السبت 4 مايو / مايو 2024

دعوة أممية للتفاوض.. الإمارات تسعى لتطوير دفاعاتها بعد هجمات الحوثيين

دعوة أممية للتفاوض.. الإمارات تسعى لتطوير دفاعاتها بعد هجمات الحوثيين

Changed

الباحث السياسي نبيل البكيري يتحدث لـ"العربي" عن انعكاسات التصعيد الميداني الأخير على مسارات الحرب والسلم في اليمن (الصورة: وسائل التواصل)
أعلنت الإمارات أنها قد تطور قدراتها الدفاعية، بعد هجمات صاروخية شنها الحوثيون، في الوقت الذي تستمر فيه في التواصل الدبلوماسي مع طهران لتقليل التوتر الإقليمي.

دعت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، إلى إحياء المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بشأن محافظة الحديدة الإستراتيجية غربي البلاد.

جاء ذلك في تغريدة لبعثة الأمم المتحدة في الحديدة، عبر حسابها على تويتر، بالتزامن مع تصاعد توترات عسكرية بالمحافظة اليمنية.

وأفادت التغريدة عن "لقاء رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال المتقاعد مايكل بيري مع الأطراف في كل من عدن وصنعاء (الحكومة اليمنية والحوثيين)".

ودعا بيري إلى "أهمية إحياء المفاوضات لتقديم الحلول والوصول إلى تهدئة عاجلة واستقرار في محافظة الحديدة"، دون تفاصيل إضافية.

ومؤخرًا، كثف التحالف السعودي الإماراتي وقوات الحكومة اليمنية الضربات العسكرية ضد مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين في العاصمة صنعاء والحديدة ومحافظات أخرى.

وقبل أسبوع، تسلم بيري الجنرال الأيرلندي المتقاعد، مهامه رئيسًا جديدًا لبعثة "أونمها"، وعقد خلال الأيام الماضية مباحثات مع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، ونائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليًا) حسين العزي.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، توصلت الحكومة وجماعة الحوثي إلى اتفاق بشأن الحديدة، وتبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم على 15 ألفًا.

لكن المفاوضات توقفت منذ مارس/ آذار 2020، بعد تعليق الفريق الحكومي مشاوراته، إثر مقتل أحد ضباطه المراقبين لوقف إطلاق النار بالمحافظة.

واتهمت الحكومة اليمنية آنذاك الحوثيين بقتل الضابط، وما زالت متمسكة بضرورة نقل بعثة الأمم المتحدة بالحديدة إلى (منطقة محايدة).

وتوجد البعثة الأممية في الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ نهاية 2014، فيما تطالب الحكومة بنقل مقر البعثة إلى "منطقة محايدة" للتحرر من قيود جماعة الحوثي.

تطوير الدفاعات الإماراتية

وعلى صعيد آخر، أعلنت لانا نسيبة سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن بلادها قد تطور قدراتها الدفاعية، بعد هجمات صاروخية شنتها جماعة الحوثي، في الوقت الذي تستمر فيه في التواصل الدبلوماسي مع طهران لتقليل التوتر الإقليمي.

وقالت نسيبة لقناة "سي إن إن" الإخبارية التلفزيونية يوم الثلاثاء: إنّ "الاستخبارات الإماراتية أوضحت أن الهجومين انطلقا من اليمن، وإنه ثمة حاجة لوقف تدفقات الأسلحة والأموال غير المشروعة إلى المجموعة".

وأكدت نسيبة أن مناقشات أمنية تجري مع واشنطن، لكنها امتنعت عن ذكر تفاصيل. وتستخدم الإمارات نظام الاعتراض الصاروخي الأميركي ثاد.

وقالت: "قدرتنا على اعتراض هذه الهجمات من الطراز العالمي. ومن الممكن دائمًا أن تتم عمليات التطوير والتحسين والتعاون الإضافي في الاستخبارات وأعتقد أن هذه هي المجالات التي ندرسها مع شركائنا" الأميركيين.

