الخميس 2 مايو / مايو 2024

القمة الثلاثية في طهران.. تركيا تدافع عن خططها لشن عملية في سوريا

القمة الثلاثية في طهران.. تركيا تدافع عن خططها لشن عملية في سوريا

Changed

تقرير حول القمة الثلاثية بين إيران وروسيا وتركيا وأبرز الملفات المطروحة (الصورة: غيتي)
اعتبر الرئيس التركي أنّ وحدات حماية الشعب الكردية تتخذ خطوات لتقسيم سوريا بدعم أجنبي، وأن تخليص البلاد منها سيعود بالفائدة على الشعب السوري.

أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أنّ بلاده تعتمد على دعم روسيا وإيران في مواجهة ما أسماه "الإرهاب" في سوريا، فيما اعتبر نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تدعم "وحدة سوريا" وأن لديها خطوات لحوار سياسي في هذا البلد.

وجاءت تصريحات الرؤساء التركي والروسي والإيراني إبراهيم رئيسي خلال قمة ثلاثية عقدت في طهران تبحث بالأساس الملف السوري ضمن مسار "أستانة".

دعم إيراني روسي

وفي التفاصيل، قال أردوغان في كلمته بافتتاح أشغال القمة الثلاثية، إنّ ما تنتظره بلاده من روسيا وإيران "هو دعمهما في مواجهة الإرهاب"، بعدما عدّد الفصائل الكردية الرئيسة التي تنشط شمالي شرق سوريا على الحدود التركية حيث يهدّد بشنّ عملية عسكرية منذ شهرين.

وأضاف أردوغان أن وحدات حماية الشعب الكردية تتخذ خطوات لتقسيم سوريا بدعم أجنبي، وأن تخليص البلاد منها سيعود بالفائدة على الشعب السوري.

أمّا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فقد قال في خطابه إنّ بلاده تدعم التوصل إلى حل سياسي للأزمة المتواصلة في سوريا، مؤكدًا بأن العقوبات وبخاصة الأميركية فاقمت صعوبات الشعب السوري.

وأضاف رئيسي: "مصير سوريا يجب أن يقرره شعبها من دون أي تدخل أجنبي... الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية المحتلة يزعزع استقرار سوريا... الوجود القوي للجيش السوري سيساعد في الحفاظ على وحدة البلاد"، حسب قوله.

تقدم في ملف تصدير الحبوب الأوكرانية

وبالنسبة إلى الملف الأوكراني، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحدث اليوم الثلاثاء، عن إحراز تقدم في المحادثات حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وشكر نظيره التركي رجب طيب أردوغان أثناء لقاء في طهران، بحسب ما أورد الكرملين.

وقال بوتين متوجّهًا إلى أردوغان في تصريحات أوردها الكرملين في بيان: "بفضل وساطتكم، أحرزنا تقدّمًا. لم تحلّ كل المسائل بعد، هذا صحيح، لكن هناك حركة وهذا أمر جيّد".

وكان بوتين قد أجرى، محادثات مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في أول زيارة له خارج الاتحاد السوفيتي السابق منذ التدخل العسكري لموسكو في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

كما عقد بوتين أيضًا أول اجتماع مباشر له منذ بداية الحرب مع الرئيس التركي ناقش خلاله اتفاق يهدف إلى السماح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وكذلك إحلال السلام في سوريا.

وتمثل زيارة بوتين، التي تأتي بعد أيام فقط من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل والمملكة العربية السعودية، رسالة قوية إلى الغرب بشأن خطط موسكو لإقامة علاقات إستراتيجية أوثق مع إيران والصين والهند في مواجهة العقوبات الغربية.

وعبر لقطات للقاء بوتين وخامنئي، ظهر الرئيس الروسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهما يجلسان سويًا على بعد أمتار قليلة من الزعيم الأعلى في غرفة بيضاء بسيطة. ولم يظهر في خلفية اللقطات سوى العلم الإيراني وصورة للزعيم الراحل روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية.

استمرار بناء الثقة

من جانبه، قال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية للصحافيين في موسكو: "التواصل مع خامنئي مهم للغاية. تطور حوار ثقة بينهما بخصوص أهم القضايا على جدول الأعمال الثنائي والدولي". وأضاف: "مواقفنا متقاربة أو متطابقة في معظم القضايا".

