الخميس 2 مايو / مايو 2024

الحوثيون يصعدون هجماتهم.. أي تداعيات لاستهداف أبو ظبي؟

الحوثيون يصعدون هجماتهم.. أي تداعيات لاستهداف أبو ظبي؟

Changed

توعدت الإمارات بالردّ على الاعتداء الذي تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين، فيما هدد الحوثيون بشن هجمات ضد أهداف أكثر أهمية في الإمارات مستقبلًا.

صعّد الحوثيون اليوم هجماتهم مستهدفين منطقة مصفح ومحيط مطار أبو ظبي في الإمارات، بعد أيام على تحقيق القوات المدعومة من الإمارات تقدمًا في مواقع ومدن إستراتيجية في اليمن.

استعادة هذه النقاط مهدت لإعلان وزير الإعلام اليمني عن تحقيق اختراق واسع في جبهات المواجهة مع الحوثيين جنوبي مأرب.

وتوعدت الإمارات بالردّ على الاعتداء الذي تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين، ووصفته بـ"الآثم" و"الإرهابي" .

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم"، مؤكدة أن "هذا الاستهداف لن يمر دون عقاب".

في المقابل، هدد الحوثيون بشن هجمات ضد أهداف أكثر أهمية في الإمارات مستقبلًا، وقالت الجماعة إن الهجمات ضد أبو ظبي نُفذت باستخدام خمسة صواريخ بالستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة.

وقال المتحدث العسكري باسم الحركة إن هجمات اليوم استهدفت مطاري أبو ظبي ودبي ومصفاة نفطية في منطقة المصفح وأهدافًا أخرى "حساسة" في الإمارات.

بدورها، تعهّدت الولايات المتحدة "بمحاسبة" الحوثيين المدعومين من إيران بعد الهجمات.

وقال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة والذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين أبرياء".

وأضاف في بيان أن "الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم وسنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين لمحاسبتهم".

"الخاسر الأكبر"

عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي يلفت إلى أنه سبق للحركة أن حذرت الإمارات من أي تصعيد، وأتاحت لها فرصة للانسحاب من اليمن، إلا أنها قامت بالتصعيد في الأشهر الماضية، معتبرًا أنه كان لا بد من الرد.

ويقول في حديث إلى "العربي" من صنعاء: "سبق ونصحنا الإمارات بمراجعة حساباتها وبعدم التصعيد إلا أنها لم تلتفت لهذه النصائح وخصوصًا أن قدرتها على تحمل هكذا ضربات أقل بكثير من قدرة السعودية لأن اقتصادها يعتمد على التجارة وكذلك النفط والسياحة".

ويشير إلى أن الإمارات ستكون الخاسر الأكبر من هذا التصعيد الحاصل.

ويقول: "في بداية العدوان كان اليمن يُقصَف وكانت السعودية والإمارات آمنتين وكان التقدم لمصلحتهما، أما اليوم فباتت المعادلة قصف الإمارات والسعودية في مقابل قصف اليمن".

قراءة عسكرية في الهجوم

المحلل العسكري فايز الدويري يشير إلى أن القدرات الحوثية في مجالي الصواريخ والطائرات المسيرة متقاربة إلى حد ما مع اختلاف القدرة التأثيرية من حيث التفجير.

ويشرح الدويري في حديث إلى "العربي" من عمان بأن الصواريخ التي يمتلكها الحوثيون مصدرها مما كان موجودًا لدى الجيش اليمني وتحديدًا الحرس الجمهوري، وما يحصلون عليه من إيران.

يلفت إلى أن مدى هذه الصواريخ يصل بحده الأقصى إلى 1750 كيلومترًا وقد يصل وزن رؤوسها المتفجرة إلى 250 كيلوغرامًا، وكذلك الطائرات المسيرة يبلغ مداها 1750 كيلومترًا وتستطيع حمل نحو 50 كيلوغرامًا من المتفجرات.

ويقول إن كلا السلاحين يمكن أن يمر من ذات الطريق أي من صنعاء إلى الجوف إلى الربع الخالي وصولًا إلى الإمارات، لافتًا إلى أن هذا المسار لا يتمتع بتغطية كافية من الرادارات.

"صرخة استغاثة"

رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري يرى أن استهداف الإمارات يشكل صرخة استغاثة من الحوثيين في محاولة للذهاب إلى مفاوضات أو هدنة، معتبرًا أن الجماعة تعيش في حالة "كسر عظام" حاليًا.

ويقول في حديث إلى "العربي" من الرياض إن الحوثيين يعيشون في حال خوف حاليًا، لافتًا إلى أن المكسب الوحيد الذي استفادت منه الجماعة من هذا الاستهداف هو الحديث عنه أولًا وليس عن "الانتصارات" على جبهات اليمن.

ويشدد على أن السعودية محمية بشكل كامل وإلا كانت وصلت المسيرات إلى شركة أرامكو النفطية وإلى المناطق الأخرى.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close