وأضافت نسيبة أن الإمارات التي حثت واشنطن على إعادة التوصيف الإرهابي لجماعة الحوثي تناقش أيضًا مع شركائها زيادة الضغط على الحوثيين لتنشيط جهود السلام المتعثرة التي تقودها الأمم المتحدة.

وتابعت: "هذا يعني إدراجهم من جديد في قوائم العقوبات. وربما إدراج شخصيات إضافية ويعني توقف التدفق غير المشروع للسلاح والتمويل إليهم".

وقالت نسيبة: إن "الحوثيين لن ينجحوا في النيل من مكانة الإمارات كملاذ آمن".

وأردفت أن الإمارات التي أجرت مباحثات مع إيران ستواصل مساعيها الدبلوماسية الرامية إلى التهدئة وفي الوقت نفسه تحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسها "دفاعيًا وهجوميًا" في الصراع اليمني.

هجوم الحوثيين على الإمارات

ويتهم التحالف السعودي الإماراتي إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح وهو ما تنفيه طهران والجماعة.

ومنذ سنوات، اعتادت جماعة الحوثي على شن هجمات بطائرات مسيّرة مفخخة وصواريخ بالستية على السعودية، فيما تعلن المملكة اعتراض وتدمير أغلبها.

لكن مؤخرًا بدأت الجماعة بشن هجمات على مصالح ومواقع إماراتية؛ بدأتها في 3 يناير/ كانون الثاني الجاري باعتراض سفينة شحن إماراتية قبالة محافظة الحديدة غربي اليمن، ثم بهجوم بمسيرات وصواريخ بالستية على أبو ظبي في 17 يناير.

والإثنين، أعلنت جماعة الحوثي استهدافها قاعد الظفرة الجوية وأهدافًا أخرى وصفتها بـ"الحساسة" في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وأخرى في مدينة دبي، معلنة عن جاهزيتها الكاملة لتوسيع عملياتها خلال المرحلة المقبلة، كما طلبت من الشركات الأجنبية والمستثمرين، مغادرة الإمارات.

التصعيد في اليمن

وتأتي هذه التطورات بعد أن هيمن المشهد العسكري في الشهر الأول من العام الجاري على الوضع باليمن، وذلك بعد التطورات العسكرية الأخيرة التي بدأت بعملية "حرية اليمن السعيد" وأفضت إلى خسارة جماعة الحوثي مواقع إستراتيجية.

كما امتدت المعارك إلى محافظة مأرب الغنية بثرواتها النفطية، والتي تعد خساراتها ضربة قاصمة للحوثيين مما دفعهم لتوجيه رسائل تهديدية للإمارات الداعمة لألوية العمالقة، التي سيطرت على شبوة ومعظم مواقع حريب، وكبدت الحوثيين مئات القتلى والجرحى تحت شعار مواجهة "التصعيد بالتصعيد".

وفي هذا الإطار، أكد الكاتب والباحث السياسي نبيل البكيري أن دخول حرب اليمن عامها الثامن هو مؤشر كبير على انحسار الحلول السياسية للصراع، ومؤشر أيضا على بقاء التصعيد العسكري كخيار للحرب في اليمن.

وأشار في حديث لـ"العربي" من إسطنبول، إلى فشل كل الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية، مرجحًا استمرار الصراع واتخاذ الحرب أطوارًا مختلفة في هذه المرحلة.

وأوضح البكيري أن استهداف الحوثيين لدولة الإمارات يدل على أن المنطقة أمام مرحلة جديدة من الحرب، تختلف ملامحها عن الحرب السابقة.

ورأى أن الحديث عن انفراجة في العلاقات الإيرانية السعودية لن ينعكس على مسار الحرب، لأن النزاع في الأساس بدأ بانقلاب وصراع بين جماعتين.

وأشار البكيري إلى أن إيران تسعى بكل قوتها لأن يكون الملف اليمني واحدا من الملفات المطروحة على طاولة النقاش في محادثات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي بات يدرك ذلك.

وتابع أن الإيرانيين يستفيدون من ورقة "الحوثيين"، كما أنهم الطرف الوحيد الذي منع أي صيغة للسلام في اليمن منذ 7 سنوات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close