السبت 4 مايو / مايو 2024

"خيبة أمل" رغم "تقدم طفيف".. هل تقترب المفاوضات النووية من نهايتها؟

"خيبة أمل" رغم "تقدم طفيف".. هل تقترب المفاوضات النووية من نهايتها؟

Changed

قال دبلوماسيون أوروبيون إن رئيس الوفد الايراني المفاوض في المحادثات النووية في فيينا علي باقري عبّر عن رغبة في العودة الى طهران (رويترز)
قال دبلوماسيون أوروبيون: إن رئيس الوفد الايراني المفاوض في المحادثات النووية في فيينا علي باقري عبّر عن رغبة في العودة الى طهران (رويترز)
تحدث المفاوضون حول الملف النووي في أثناء مغادرتهم فيينا عن تقدّم طفيف، مشدّدين على ضرورة استئناف المحادثات في أسرع وقت تجنّبًا لفشلها.

اختتم المفاوضون الأوروبيون مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا الجولة السابعة من المفاوضات النووية في فيينا بعد أيام عديدة من المحادثات المكثفة، ولم يحدّدوا موعدًا للجلسة المقبلة التي يأملون أن تعقد قبل نهاية السنة.

وتحدث المفاوضون حول الملف النووي الإيراني أثناء مغادرتهم فيينا عن تقدّم طفيف في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران، مشدّدين في الوقت نفسه على ضرورة استئناف هذه المحادثات في أسرع وقت تجنّبًا لفشلها.

وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إنّه "تم احراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة" في المحادثات، لكنّهم حذروا من "أنّنا نتّجه سريعًا إلى نهاية الطريق في هذه المفاوضات".

وقالوا إن رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري عبّر عن رغبة في العودة الى طهران، معتبرين توقّف المحادثات لسبب لم يحدّد "مخيّبًا للآمال".

وأكّد الدبلوماسيون أن جميع الشركاء الآخرين "مستعدّون لمواصلة المحادثات" ودعوا الإيرانيين إلى "استئنافها سريعًا" وتسريع وتيرتها.

"فواتير القرار الكارثي"

وفي تعليق على مسار المحادثات، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان: إنّ المفاوضات "لا تسير بشكل جيد بمعنى أنّنا لم نجد بعد سبيلًا للعودة إلى الاتفاق النووي".

وتابع: "نحن نسدّد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018"، مشيرًا إلى أنّ الاتفاق النووي وضع سقفًا للبرنامج النووي الإيراني.

لكنّ سوليفان وفي كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن قال إن المحادثات أحرزت في الأيام الأخيرة "بعض التقدّم".

وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي إلى أنّ بلاده تنسّق مع الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في الاتفاق النووي أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومع الصين وروسيا. 

"أسوأ ممّا كان ينبغي أن تكون"

من جهته، قال مسؤول أميركي كبير: إنّ هذه الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا كانت "أفضل مما كان يمكن أن تكون" و"أسوأ مما كان ينبغي أن تكون".

وشدّد المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه على وجوب "حصول تسريع كبير" لوتيرة المفاوضات، مؤكّدًا أنّ المفاوضين الأميركيين مستعدين للعودة إلى فيينا قبل حلول العام الجديد.

ونقلت عنه وكالة فرانس برس قوله: "إذا استغرق الأمر كلّ هذا الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيّلوا كم من الوقت سيستغرق حلّ القضايا المدرجة على جدول الأعمال".

لكنّ عددًا من المسؤولين الأميركيين السابقين ومن بينهم ليون بانيتا، وزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، حضّوا بايدن على إطلاق مناورات عسكرية كبرى أو تحرّكات أخرى لإخافة إيران.

وقال هؤلاء المسؤولون السابقون في بيان مشترك: "من دون إقناع إيران بأنّها ستعاني من عواقب وخيمة إذا ما استمرّت بمسارها الحالي، ستكون الآمال بنجاح الدبلوماسية ضئيلة"، مبدين في الوقت نفسه دعمهم لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الإيراني.

الإيرانيون يصفون الجلسات بـ"المشجّعة"

ويرى الدبلوماسي الإيراني السابق سيد هادي أفقهي، في حديث إلى "العربي"، من طهران، أنّ ما يُعلَن في وسائل الإعلام غير ما يجري على طاولة المفاوضات أو تحت طاولة المفاوضات من الرسائل الأميركية التي يرسلها الأوروبيون.

وينقل في هذا السياق عن أحد المستشارين في الوفد الإيراني قوله إنّ الجلسات الأخيرة كانت مشجّعة وكان هناك تفهّم من جانب الأوروبيين للمسودّتين التي قدّمتهما إيران باعتبارها اقتراحات منطقية يمكن أن تؤسّس لمسار جديد وللتسريع في المفاوضات.

ويعتبر أنّ طبيعة قواعد التشبيك هي أنّ كلّ طرف من خلال تصعيده يريد الحصول على العدد الأكبر من النقاط والمكاسب، وهذا التكتيك جزء من لعبة المفاوضات وقواعد الاشتباك في الدبلوماسية، كما هو معروف.

"رغبة جدية" بالتوصل لاتفاق "مشرّف"

وفيما يتحدّث عن رغبة جدّية لحلّ الموضوع من الطرفين للتوصل إلى اتفاق مشرّف، يلفت إلى أنّ الأميركي أحوج من الأوروبيين للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق، لأنّ شعبية الرئيس جو بايدن تتراجع في الداخل الأميركية إضافة إلى المشاكل الاقتصادية الموجودة، على حدّ قوله.

وحول موقف طهران من المفاوضات والضمانات التي تطلبها، يذكّر الدبلوماسي الإيراني السابق بأنّ المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أنّ المطلوب رفع كلّ العقوبات المفروضة من الأميركية بكونها غير قانونية وأحادية من جانب الولايات المتحدة.

ويشدد على أنّ ما تريده إيران هو رفع العقوبات، والتثبت من رفع العقوبات على الأرض، إضافة إلى ضمانات، مضيفًا: "نحن لا يمكن أن نعود إلى نقطة الصفر، والحلّ الوسط هو أنّ من خرج من الاتفاق عليه رفع العقوبات والعودة لطاولة المفاوضات، وعندئذ لكل حادث حديث".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close