السبت 27 أبريل / أبريل 2024

الضغط الشعبي مستمر في إيران.. عائلة أميني تقدم شكوى ضد شرطة الأخلاق

الضغط الشعبي مستمر في إيران.. عائلة أميني تقدم شكوى ضد شرطة الأخلاق

Changed

تقرير لـ"العربي" عن توسع رقعة الاحتجاجات في إيران (الصورة: غيتي)
تستمر محاولات السلطات الإيرانية لإخماد نار الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، تزامنًا مع رفع عائلة مهسا أميني شكوى ضد عناصر من شرطة الأخلاق.

كشفت وكالة "إسنا" الإيرانية للأنباء، اليوم الأربعاء، أن عائلة مهسا أميني، قدّمت شكوى ضد عناصر شرطة الآداب الذين أوقفوا ابنتها يوم 13 سبتمبر/ أيلول لعدم التزامها بقواعد لبس الحجاب المشددة. 

فقد نقلت الوكالة عن محامي العائلة صالح نيكباخت أن "عائلة مهسا تقدّمت بشكوى ضد المسؤولين عن توقيف ابنتها وعناصر الشرطة الذين تكلموا معها منذ وصولها إلى مركز شرطة الأخلاق".

وأضاف: "طلبنا من المدعي العام وقاضي التحقيق إجراء تحقيق مفصل من كيفية حصول الاعتقال إلى حين نقل مهسا إلى المستشفى".

وتوفيت مهسا البالغة 22 عامًا في 16 سبتمبر/ أيلول بعد 3 أيام من توقيفها على يد شرطة الآداب، فيما تنفي السلطات أي ضلوع لها في وفاة الشابة المتحدرة من محافظة كردستان شمالي غرب إيران.

وطالب محامي عائلة أميني من السلطات الإيرانية تأمين "كل مقاطع الفيديو والصور" المتوفرة طوال فترة اعتقال مهسا أميني لدى شرطة الأخلاق، مشيرًا إلى أن المدعي العام "تعهد بأن يتم التعامل مع القضية بدقة وأن تؤخذ جميع طلباتنا في الاعتبار".

كذلك، كشف نيكباخت أن المدعي العام وعد أيضًا "بإبلاغ فريق طبي عينته أسرة مهسا أميني بسير التحقيق".

تزايد الضغط الشعبي

وكانت مهسا قد دخلت في غيبوبة قبل أن تفارق الحياة بمستشفى في طهران، لتشعل هذه الحادثة فتيل احتجاجات شعبية هي الأولى في الشوارع منذ احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين عام 2019.

فمنذ الإعلان عن وفاة أميني تشهد إيران مسيرات احتجاجية متتالية تتخللها أعمال عنف ومواجهات مع الشرطة، حيث انتشرت اليوم شرطة مكافحة الشغب في الساحات الرئيسة في طهران لمواجهة المحتجين الهاتفين "الموت للديكتاتور".

يأتي ذلك في حين نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيتحدث إلى الأمة اليوم الأربعاء، حيث سيتطرق إلى أهم القضايا الداخلية والخارجية التي تواجه البلاد"، في مقابلة تلفزيونية تبث الليلة.

ورغم كل محاولات قمع المظاهرات، يتزايد الضغط الشعبي أكثر فأكثر على السلطات فتتواصل منذ نحو أسبوعين، وامتدت لما لا يقل عن 80 مدينة وبلدة إيرانية، من طهران إلى ميناء تشابهار في الجنوب الشرقي.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، إيرانيين ينادون بإسقاط حكم المؤسسة الدينية للبلاد المستمر منذ أكثر من أربعة عقود، ورصد في أحدها هتاف متظاهرين في حي إكباتان في طهران: "سنقاتل، سنموت، سنستعيد إيران".

دخان يتصاعد من مقر الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني في ضواحي كركوك -  رويترز
دخان يتصاعد من مقر الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني في ضواحي كركوك - رويترز

قتلى واعتقالات

في المقابل، ما زالت حصيلة قتلى الاحتجاجات ترتفع، يرافقها تشديد الإجراءات الأمنية باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، والذخيرة الحية في بعض الحالات.

فوفقًا لوسائل إعلام رسمية لقي 41 شخصًا حتفهم خلال الاحتجاجات، من بينهم أفراد من الشرطة ومسلحون موالون للحكومة، فيما ترجح منظمات حقوقية إيرانية أن تكون الحصيلة أعلى.

في السياق، دعت رافينا شمدساني المتحدثة باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء، رجال الدين الذين يحكمون في إيران إلى "الاحترام الكامل للحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات". 

وقالت شمدساني في بيان إن التقارير تشير إلى "اعتقال المئات، منهم مدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون ونشطاء في منظمات المجتمع المدني وما لا يقل عن 18 صحافيًا".

اتهامات وقصف

بدورها، ألقت السلطات الإيرانية باللوم على معارضين أكراد مسلحين في التورط في الاضطرابات في البلاد، ولا سيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم أكراد إيران البالغ عددهم عشرة ملايين.

فتزعم طهران أن "مخربين" على صلة "بأعداء خارجيين" يثيرون هذه الاضطرابات، وعلى رأس هؤلاء الأعداء الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي اتهمتها باستغلال الاحتجاجات لمحاولة زعزعة استقرار البلاد.

تزامنًا، شن الحرس الثوري الإيراني هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على أهدف لمسلحين في المنطقة الكردية بشمال العراق، وفق ما أفادت وكالة الجمهورية الإسلامية الرسمية للأنباء.

فقد نقل التلفزيون الإيراني أن مقرات أحزاب "كومله الكردستاني" و"الديمقراطي الكردستاني" و"الحرية الكردستاني" تعرضت للقصف بصواريخ وطائرات مسيرة.

كما صرح عضو بارز في حزب كوملة الكردي الإيراني المعارض لوكالة "رويترز" إن العديد من مكاتب الحزب تعرضت للقصف وسقط ضحايا ووقعت أضرار مادية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close