السبت 18 مايو / مايو 2024

حرب أوكرانيا.. استقالة دبلوماسي روسي وموسكو تدرس خطة سلام

حرب أوكرانيا.. استقالة دبلوماسي روسي وموسكو تدرس خطة سلام

Changed

مراسل "العربي" يتحدث عن التطورات السياسية في أوكرانيا (الصورة: تويتر)
دعا الرئيس الأوكراني من منتدى دافوس إلى تشديد العقوبات على روسيا، فيما أعلنت موسكو أنها تلقت خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا.

تتسارع التطورات الدبلوماسية في الملف الروسي – الأوكراني، أحدثها استقالة أحد مستشاري البعثة الروسية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، بالإضافة إلى إعلان موسكو عن تلقيها خطة سلام اقترحتها إيطاليا.

تزامنًا، أطلّ الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، في منتدى دافوس، داعيًا الشركات العالمية التي غادرت روسيا، إلى التوجه والعمل في بلاده.

موسكو تدرس خطة السلام الإيطالية

في التفاصيل، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو قوله، اليوم الإثنين، إن بلاده تلقت منذ وقت قصير خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا "وتدرسها"، مؤكدًا أنها ليست قيد المناقشة حاليًا بين روسيا وإيطاليا.

وأضاف رودينكو: "عندما ننتهي من دراستها سنعطي رأينا".

وكانت إيطاليا قد أعلنت عبر وزير خارجيتها لويجي دي مايو، يوم الجمعة الفائت، أن بلاده اقترحت على الأمم المتحدة تشكيل "مجموعة تيسير دولية" لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار "خطوة بخطوة" في أوكرانيا.

وشدد دي مايو على أن "مجموعة التيسير" التي اقترحتها الأمم المتحدة "يجب أن تحاول إعادة بناء الحوار بين طرفين هما في حالة حرب حاليًا".

إلا أنه لم يتم نشر تفاصيل رسمية إضافية عن هذه الخطة بعد، لكن وفقًا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية فإن الوثيقة التفصيلية التي سلمت للأمم المتحدة ووضعها دبلوماسيون من وزارة الخارجية الإيطالية تنص على أربع مراحل.

وتشمل هذه المراحل وقفًا لإطلاق النار في أوكرانيا ونزع الأسلحة على الجبهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وانطلاق مفاوضات بشأن وضع أوكرانيا التي ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي وليس حلف شمال الأطلسي "الناتو".

بالإضافة إلى إنشاء اتفاقية ثنائية بين أوكرانيا وروسيا بشأن شبه جزيرة القرم ودونباس، على أن تتمتع هذه الأراضي المتنازع عليها بحكم ذاتي كامل مع الحق في ضمان أمنها ولكنها ستكون تحت سيادة أوكرانية.

أما النقطة الرابعة، فهي إبرام اتفاقية سلام وأمن في أوروبا متعددة الأطراف بهدف رئيس هو نزع السلاح ومراقبة الأسلحة ومنع نشوب نزاعات.

وبعد أن شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت الفائت على أنه لا يمكن إنهاء الحرب إلا بالوسائل "الدبلوماسية"، لفت المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي أمس الأحد إلى أن روسيا مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا لكن كييف سبب تعليقها".

وعن المفاوضات بين الطرفين كشف مراسل "العربي" من كييف أن الروس بعثوا برسائل قالوا أنها إيجابية، وأن الخطوات الأولى في حال وافقت أوكرانيا فهي تبادل الأسرى الذين تم اعتقالهم خصوصًا في مصنع "آزوفستال" في ماريوبول.

استقالة بسبب "العار"

دبلوماسيًا أيضًا، أعلن المستشار في البعثة الروسية بوريس بونداريف التابعة للأمم المتحدة، أنه قدم استقالته من منصبه لدى مكتب جنيف، اليوم الإثنين، في استقالة سياسية نادرة من نوعها بسبب الحرب.

حيث أشار بونداريف الذي يعرف نفسه بأنه قنصل بالبعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة مختص بالحد من التسلح، في بيان: إنه لم يشعر طيلة حياته الدبلوماسية المتواصلة منذ 20 عامًا بالعار من بلاده، كما يشعر بذلك منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط 2022.

بوريس بونداريف
بوريس بونداريف، إلى اليمين، في اجتماع للأمم المتحدة في جنيف هذا الشهر – موقع "نيويورك تايمز"

وأضاف أنه لن يكون بعد الآن "جزءًا من الرذيلة الدموية وغير المنطقة وغير الضرورية"، في إشارة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا.

كما وصف الدبلوماسي الروسي وزارة خارجية بلاده بأنها باتت "مركزًا للكذب والكراهية والتحريض على الحرب"، وفق تعبيره.

زيلينسكي للغرب: للانسحاب تمامًا من روسيا 

أما في دافوس فشارك الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي في منتدى الاقتصاد العالمي عبر تقنية الفيديو، حيث دعا الشركات العالمية التي غادرت روسيا احتجاجًا على الحرب، إلى دخول الأسواق الأوكرانية.

وأضاف زيلينسكي أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا غير كافية، مشددًا على ضرورة الامتناع عن إقامة علاقات تجارية مع موسكو.

وطالب الرئيس الأوكراني بفرض حظر على النفط الروسي وحجب كل البنوك الروسية وإلغاء كل التجارة. وقال إن على كل الشركات الأجنبية الانسحاب تمامًا من روسيا ويجب كذلك قطع الصلات بين قطاع تكنولوجيا المعلومات الروسي والغرب.

وتابع قائلًا إن العقوبات يجب أن ترسي سابقة لردع أي معتد آخر لعقود قادمة، مضيفًا أن روسيا تسببت لنفسها في ذلك بأفعالها.

كما دعا زيلينسكي المستثمرين والدول المشاركة في منتدى دافوس إلى المساهمة بإعادة إعمار بلاده، مبينًا أن خسائر أوكرانيا نتيجة الهجمات الروسية وصلت إلى نصف تريليون دولار.

وأردف قائلًا: "لو أن المجتمع الدولي أظهر موقفًا صارمًا ضد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، لما تمكنت موسكو من بدء عمليتها العسكرية ضد بلادنا في فبراير الماضي".

ومثلت كلمة زيلينسكي بداية المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يستمر أربعة أيام، بشكل جدي، فيما يجمع مؤتمر دافوس نحو ألفين من رجال الأعمال وكبار المسؤولين والخبراء الاقتصاديين. وتتصدر أوكرانيا هذا العام جدول الأعمال.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close