الجمعة 3 مايو / مايو 2024

العقوبات تصطدم بعقبة الغاز.. إفريقيا قلقة من تبعات قرارات بروكسل

العقوبات تصطدم بعقبة الغاز.. إفريقيا قلقة من تبعات قرارات بروكسل

Changed

"العربي" يواكب قمة بروكسل (الصورة: رويترز)
استبعد الاتحاد الأوروبي فرض حظر على الغاز الروسي في الجولة التالية من العقوبات، فيما برز قلق إفريقي بشأن الأمن الغذائي عقب الحزمة السادسة من العقوبات.

قلل قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء من احتمالات التوصل لفرض حظر على الغاز الروسي في الجولة التالية من العقوبات، بعد ما واجهوه من صعوبات في إقرار حظر مخفف على صادرات نفطية روسية رئيسة في الحزمة السادسة من العقوبات.

فقد اتفقت الكتلة التي تضم 27 دولة خلال اليوم الأول من القمة، أمس الإثنين، على الحزمة السادسة من العقوبات يتم بموجبها وقف غالبية النفط الروسي، لكنها أعفت الإمدادات عبر خطوط الأنابيب ما سمح برفع فيتو المجر.

وحصلت المجر، التي تعتمد على النفط الروسي عبر خط أنابيب ضخم يعود إلى الحقبة السوفيتية، على استثناء.

الاتحاد الأوروبي "يصطدم" بالواقع

وكانت أبرز ردود الفعل في اليوم الثاني من قمة بروكسل، من رئيسة الحكومة الإستونية كايا كالاس التي قالت: "أعتقد أن الغاز يجب أن يكون في الحزمة السابعة، لكنني واقعية، ولا أعتقد أنه سيكون فيها".

ونبه المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى أنه "من الأسهل التعويض عن النفط.. المسألة مع الغاز مختلفة، لذا فإن حظر الغاز لن يكون واردًا في الحزمة التالية من العقوبات أيضًا".

من ناحيته قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن على التكتل "أن يعلق المسألة في الوقت الحاضر" قبل أن يمضي في التفكير في جولة عقوبات جديدة.

وقال: "بالنسبة للغاز فإنه أكثر تعقيدًا بكثير. لذا فهذه خطوة مهمة. لنتوقف هنا في الوقت الحاضر، لنر التداعيات".

أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فرأت أن بروكسل قطعت شوطًا كافيًا في استهداف الوقود الأحفوري الروسي وبأن الوقت حان للتركيز أكثر على "القطاع المالي والاقتصادي".

غير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لا يستبعد شيئًا"، وقال إن "لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور وكيف ستتطور الحرب".

وأعرب ماكرون للصحافيين عقب قمة الاتحاد الأوروبي، عن أمله في أن يتم التوصل في الأيام والأسابيع المقبلة إلى اتفاق مع روسيا بشأن صادرات المواد الغذائية الأوكرانية.

وأشار إلى أن آخر محادثات بهذا الصدد بين الرئيسين الروسي والتركي بدت "إيجابية".

روسيا ترد على أوروبا

وبينما يماطل الاتحاد الأوروبي في حظر الغاز بدأ عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" المملوك من الحكومة في قطع الإمدادات عن دول أوروبية، اليوم، رفضت تسديد فواتيرها بالروبل.

وأعلن عملاق الغاز الروسي إنه سيقطع اعتبارًا من الغد، تدفقات الغاز إلى شركة "أورستد" في الدنمرك وإلى شركة "شل إنريجي" لعقدها لتوريد الغاز إلى ألمانيا، بعد أن امتنعت الشركتان عن الدفع بالروبل.

وقطعت روسيا بالفعل إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا التي رفضت الاستجابة لمطالبها لفتح حسابات بالروبل لدى بنك روسي في إطار نظام تسوية المدفوعات.

قلق إفريقي

تزامنًا، أعرب رئيس الاتحاد الإفريقي السنغالي ماكي سال عن قلقه اليوم الثلاثاء من تداعيات العقوبات الأوروبية على البنوك الروسية المستبعدة من نظام "سويفت" الدولي.

وقال ماكي للقادة الـ 27 المجتمعين في بروكسل: "عندما يتعطل نظام سويفت، فهذا يعني أنه حتى في حال توفر المنتجات، يصبح الدفع معقدًا، إن لم يكن مستحيلًا. أود أن أشدد على ضرورة العثور على حلول مناسبة". 

ففي إطار الحزمة السادسة من العقوبات ضد موسكو، قرر الاتحاد الأوروبي حرمان بنك سبيربنك الروسي من استخدام آلية سويفت، وهي منصة مراسلة آمنة تسمح بإجراءات عمليات حيوية مثل تحويل الأموال. 

كما طلب الرئيس السنغالي أيضًا من رؤساء الدول والحكومات القيام بكل شيء "للإفراج عن مخزونات الحبوب المتاحة" في أوكرانيا والتي لا يمكن إخراجها منها بسبب الهجوم الروسي الذي يفرض حصارًا في البحر الأسود ويمنع الوصول إلى ميناء أوديسا. 

وطالب سال بضرورة "ضمان نقلها وإيصالها إلى السوق من أجل تجنب السيناريو الكارثي المتمثل في النقص وزيادة الأسعار".

فشدّد ماكي سال على أن "هذه الأزمة تؤثر بشكل خاص على بلداننا بسبب اعتمادها الكبير على إنتاج القمح الروسي والأوكراني". "هناك 46 مليون إفريقي معرضون لخطر الجوع ونقص التغذية بسبب وباء كوفيد. وقد يكون الأسوأ أمامنا".

بدوره، قال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل "ندرس كيف يمكن إخراج 20 مليون طن من القمح الأوكراني. هذا ليس بالأمر السهل"، متهمًا روسيا "باستخدام القمح كسلاح حرب". 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close