الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

مجلس الأمن يصطدم برفض روسيا والصين التعامل مع التغير المناخي

مجلس الأمن يصطدم برفض روسيا والصين التعامل مع التغير المناخي

Changed

وقفت كل من روسيا والصين حائلًا أمام اتخاذ الدول الأعضاء مسؤولية ملف التغير المناخي على عاتق مجلس الأمن (غيتي)
وقفت كل من روسيا والصين حائلًا أمام اتخاذ الدول الأعضاء مسؤولية ملف التغير المناخي على عاتق مجلس الأمن (غيتي)
أجمعت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن على ضرورة وضع المجلس يده على ملف التغير المناخي بشكل دائم، فاصطدمت برفض كل من الصين وروسيا.

أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري، اليوم الخميس، عن قلقه من تداعيات التغيّر المناخي على السلم العالمي، في موقف أيّدته الدول الغربية، فيما جدّدت روسيا والصين رفضهما لأن يضع مجلس الأمن يده على هذه المسألة.

وأكد غوتيريش خلال الاجتماع عدم وجود أيّ منطقة في منأى عن حرائق الغابات والفيضانات والجفاف وسائر ظواهر الطقس المتطرّفة التي تؤثّر على كل القارّات.

وأضاف أنّ تداعيات التغيّر المناخي تزداد خطورة بشكل خاص عندما تتداخل معها الهشاشة والنزاعات الماضية أو الحالية، مشدّدًا على أنّ التغيّر المناخي وسوء إدارة البيئة هما عاملان يضاعفان المخاطر.

 أقل من 1.5 درجة مئوية هدف منشود

ولفت الأمين العام إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الموثوق بها لمنع ارتفاع حرارة سطح الأرض إلى أكثر من 1.5 درجة مئوية مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه قبل الثورة الصناعية للحد من مخاطر التغير المناخي.

وأشار إلى أن منع ارتفاع حرارة سطح الأرض إلى أكثر من 1.5 هو الهدف المثالي المحدّد في اتفاق باريس للمناخ، الذي توصّل إليه العالم في 2015، لافتًا إلى أنه يبدو بعيد المنال أكثر فأكثر يومًا بعد يوم.

وشدّد الأمين العام على أنّ التكيّف مع التغيّر المناخي وتدعيم السلام هما أمران يمكن ويجب أن يعزّز كلّ منهما الآخر.

وذكّر غوتيريش بنزوح أكثر من 30 مليون شخص عن ديارهم بسبب كوارث مرتبطة بالمناخ العام الماضي، مشيرًا إلى ما لهذه التحرّكات السكّانية من تداعيات مزعزِعة لاستقرار المناطق التي يقصدها النازحون.

رفض روسي صيني

وخلال الجلسة أجمعت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن على وجوب أن يضع مجلس الأمن الدولي يده على هذا الملف بشكل دائم، وفي مقدّمة هذه الدول الولايات المتحدة، وإيرلندا التي نظّمت الاجتماع، والنروج، إضافة إلى النيجر.

ودعت هذه الدول إلى إصدار قرار ملزم تكون له قوّة القانون الدولي، وأن يُعيّن مبعوث أممي مكلّف بملفّ تداعيات المناخ على الأمن والسلم العالميين، إلا أن هذه المطالب اصطدمت جميعها برفض كل من روسيا والصين.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إنّ "التوافق على أنّ مكان هذه القضية هنا في مجلس الأمن الدولي الذي سيرسل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بشأن التداعيات الخطرة للتغيّر المناخي على أمننا الجماعي".

وأضاف: "يجب على دولنا جميعًا أن تتّخذ إجراءات جريئة وفورية لتعزيز قدراتنا على التكيّف مع الآثار "الحتمية" للتغيّر المناخي.

بدوره قال وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن الذي عُقد الاجتماع بمبادرة من بلاده التي تتولّى رئاسة مجلس الأمن في سبتمبر/ أيلول: إن وقت العمل قد حان مؤكدًا ضرورة التحرك لإظهار الاستعداد.

"كثرة الطباخين"

لكنّ الصين وروسيا اللّتين تمتلكان حقّ الفيتو سارعتا إلى وأد المساعي الغربية في مهدها.

وعلى الرّغم من أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موجود في نيويورك فهو لم يشارك في الاجتماع الوزاري بل انتدب لتمثيله نائب السفير لدى الأمم المتّحدة ديمتري بوليانسكي.

وقال بوليانسكي في الاجتماع: إنّ مجلس الأمن ليس المكان الأنسب لمناقشة هذه المسألة معتبرًا أن هناك منتديات أخرى ملائمة أكثر.

وأبدى خشيته من حصول "ازدواجية" مع هيئات أممية أخرى إذا ما وضع مجلس الأمن يده على هذا الملف.

وإذ حذّر المندوب الروسي من أنّ "كثرة الطباخين تفسد الطبخة"، رأى أن وضع مجلس الأمن يده على هذه القضية قد يثمر "إجراءات معيبة وغير مجدية".

وكشف عن استعداد بلاده لطرح هذه المسألة في مجلس الأمن على أساس كل حالة على حدة بشكل منفصل عن الأخرى.

وأشار إلى أن طرح المسألة في مجلس الأمن يجب أن يرتبط بإمكان وجود نتيجة محتملة للاحتباس الحراري على السلم والأمن في منطقة بعينها.

وعُقدت آخر جلسة لمجلس الأمن الدولي حول العلاقة بين المناخ والأمن في فبراير/ شباط على مستوى رؤساء الدول والحكومات، بمبادرة من لندن، ويومها فشل المجلس في اعتماد نصّ أو قرار أو بيان بسبب الانقسامات بين أعضائه حول هذه القضية.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close