وقال رئيسي بعد محادثات مع بوتين: "كلا البلدين لديه خبرة جيدة في مكافحة الإرهاب وهذا وفر الكثير من الأمن لمنطقتنا". وأضاف: "آمل أن تؤدي زيارتك لإيران إلى زيادة التعاون بين بلدينا المستقلين".

وبعد أن شجعتها أسعار النفط المرتفعة منذ حرب أوكرانيا، تراهن طهران على أنها قد تضغط بدعم من موسكو على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. لكن ميل روسيا المتزايد في الشهور الأخيرة تجاه بكين قلّص بدرجة كبيرة صادرات الخام الإيرانية إلى الصين وهي مصدر رئيس للدخل لطهران منذ أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرض عقوبات عليها في 2018.

الملف السوري في الواجهة

وفي مايو/ أيار أفادت وكالة "رويترز" بأن صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين تراجعت بشكل حاد إذ فضلت بكين النفط الروسي بسبب الخصومات الكبيرة، تاركة ما يقرب من 40 مليون برميل من النفط الإيراني مخزنة على ناقلات في البحر في آسيا وتبحث عن مشترين.

وقبل وصول بوتين أبرمت شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة غازبروم الروسية مذكرة تفاهم تبلغ قيمتها نحو 40 مليار دولار.

ويعد الملف السوري على رأس جدول أعمال القمة الثلاثية، وذلك بالتزامن مع تهديد الرئيس التركي بشن المزيد من العمليات العسكرية لتمديد "مناطق آمنة" بعمق 30 كيلومترًا من الحدود. وتعارض موسكو وطهران أي عمل من هذا القبيل من جانب تركيا.

وقال خامنئي لأردوغان: "الحفاظ على وحدة أراضي سوريا أمر مهم للغاية وأي هجوم عسكري في شمال سوريا سيضر بالتأكيد بتركيا وسوريا والمنطقة بأكملها ويفيد الإرهابيين".

وذكر أردوغان أن الإرهاب لا يزال يمثل تهديدًا مشتركًا لإيران وتركيا ومصدر قلق، وأن البلدين بحاجة إلى خوض معركة ضد جميع التهديدات، بما في ذلك المقاتلون الأكراد في تركيا وسوريا وإيران الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.

وأي عملية تركية في سوريا ستشمل هجومًا على وحدات حماية الشعب الكردية، وهي جزء أساسي من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال سوريا وتعتبرها واشنطن حليفا مهما ضد تنظيم "الدولة".

وكان مراسل "العربي" في طهران قد أوضح بحصول اجتماعات مكثفة منذ صباح اليوم للخبراء في وزارة الخارجية الإيرانية حول ملف العملية العسكرية المتوقعة للجيش التركي شمالي سوريا حتى عمق ثلاثين كيلومترًا ومناقشة الأوضاع الأمنية وعودة النازحين.

وأضاف مراسلنا إلى أنه "كان اجتماع جمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري ناقشا بالتفصيل القضايا العسكرية والأمنية ومحاربة المجموعات الإرهابية بحسب بيان لرئاسة هيئة أركان المسلحة الإيرانية".

وقال مسؤول تركي كبير إن العملية التركية المزمعة ستتم مناقشتها في طهران، وكذلك التقارير التي تفيد بأن القوات الروسية والكردية تعملان معًا في بعض المناطق السورية. وروسيا وإيران هما أقوى داعمين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بينما تدعم تركيا المتمردين المناهضين للأسد.

وقام بوتين، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا هذا العام، بعدد قليل من الرحلات الخارجية في السنوات الأخيرة بسبب جائحة كوفيد-19 ثم أزمة أوكرانيا. وكانت آخر رحلة له خارج الاتحاد السوفيتي السابق إلى الصين في فبراير/ شباط. وستركز محادثاته الثنائية مع أردوغان على خطة لتحريك صادرات الحبوب الأوكرانية مرة أخرى.

ومن المتوقع أن توقع روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة اتفاقًا في وقت لاحق من هذا الأسبوع يهدف إلى استئناف شحن الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close