أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الثلاثاء، أن كبرى القوى الصناعية في العالم تعهدت بجعل روسيا تدفع ثمنًا باهظًا لاجتياحها أوكرانيا. وقال: "يجب ألا يُسمح لبوتين بأن ينتصر".
وأشار شولتس في مؤتمر صحافي أعقب قمة السبع "وقوف المجموعة صفًا واحدًا في دعمها لأوكرانيا".
وأضاف: "سنواصل رفع الكلفة السياسية والاقتصادية لهذه الحرب بالنسبة للرئيس (فلاديمير) بوتين ونظامه".
وأعلنت مجموعة السبع، على مدى ثلاثة أيام، عن عدة إجراءات جديدة للضغط على بوتين من بينها خطة للعمل من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
واتفقت المجموعة أيضًا على فرض حظر على استيراد الذهب الروسي، وهي خطوة ستزيد من تجفيف إيرادات موسكو.
عقوبات أميركية
وفي أول ترجمة لهذا الاتفاق، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان وحظرت الواردات الجديدة من الذهب الروسي.
وشملت قرارات اليوم عقوبات جديدة على شركة روستيخ، شركة الفضاء والدفاع الروسية الحكومية. وقالت وزارة الخزانة: "ينضوي تحت إدارة روستيخ أكثر من 800 كيان عبر مجموعة واسعة من القطاعات". وأضافت أنه تم حظر جميع الكيانات المملوكة لروستيخ بنسبة 50 بالمئة أو أكثر، بشكل مباشر أو غير مباشر.
كما فُرضت عقوبات على شركة يونايتد إيركرافت، الشركة المصنعة للطائرات المقاتلة الروسية ميغ وسوخوي- وهي طائرات تملكها أيضًا دول حليفة للولايات المتحدة منها أعضاء في حلف شمال الأطلسي- والتي تملك روستيخ النسبة الأكبر فيها. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات تهدف إلى "إضعاف قدرة روسيا على مواصلة هجومها الجوي على أوكرانيا".
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة توبوليف، الشركة المصنعة للقاذفات الإستراتيجية الروسية وطائرات النقل.
كما حشدت الدول السبع الدعم المالي لأوكرانيا وبلغت المساعدات حتى الآن 29,5 مليار دولار.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: "ما اتفق عليه بالأساس هو منح الأوكرانيين القدرة على الصمود الإستراتيجي التي يحتاجون إليها لإحداث تغيير، لمحاولة تغيير دينامية الوضع. هذا ما يجب أن يحدث".
الناتو يدعو لمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا
في غضون ذلك، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الدول الأعضاء في الحلف إلى مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا، معتبرًا أن هذه الأخيرة تواجه "وحشيةً" لم تشهدها أوروبا "منذ الحرب العالمية الثانية" جراء الاجتياح العسكري الروسي.
وكشف قبل ساعات من افتتاح قمة الحلف في مدريد أنه "سنتفق على برنامج دعم كامل لأوكرانيا لمساعدتها في ضمان احترام حقها في الدفاع المشروع عن النفس. من المهم للغاية أن نكون مستعدين لمواصلة تقديم دعمنا لكييف التي تواجه الآن وحشية لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
وسلّم حلفاء الناتو أسلحة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى كييف لتتمكن من مواجهة القوات الروسية.
ويفترض أن يوافق التحالف على حزمة مشتركة إضافية خلال القمة في مدريد، تشمل معدات اتصالات آمنة وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة وتدريبات لمساعدة أوكرانيا على استخدام أسلحة غربية أكثر حداثة على المدى الطويل.
مجموعة السبع تتعهد بدعم #أوكرانيا عسكريا واقتصاديا pic.twitter.com/S6t6fKMrXF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 27, 2022
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي من المقرر أن يتحدث أمام قادة الناتو، على تويتر أنه أجرى محادثة هاتفية مع ستولتنبرغ في وقت سابق لتأكيد "أهمية نظام دفاع صاروخي قوي لأوكرانيا لمنع الهجمات الإرهابية الروسية".
وجاءت تلك المكالمة بعد هجوم صاروخي روسي على مركز تسوق في مدينة كريمنتشوك في وسط أوكرانيا، ما أثار إدانة غربيين داعمين لكييف.
متى تنهي روسيا هجومها؟
وفي الأثناء، أكد الكرملين أن هجومه على أوكرانيا سينتهي عندما تستسلم السلطات والجيش الأوكرانيين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمام الصحافيين، اليوم الثلاثاء: "يمكن للجانب الأوكراني إنهاء (النزاع) في غضون يوم واحد. يجب إصدار أوامر للوحدات القومية بإلقاء السلاح، ويجب إصدار أوامر للجنود الأوكرانيين بإلقاء أسلحتهم، ويجب تنفيذ كل الشروط التي وضعتها روسيا. حينها سينتهي كل شيء خلال يوم واحد".
ولم يتم تحديد مهلة أو جدول زمني من الجانب الروسي، بحسب بيسكوف الذي أوضح: "نحن نتوجه بالنظر إلى تصريحات رئيسنا".
وأكد بيسكوف مجدداً أن "العملية العسكرية الخاصة تسير وفقًا للخطة"، مستخدمًا التعبير الملطف الرائج في روسيا عند التحدث عن الهجوم على أوكرانيا.
وجاءت تصريحات بيسكوف ردًا على كلام أدلى به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام قادة دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي طالبها "ببذل قصارى جهدها" لوضع حد للنزاع الذي تشهده بلاده قبل نهاية العام.