الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

"منعرج خطير".. الأمن التونسي ينفذ اعتقالات جديدة في صفوف المعارضين

"منعرج خطير".. الأمن التونسي ينفذ اعتقالات جديدة في صفوف المعارضين

Changed

"العربي" في متابعة للتطورات الأخيرة في تونس وحديث مع قيادي في جبهة الخلاص (الصورة: غيتي)
شهدت تونس حملة اعتقالات جديدة في صفوف المعارضين لمسار الرئيس قيس سعيّد، وسط تحركات احتجاجية شهدتها العاصمة التونسية.

اعتقلت قوات الأمن التونسية، مساء الجمعة، الوزير والأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي المعارض غازي الشواشي بعد مداهمة منزله.

ونقلت وكالة "رويترز" عن نجله إلياس، أنّ نحو 20 من رجال الأمن فتشوا المنزل، واعتقلوا والده الذي يعد من أبرز المنتقدين لنهج الرئيس قيس سعيّد. كما قالت مصادر إعلامية تونسية، إنّ الأمن اعتقل القيادي في جبهة الخلاص الوطني رضا بلحاج.

وتشهد تونس حملة اعتقالات واسعة استهدفت أكثر من 12 شخصًا بينهم سياسيون معارضون ونشطاء ومنظمون لاحتجاجات، ومدير إذاعة محلية، بالإضافة إلى رجل أعمال بارز واثنين من القضاة عزلهما سعيّد قبل أشهر.

"تقويض مفهوم الدولة"

وتعليقًا على الحملة الأمنية، يؤكد عضو جبهة الخلاص الوطني عز الدين الحزقي، أنّ الرئيس سعيّد ماض في "تهديم الدولة وهو الذي يتهم غيره بالقيام بذلك".

ويرى الحزقي في حديث إلى "العربي"، من تونس، أنّ "سعيّد يعتبر نفسه الدولة، بينما المتعارف عليه في كل العالم، بأنّ الدول عبارة عن مؤسسات"، لكنه يؤكد أنّ "سعيّد قوض تلك المؤسسات في تونس لصالحه بالكامل".

ووجهت السلطات التونسية تهمًا بـ"التآمر على أمن الدولة" لـ17 شخصًا من معارضي سعيّد. كما يأتي اعتقال الشواشي وبلحاج، بعد أن ألقت أجهزة الأمن التونسية، القبض على عضو جبهة الخلاص الوطني، جوهر بن مبارك في نطاق حملة الاعتقالات.

ويعد الشواشي من أشد المعارضين لسعيّد منذ استئثاره بالسلطات الثلاث في يوليو/ تموز عام 2021، حيث تعرّض العديد من السياسيين لإجراءات قانونية استنكرتها المعارضة، معتبرة أنّ الرئيس التونسي يرسي نظامًا استبداديًا يقمع الحريّات ويهدد الديمقراطية في البلاد.

ولم يعترف الشواشي بالدستور الجديد، الذي يكرس نظامًا رئاسيًا صرفًا يعطي سعيّد صلاحيات واسعة، ويقلص من صلاحيات البرلمان الرقابية والتشريعية.

وأعلن الوزير والأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي رفضه للاستفتاء على الدستور ونتائجه الصيف الماضي، مؤكدًا عدم التعامل به كمرجع للدولة التونسية. وقال في تصريحات حينها: "سنواصل مقاومتنا ونضالنا من أجل إسقاط منظومة سعيّد التي أصبحت تمثل الخطر الداهم للبلاد".

"منعرج خطير"

يعتبر الحزقي، الذي تعرّض بدوره لمداهمة من الشرطة يوم الخميس وتفتيش منزله، أنّ تونس تعيش في "منعرج خطير جدًا".

ويقول في حديثه إلى "العربي"، "هذه المرة الأولى في حياتي التي أشعر بها بالخوف على تونس"، مضيفًا: "سعيّد عزل تونس عن بقية العالم".

ويؤكد الحزقي أن "ما ينقص تونس هو وحدة صفوف المعارضة، كون سعيّد تحرك تجاه تلك الإجراءات القمعية بعد استشعاره بأن المعارضين تقوموا عليه في خطوة لتوحيد صفوفهم".

يذكر أنّ الحزقي سبق أن تعرض للسجن سنوات عدة خلال حكم الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. كما ترشح سابقًا للانتخابات الرئاسية ضد بن علي.

وأمس الجمعة، تجمع عدد من المحتجين أمام مقر الحزب الجمهوري، في العاصمة التونسية، تنديدًا باعتقال أمين عام الحزب، عصام الشابي.

ورفع المحتجون شعارات تطالب بإسقاط ما اعتبروه "انقلاب سعيّد"، وإطلاق سراح الشابي، وكل الموقوفين، معتبرين أن توجه السلطة الحالية، يعتبر تصفية سياسية، للخصوم والمعارضين.

وقال الناطق باسم الحزب رياض المرابط، إنّ هذه الوقفة تأتي للمطالبة بضرورة التصدي للسلطة التي تسعى إلى القضاء على الأحزاب والحياة السياسية في تونس.

وفيما نددت حركة النهضة بالاعتقالات، واصفة السلطة بـ"المنفلتة من كل قانون والمصرّة على المضي بالبلاد قدمًا نحو أشد الكوارث"، أعربت فرنسا، أمس، عن "قلقها إزاء موجة الاعتقالات الأخيرة في تونس"، داعيةً السلطات إلى "ضمان احترام الحريات، لا سيما حرية التعبير"، وفق بيان لوزارة الخارجية. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close