الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تصعيد نووي إيراني وتهديد إسرائيلي.. ما هي سيناريوهات المواجهة العسكرية؟

تصعيد نووي إيراني وتهديد إسرائيلي.. ما هي سيناريوهات المواجهة العسكرية؟

Changed

ناقشت فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" التصعيد النووي الإيراني والتهديدات الإسرائيلية باستخدام القوة ضد طهران (الصورة: غيتي)
يبدأ سلاح الجو الأميركي والإسرائيلي الأسبوع المقبل سلسلة تدريبات جوية تحاكي استهدافًا محتملًا على مواقع نووية إيرانية.

أدانت حكومات بريطانيا وألمانيا وفرنسا أمس الثلاثاء الخطوات التي اتخذتها إيران لـ"توسيع برنامجها النووي".

ويأتي البيان بعدما أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن طهران بدأت بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60% في موقع فوردو النووي، في وقت وصلت المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى طريق مسدود.

كما ذكرت وكالة "دانشجو" الطلابية الإيرانية أن إيران ستقوم باستبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في موقع فوردو بأجهزة من الجيل السادس.

وتُعتبر نسبة نقاء 60% بعيدة عمَّا سمح به الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.

"تحد للنظام العالمي"

وذكر بيان مشترك صادر عن الدول الثلاثة، أنه "من خلال زيادة قدراتها الإنتاجية في مفاعلي فوردو ونطنز، متجاوزة الحدود المسموح بها بموجب خطة العملة الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، ومن خلال تسريع إنتاجها لليورانيوم المخصّب، اتخذت إيران خطوات كبيرة أخرى في تفريغ خطة العمل الشاملة المشتركة من مضمونها".

وأبدت الدول الثلاث، في بيانها، القلق بشكل خاص من قرار إيران زيادة إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب (HEU) في منشأة تحت الأرض في محطة فوردو لتخصيب الوقود"، معتبرة أن "الخطوة الإيرانية تُمثّل تحديًا للنظام العالمي لعدم الانتشار النووي. هذه الخطوة، التي تنطوي على مخاطر كبيرة تتعلّق بالانتشار، ليس لها أي مبرر مدني موثوق".

وأضاف البيان أن "الأعمال الإيرانية باتت مثيرة للقلق أكثر منذ توقّف إيران عن تنفيذ جميع تدابير الشفافية المتعلّقة بخطة العمل الشاملة المشتركة، قبل 5 أشهر".

واعتبرت الدول الثلاث أن التصعيد الإيراني الأخير "غير مقبول لأن طهران مُلزمة قانونًا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بالتنفيذ الكامل لاتفاقية الضمانات الخاصة بها"، مشدّدة على أن الدول الثلاث ستُواصل التشاور مع شركائها الدوليين حول أفضل السبل للتعامل مع التصعيد النووي الإيراني المستمر".

وتأتي إجراءات إيران الأخيرة بعد أن توعّدت بالردّ على قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية انتقد عدم تعاون الجمهورية الإسلامية مع مفتشيها.

في المقابل، أعلنت واشنطن مواصلتها تطبيق سياسة فرض العقوبات، وممارسة الضغط، لكنها في الوقت ذاته، تترك الباب مفتوحًا أمام استئناف الدبلوماسية عندما يحين الوقت المناسب.

وقت لا تُعرف ساعة صفره، لكنها تبدو بعيدة. فطهران تواجه متاعب داخلية، وإدانات دولية وعقوبات بعد الاحتجاجات التي أعقبت مقتل الشابة مهسا أميني.

تدريبات أميركية - إسرائيلية

والأسبوع المقبل، يبدأ سلاح الجو الأميركي والإسرائيلي سلسلة تدريبات جوية تحاكي استهدافًا محتملًا لمواقع نووية إيرانية.

وتأتي هذه الأنباء تزامنًا مع زيارة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى الولايات المتحدة والمستمرّة منذ يومين، حيث قال إن هذه الفترة حسّاسة جدًا داعيًا إلى تفعيل الخطط العسكرية الخاصّة بمهاجمة إيران.

وقال مراسل "العربي" في القدس أحمد الدراوشة: إن تصريحات كوخافي تأتي في إطار سياقين؛ السياق النووي، حيث أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أن طهران تنوي في الفترة المقبلة تخصيب اليورانيوم بدرجة 90%، في اختبار حقيقي للمجتمع الدولي.

أما السياق الثاني، فهو الإقليمي، حيث أعلن المسؤول الإسرائيلي نفسه أن إيران تسعى لتنفيذ هجمات في المنطقة، وتحديدًا السعودية، وحتى خارج المنطقة، وأشار إلى أن تل أبيب زوّدت الاستخبارات البريطانية بمعلومات استخبارية منعت هجومًا إيرانيًا في لندن خلال الفترة الماضية من دون الكشف عن توقيت هذا الهجوم المحتمل.

وأوضح مراسلنا أن تل أبيب تطالب المجتمع الدولي، وتحديدًا الولايات المتحدة، إما بالعودة إلى الاتفاق النووي أو الذهاب إلى الخيار العسكري الجدي والعقوبات الجدية.

الزويري: طهران لم تعد تملك إلا خيار الخطاب التصعيدي

من جهته، أوضح الدكتور محجوب الزويري، مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، أن إيران عادة ما تنتهج سياسة التصعيد عندما تواجه مشكلات سياسية، من أجل الضغط على المجتمع الدولي.

وأضاف الزويري، في حديث إلى "العربي" من لوسيل أن التصعيد يأتي للردّ على مضاعفة الضغط الدولي على طهران نتيجة مشاركتها في الحرب الروسية على أوكرانيا، والجمود في إحياء المفاوضات، إضافة إلى الاحتجاجات في إيران التي يبدو أن النظام غير قادر 100% على حسم هذه المواجهة مع الشعب.

وأكد أن إيران تريد بعث رسالة أن النظام ليس ضعيفًا أو يُمكن مفاجأته بإجراءات عقابية، وأنه قادر على المواجهة رغم كل الأزمات، خاصّة وأن النظام الإيراني لم يعد يمتلك خيارًا آخر مختلفًا عن الخطاب التصعيدي.

واعتبر أن ما يجري ليس مرتبطًا بالملف النووي الإيراني، بل بشكل النظام السياسي في البلاد، إذ إن المجتمع الدولي لا يقبل بشكل النظام في إيران وسياساتها الإقليمية وغير الإقليمية.

وعن التدريبات العسكرية الأميركية والإسرائيلية، قال الزويري: إن هذه التدريبات هي الرابعة خلال العقد الماضي، وتحمل السيناريوهات ذاتها والتصريحات والحملة الإعلامية ذاتها، لكن البلدين يُدركان أن الحرب الاستخباراتية والسيبرانية نجحت بأن تلحق أضرارًا كبيرة بإيران، وهي غير مكلفة سياسيًا وماديًا، ولا يعترفان بالقيام بها كما لا تملك طهران دليلًا على قيامهما بها.

لكنّه، في الوقت نفسه، أشار إلى أن البلدين يعرفان أن العمل العسكري يحتوي على مخاطر تصعيد أكبر؛ لذلك، فإن الحديث عن العمل العسكري هو ضوء أخضر للقيام بحلقة جديدة من عمليات استخباراتية وسيبرانية أكثر شدة ضد البرنامج النووي.

وأكد أن البلدين لا يريدان الدخول في مواجهة عسكرية  تقليدية، لأن ما يحققانه عبر هذه الأدوات الناعمة وغير المكلفة أكثر كفاءة ونجاحًا لما يريدونه من إضعاف البرنامج النووي الإيراني وتأخير تقدّمه.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close