرات إجمالي الأضرار المباشرة تتراوح بين 2.7 مليار دولار و7.9 مليار دولار.
وأوضح أن التقدير لا يتضمن الآثار والخسائر الاقتصادية التي لحقت بالاقتصاد السوري على النطاق الأوسع.
دعوة لدعم أهالي شمال غربي سوريا
وسبق أن ذكر البنك في تقرير صدر يوم 27 فبراير/ شباط الماضي، أن الزلازل تسببت في أضرار مادية مباشرة بقيمة 34.2 مليار دولار في تركيا حيث لقي 45 ألف شخص على الأقل حتفهم.
وقبل يومين، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للسكان المتضررين جراء الزلزال في شمال غرب سوريا، وذلك في أول زيارة لمسؤول أممي رفيع المستوى إلى المنطقة.
وجاءت زيارة الوفد على وقع انتقادات أطلقتها منظمات محلية وناشطون معارضون إزاء تأخر الأمم المتحدة في إدخال قوافل مساعدات استجابة للزلزال الى المناطق المنكوبة الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وأقرّ منسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث خلال زيارته الجانب التركي من معبر باب الهوى في 12 فبراير/ شباط أنّ الأمم المتحدة "خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا".