الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

هجوم مفاجئ على قاعدة العند الجوية.. هل انتهى "الهدوء النسبيّ" في اليمن؟

هجوم مفاجئ على قاعدة العند الجوية.. هل انتهى "الهدوء النسبيّ" في اليمن؟

Changed

بالهجوم على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج اليمنية، ينتهي هدوء الجبهات النسبي بما في ذلك جبهة مأرب التي ظلت ملتهبة على مدى أشهر.

لم يدم الهدوء النسبيّ طويلًا في اليمن، فقد استهدف هجوم صاروخي مفاجئ قاعدة العند في محافظة لحج اليمنية التي تقع قرب مديرية العند جنوبي البلاد، وعلى بعد 60 كيلومترًا شمال العاصمة المؤقتة عدن.

وفيما أوقع الهجوم عشرات القتلى وإصابات بالغة، يُعَدّ ذي دلالة، إذ إنّ قاعدة العند أكبر القواعد الجوية العسكرية في البلاد، وتُعَدّ من أهم مراكز القوات الحكومية والتحالف بقيادة السعودية، وقد سيطر عليها الحوثيون سابقًا ثمّ استعادها الجيش والتحالف عام 2015.

وجاء الهجوم كذلك بعد فترة من هدوء نسبي ساد جبهات القتال في اليمن بما في ذلك مأرب، وسط محاولات دولية لإيجاد حل، ومحاولات إقليمية أيضًا للتقريب بين السعودية وإيران.

إزاء ذلك، تُطرَح سلسلة علامات استفهام عن دلالات الهجوم، والرسالة التي أرادها الحوثيون في هذا التوقيت، وهل سيؤدي إلى تأجيج الأوضاع من جديد في جبهات القتال، فضلًا عن مصير الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع سلميًا في اليمن.

حوارات سياسية إقليمية

بالهجوم على قاعدة العند الجوية، ينتهي هدوء الجبهات النسبي بما في ذلك جبهة مأرب التي ظلت ملتهبة على مدى أشهر.

وقد صاحبت هدوء الجبهات حوارات سياسية إقليمية، إذ إنّ التصعيد تراجع في ظل محاولات التقريب بين السعودية وإيران، آخرها مشاركة وزيري خارجية البلدين في المؤتمر الإقليمي ببغداد.

وبطبيعة الحال، فإنّ اليمن يُعتبَر من أهم المشاكل العالقة بينهما، ومن شأن أي اتفاق أن ينعكس على الحرب المندلعة منذ سنين، غير أن المساعي الإقليمية تصطدم بعقبة داخل اليمن نفسه، في ظلّ جمود في إيقاع الجهود لإنهاء الحرب وصناعة حلول سلمية.

ويبدو أنّ السيناريو السائد في اليمن يقوم على التمسك بالمواقف وعدم الرضا بحلول وسطى، فرغم المحاولات الإقليمية للتوصل إلى اتفاقات ومقاربات، لا يزال مشهد الداخل يفتقر لحراك سياسي حقيقي، فيما تسوده حالة سكون لا يحركها سوى وقع المعارك ودوي الانفجارات.

"التحالف يقصف مرتزقته"

ينفي نائب وزير الإعلام في حكومة الحوثي فهمي اليوسفي أيّ مسؤولية لجماعة الحوثي عن الهجوم، مشيرًا إلى أنّ الجماعة تمتلك "الصدقية الكافية" للإعلان عن الهجمات التي تنفذها.

وفيما يعتبر اليوسفي، في حديث إلى "العربي"، من صنعاء، أنّها "ليست المرة الأولى التي تشن اتهامات على أنصار الله من قبل الطرف الآخر"، يرى أنّها "ليست المرّة الأولى أيضًا التي يقدم فيها التحالف على قصف مرتزقته"، على حدّ تعبيره.

ويقول اليوسفي إنّ التحالف "عندما يريد أن يتخلص من بعض المرتزقة يفتعل مثل هذه القضية"، ويعتبر أنّ الدليل على عدم مسؤولية جماعته عن الهجوم يكمن في "عملية التحشيدات التي كانت أمس في محافظة أبين وفي عدة أماكن".

وفيما يتحدّث عن "أهداف غامضة من خلال هذه المسرحية" التي تنطوي برأيه على "صراع نفوذ" داخل التحالف، يعتبر أنّ هدفها "تعطيل المبادرة التي تقدمت بها صنعاء والقوى المناهضة للعدوان لإنهاء الأزمة في اليمن"، مضيفًا أنّهم "عندما يريدون أن يطيلوا أمد الأزمة يختلقون مثل هذه القضايا".

"محاولة لخلط الأوراق"

في المقابل، يجزم الباحث السياسي محمد العسل أنّ "ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا" هي من تقف وراء هذه "المجزرة المروّعة".

ويشير العسل، في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إلى أنّ أبناء اليمن اعتادوا على "كذب" جماعة الحوثي، وبالتالي فإنّ نفيها مسؤوليتها لا يقدّم ولا يؤخّر.

ويلفت إلى أنّ "ميليشيات الحوثي ترتكب كل أنواع الجرائم، وهي عندما تتلقى الهزائم تلجأ إلى ضرب الأحياء السكنية والمدارس والمساجد وهذا معروف لدى الجميع".

ويرى العسل أنّ ما حدث اليوم هو "محاولة لخلط الأوراق من قبل هذه الميليشيات"، معربًا عن ثقته بأنّ "المجتمع الدولي سيدين هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي".

ويشدّد على أنّ "هذه الميليشيات لا تأبه بمعاناة الناس"، وهي "لا تفرّق بين شمال وجنوب وبين مدينة وأخرى ولا يروق لها سوى القتل ولا يمكن أن تعيش سوى في ظل المعارك والفوضى".

عملية "بلا قيمة عسكرية"

أما الكاتب السياسي عبد الناصر المودع، فيلاحظ أنّ الهجوم جاء بالفعل خارج سياق الظروف المحيطة بشكل عام.

ويوضح المودع، في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، أنّ "هذه الجبهة هي جبهة خاملة كما أنّ المواقع التي استُهدِفت ليس لها أي قيمة عسكرية كبيرة".

ويشرح أنّه "عندما هاجم الحوثيون قاعدة العند في 2019 كان هناك قادة عسكريون كبار وكان هناك مبرر عسكري للهجوم بعكس هجوم اليوم الذي ليس له أي مبرر سوى القتل"، مضيفًا: "هؤلاء جنود عاديون يمكن استبدالهم بأي سهولة عندما يُقتَلون، وبالتالي ليس هناك من أسباب موضوعية لمثل هذا الهجوم".

وفيما يلفت إلى أنّ الحوثيين نفوا مسؤوليتهم عن الهجمات، يشير إلى أنّ كل البصمات والدلائل تشير إليهم. ويقول إنّهم "ربما تنصّلوا" من المسؤولية، بعدما أدركوا أنّ "هذه العملية لا قيمة لها لأنّها أشبه بعملية قتل لغرض القتل".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close