الخميس 2 مايو / مايو 2024

النووي الإيراني.. واشنطن تحضّر "بدائل" في حال فشل مفاوضات فيينا

النووي الإيراني.. واشنطن تحضّر "بدائل" في حال فشل مفاوضات فيينا

Changed

اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن إيران تهدر وقتًا ثمينًا في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع العودة" إلى اتفاق عام 2015 (رويترز)
اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن إيران تهدر وقتًا ثمينًا في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع العودة" إلى اتفاق عام 2015 (رويترز)
تشعر طهران بوجود رغبة غربية بإبقاء بعض العقوبات المفروضة عليها، وهي لا تلمس أي "جدية" حتى الآن من الجانب الغربي، بحسب ما ينقل مراسل "العربي".

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل "نشط" مع حلفائها "بدائل" للاتفاق النووي الإيراني في حال فشلت مفاوضات فيينا الرامية إلى إنقاذه.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا: "قريبًا يفوت الأوان، ولم تنخرط ايران بعد في مفاوضات حقيقية"، مرددًا الملاحظات التي أبداها في اليوم السابق الأوروبيون المشاركون في المفاوضات مع طهران.

وأضاف أنه "ما لم يحصل تقدم سريع، فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصًا فارغًا"، في تصريح يذكر بموقف المفاوضين الألمان والبريطانيين والفرنسيين.

إيران "تهدر الوقت"

وشدّد وزير الخارجية الأميركي على أن "ما نراه حتى الآن هو أن إيران تهدر وقتًا ثمينًا في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع العودة" إلى اتفاق عام 2015.

وإذ اعتبر أن الدبلوماسية لا تزال "حتى اليوم" تعتبر "الخيار الأفضل"،  أضاف "لكننا نناقش بشكل نشط بدائل مع حلفائنا وشركائنا".

غير أن بلينكن لم يوضح إن كان يعتبر على غرار ما قال نظيره البريطاني الأحد، أن المفاوضات الحالية في فيينا تُشكّل "الفرصة الأخيرة" لإيران.

"لعبة إلقام اللوم"

تأتي تصريحات بلينكن في وقت أعلن مسؤولون دبلوماسيون من الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في مفاوضات فيينا، أن إيران قدّمت مقترحات "لا تتماشى" مع الاتفاق النووي والمبرم عام 2015.

وأعرب الدبلوماسيون من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن "أسفهم" لأنّه لم يتسنّ حتى الآن الدخول في "مفاوضات حقيقية". وأضافوا: "نضيّع وقتًا ثمينًا في مناقشة مواقف أميركية جديدة لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة، أو تتجاوز ما تنصّ عليه".

في المقابل، صعدت إيران من لهجتها وحمّلت الأطراف الغربية ما سمته "الاستمرار في لعبة إلقاء اللوم". وأوضح كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني أن "بعض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس عادة إلقاء اللوم بدلًا من الدبلوماسية الحقيقية"، مضيفًا: "طرحنا أفكارنا مبكرًا وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات"، حسب تعبيره.

ما هي المقاربة الإيرانية؟

وبحسب مراسل "العربي" في طهران ياسر مسعود، فإنّ الجانب الإيراني لا يزال متمسّكًا بمقاربته، والتي تقوم على أن طهران "تتخذ خطوات جادة"، وتنتظر من الأطراف الأخرى أن يلاقوها في منتصف الطريق.

وفيما يشير إلى أنّ طهران تدرك أنّ عدم التوصل إلى اتفاق سيعمق الخلاف بين الجانبين، يتحدث عن تنسيق إيراني روسي صيني لمعالجة الخلافات الناشئة.

ويلفت إلى أنّ السياسة الإيرانية مصرة على مواقفها التي تعتبر ضمن خطوطها الحمراء ولا سيما ما يتعلق بمطالبها وشروطها رفع العقوبات الأميركية بالكامل.

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ طهران تشعر بوجود رغبة غربية بإبقاء بعض العقوبات المفروضة عليها، وهي لا تلمس أي "جدية" حتى الآن من الجانب الغربي، رغم كلّ "المرونة" التي تبديها.

لا "تقدم" في المفاوضات

وأبرمت إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، اتفاقًا في 2015 بشأن برنامجها النووي أتاح رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وذلك مقابل الحدّ من نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ العام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديًا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجيًا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

واستؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين ايران والولايات المتحدة بوساطة من الأوروبيين خصوصًا، في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي، ولكن بدون إحراز تقدم ملموس.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close