الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

عمليات إنقاذ ورفع أنقاض.. استهداف مركز تجاري يثير موجة تنديد ضد روسيا

عمليات إنقاذ ورفع أنقاض.. استهداف مركز تجاري يثير موجة تنديد ضد روسيا

Changed

متابعة "العربي" للتطورات الميدانية في الحرب الأوكرانية (الصورة: الأناضول)
ارتفعت حصيلة القصف الصاروخي الروسي، الذي استهدف أمس الإثنين مركز تسوّق في مدينة كريمنتشوك في وسط أوكرانيا، إلى 16 قتيلًا و59 جريحًا.

ارتفعت حصيلة القصف الصاروخي الروسي، الذي استهدف أمس الإثنين مركز تسوّق في مدينة كريمنتشوك في وسط أوكرانيا، إلى 16 قتيلًا و59 جريحًا، كما أعلن مدير أجهزة الإسعاف الأوكرانية.

وقال سيرغي كروك عبر تطبيق تلغرام: إن فرق الإسعاف تركز جهودها في الوقت الراهن على أعمال "الإنقاذ ورفع الأنقاض وإخماد الحرائق"، مشيرًا إلى أن "جميع فرق التدخل تعمل بأقصى طاقتها"، و"ستواصل العمل على مدار الساعة".

وناشد مدير أجهزة الإسعاف المواطنين اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حال سماعهم دوي صفارات الإنذار، التي تنبههم إلى حصول ضربات جوية.

"صاروخ أطلقه المحتلون"

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد كتب على فيسبوك: "أطلق المحتلون صاروخًا على مركز تجاري كان فيه أكثر من ألف مدني. المركز التجاري يحترق وعمال الإنقاذ يكافحون النيران. ومن المستحيل تخيل عدد الضحايا".

وأرفق زيلينسكي رسالته بمقطع فيديو يظهر النيران في مركز التسوق، الذي تصاعدت منه سحب دخان كبيرة، وعربات إطفاء وعشرات الأشخاص في الموقع.

وبحسب صور أخرى نشرتها أجهزة الإسعاف، يمكن رؤية أشلاء محترقة وإلى جانبها رجال إطفاء.

وأشار سلاح الجو الأوكراني، إلى أن المركز التجاري أُصيب بصواريخ مضادة للسفن من نوع "كي. إتش. 22" أطلقتها قاذفات تعمل من مسافة بعيدة من نوع تو-22 من منطقة كورسك الروسية.

ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر داعمي كييف إلى تزويدها بالمزيد من الأسلحة الثقيلة وفرض عقوبات إضافية على روسيا.

واتهم ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، على تويتر روسيا بأنها "دولة إرهابية"، فيما تحدثت وزارة الدفاع عن ضربة نفذت في وقت كان فيه المركز التجاري "مكتظًا" بهدف "التسبب بأكبر قدر من الضحايا".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن "العالم مذعور" من الضربة الروسية على المركز التجاري.

وأكدت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريجيت برينك، كما نقل عنها مكتبها على فيسبوك، أن "العالم سيحاسب الكرملين على فظاعاته في أوكرانيا".

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فقد ندد بالضربة على مركز التسوق التي تُظهر وفق قوله، "وحشية وهمجية" بوتين، ولا تفعل سوى "تعزيز تصميم" الغرب على دعم كييف.

مجموعة السبع تدين الهجوم

ومن ناحيتهم، اتهم قادة دول مجموعة السبع روسيا بارتكاب "جريمة حرب" باستهدافها بضربة صاروخية "شنيعة" مركز التسوّق في وسط أوكرانيا.

وقال القادة المجتمعون في قمّة جنوبي ألمانيا في بيان مشترك: إن "الهجمات العشوائية ضد مدنيين أبرياء تشكل جريمة حرب"، مشددين على أن مجموعة السبع "تدين بشدة الهجوم الشنيع"، وتؤكّد على وجوب "محاسبة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان قادة دول مجموعة السبع المجتمعون في منتجع بجبال الألب في ألمانيا، قد أعلنوا أمس أنهم سيواصلون فرض العقوبات على روسيا لأطول فترة ممكنة، وسيكثفون الضغط الدولي على حكومة بوتين وحليفتها بيلاروسيا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي": "تخيل لو سمحنا لبوتين بالإفلات بعد استحواذه بالعنف على أجزاء ضخمة من دولة أخرى ذات سيادة وأرض مستقلة".

وأفادت الولايات المتحدة بأنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة على حزمة أسلحة لأوكرانيا تشمل أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، وهي أسلحة طلبها الرئيس فولوديمير زيلينسكي على وجه التحديد عندما خاطب الزعماء عبر رابط فيديو.

بموازاة ذلك، أعلن البيت الأبيض أن روسيا تخلفت لأول مرة منذ ما يزيد على قرن عن سداد ديون سيادية، مما يؤكد أن العقوبات الشاملة عزلت موسكو عن النظام المالي العالمي.

لكن روسيا رفضت تلك المزاعم وطلبت من المستثمرين التواصل مع الوسطاء الماليين الغربيين، الذين يحتجزون المدفوعات التي تم إرسالها.

يوم صعب

إلى ذلك، مرّت أوكرانيا أمس الإثنين بيوم صعب آخر على جبهات القتال بعد خسارة مدينة سيفيرودونيتسك، التي تحوّلت إلى أنقاض على أثر تعرضها للقصف والقتال في الشوارع اللذين استمرا على مدى أسابيع.

كما قصفت المدفعية الروسية ليسيتشانسك المجاورة، الواقعة على الضفة الأخرى لنهر سيفرسكي دونيتس. 

وقال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوغانسك: إن ضربة صاروخية أدت إلى مقتل ثمانية وإصابة 21 آخرين في المدينة.

وبحسب "رويترز"، تعد ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا في مقاطعة لوغانسك الشرقية، وهي هدف رئيسي للكرملين بعد أن فشلت القوات الروسية في السيطرة على العاصمة كييف في وقت مبكر من الحرب، التي دخلت الآن شهرها الخامس.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن القصف الروسي أدى إلى مقتل خمسة في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، واثنين على الأقل في دونيتسك بشرق البلاد.

وتشن روسيا هجومًا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي؛ فيما سماه الكرملين بـ "عملية عسكرية خاصة" لتخليص البلاد من القوميين اليمينيين المتطرفين وضمان الأمن الروسي. 

وتنفي روسيا استهداف المدنيين في الصراع، الذي أودى بحياة الآلاف، ودفع الملايين للفرار، وحوّل مدنًا إلى أنقاض.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close