الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"بشكل فوري".. قوات إقليم تيغراي الإثيوبية تلتزم وقف إطلاق النار

"بشكل فوري".. قوات إقليم تيغراي الإثيوبية تلتزم وقف إطلاق النار

Changed

تقرير سابق عن تحذيرات أممية من مجاعة مرتقبة في إقليم تيغراي (الصورة: غيتي)
اعتبر مقاتلو إقليم تيغراي أن "ربط المسائل السياسية بالمسائل الإنسانية أمر غير مقبول"، لكنهم أكدوا أنهم "سيبذلون قصارى جهدهم لمنح السلام فرصة".

أكدت قوات إقليم تيغراي التي تخوض صراعًا منذ 17 شهرًا مع الجيش الإثيوبي، الجمعة، احترامها لوقف إطلاق النار، بعد ساعات من إعلان الحكومة الإثيوبية "هدنة إنسانية مفتوحة".

وقالت قوات الإقليم في بيان صدر صباح الجمعة إن "حكومة تيغراي تلتزم تنفيذ وقف الأعمال العدائية بشكل فوري" ودعت الحكومة الإثيوبية إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل الوصول غير المقيد إلى منطقة تيغراي" الواقعة في شمال إثيوبيا حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت الخميس "هدنة إنسانية مفتوحة" سارية المفعول بشكل فوري في تيغراي، مبدية أملها في الإسراع بإيصال المساعدات الطارئة الى المحتاجين في هذه المنطقة حيث لم تصل أي قافلة مساعدات إنسانية عن طريق البر منذ 15 ديسمبر/ كانون الأول.

"منح فرصة للسلام"

وأوضح مقاتلو إقليم تيغراي أنهم عازمون على إنجاح وقف إطلاق النار معتبرين أن "ربط المسائل السياسية بالمسائل الإنسانية أمر غير مقبول"، لكنهم أكدوا أنهم "سيبذلون قصارى جهدهم لمنح السلام فرصة".

وتتواجه القوات الموالية للحكومة ومقاتلي تيغراي في شمال إثيوبيا منذ أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد في نوفمبر/ تشرين الثاني الجيش الفدرالي لطرد السلطات المحلية التابعة آنذاك لجبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت تحتج على سلطته منذ أشهر.

ثم استعادت القوات التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي في 2021 اقليم تيغراي وامتد النزاع منذ ذلك الحين إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

أزمة إنسانية خطيرة

وتسبب النزاع الذي استمر 17 شهرًا تقريبًا بأزمة إنسانية خطرة في شمال اثيوبيا حيث هناك أكثر من تسعة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية بحسب برنامج الأغذية العالمي.

وقدر برنامج الأغذية العالمي في تيغراي في يناير أن 4,6 ملايين شخص يمثلون 83% من سكان المنطقة البالغ عددهم حوالي ستة ملايين، يعانون "انعدام الأمن الغذائي" فيما يعاني مليونان "نقصًا شديدًا في الطعام".

ونزح أكثر من 400 ألف شخص من تيغراي، كما أن المنطقة تخضع أيضًا لحصار فعلي بحسب وصف الأمم المتحدة.

وقالت الوكالة الأممية إن النزاع حال "دون إيصال المواد الغذائية والوقود إلى تيغراي منذ منتصف ديسمبر".

وتعيق المعارك في منطقة عفر مرور قوافل المساعدات الغذائية والوقود على الطريق البري الوحيد الذي يربط بين سيميرا، عاصمة عفر، وميكيلي عاصمة تيغراي.

"حصار إنساني فعلي"

وتندد الأمم المتحدة بـ"حصار إنساني فعلي" على تيغراي، تتبادل الحكومة ومقاتلو تيغراي الاتهامات بشأن المسؤولية عنه.

ويحاول دبلوماسيون أجانب بقيادة أولوسيغون أوباسانغو، مبعوث الاتحاد الإفريقي الخاص للقرن الإفريقي، منذ أشهر تنظيم محادثات سلام، من دون إحراز تقدم ملموس.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت مبكر الجمعة إن واشنطن التي كان مبعوثها الخاص للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد في إثيوبيا هذا الأسبوع إنها "تحض جميع الأطراف على الاستناد إلى إعلان الهدنة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار متفاوض عليه ودائم يشمل الترتيبات الأمنية الضرورية".

ترحيب واسع

وأعلن ممثل الاتحاد الأوروبي في أديس أبابا موسى فكي أن "الاتحاد الأوروبي يرحب بالهدنة الإنسانية التي أقرتها حكومة إثيوبيا ووقف الأعمال العدائية الذي قررته سلطات تيغراي".

من جانبه، رأى سفير الاتحاد الأوروبي لدى إثيوبيا رولان كوبيا في "هذا الاقتراح (...) توجهًا إيجابيًا للغاية". وكتب على تويتر: "يبدو أن الطرفين متفقان. لنساعد في خلق سياق ملائم لحل دائم لإنهاء النزاع".

ويعتقد وليام دافيسون المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية في إثيوبيا أن "إيصال المساعدات من دون شروط أو قيود قد يساعد أيضًا في بناء ثقة كافية لتمهيد الطريق أمام محادثات لوقف إطلاق النار، وفي نهاية المطاف، للحوار".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close