أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الخميس أنّ الولايات المتحدة "مستعدة" لكل السيناريوهات مع روسيا، إن لجهة مواصلة الحوار أو تقديم "رد حازم" في حال تعرض أوكرانيا لهجوم.
وفي مؤتمر صحافي في البيت الأبيض قال سوليفان: "سنبحث حاليًا مع حلفائنا وشركائنا في الخطوات التي سنتّخذها".
جاء ذلك في وقت اختتمت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس في فيينا جهودًا دبلوماسية مكثفة بين الدول الغربية وموسكو، بغية خفض احتمال حصول نزاع في أوكرانيا، مشددة على ضرورة إحياء الحوار حول الأمن في أوروبا.
لكنّ روسيا تحدثت في المقابل عن طريق مسدود، موضحة أنها لا ترى فائدة في عقد مباحثات إضافية مع الدول الغربية في "الأيام المقبلة" طالما أن الاختلافات لا تزال عميقة.
هل حسم الروس قرارهم بشأن غزو أوكرانيا؟
وبحسب الاستخبارات الأميركية، لم يحسم الروس قرارهم بعد بشأن غزو محتمل لأوكرانيا.
وقال سوليفان في هذا السياق إن الولايات المتحدة لم تجزم بأن روسيا قررت المضي قدمًا في الخيار العسكري في أوكرانيا، مضيفًا أن واشنطن مستعدة لمواصلة اتباع النهج الدبلوماسي لتعزيز الاستقرار في تلك المنطقة.
وأضاف: "نحن مستعدون لكل السيناريوهات. نحن مستعدون لإحراز تقدم على طاولة المفاوضات.. ونحن جاهزون لاتخاذ الخطوات الضرورية والمناسبة للدفاع عن حلفائنا ومساندة شركائنا والاستجابة لأي عدوان صلف قد يحصل".
التنسيق سيستمرّ بشكل مكثّف
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي "الاستمرار في التنسيق بشكل مكثف مع شركائنا حول (اتّخاذ) تدابير اقتصادية صارمة ردًا على أي غزو لأوكرانيا".
ولدى سؤاله بشأن وحدة الموقف بين الولايات المتحدة وأوروبا في ما يتعلّق بعقوبات محتملة، أعرب سوليفان عن "ثقته" بذلك.
لكنّه أوضح أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن ضفتي الأطلسي "لديهما بالتحديد القائمة نفسها بكل تفاصيلها"، لكنّه "واثق" من أن الأميركيين والأوروبيين قادرون على "العمل بشكل موحّد على تطبيق تدابير اقتصادية صارمة".
"توتر" بين موسكو والغرب
وتتّهم الدول الغربية موسكو بحشد نحو مئة ألف جندي في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى دبابات ومدفعية عند الحدود الأوكرانية للتحضر لهجوم ضدّ أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه روسيا.
وعُقدت محادثات متوترة الإثنين في جنيف بين مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ومساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف. وكشف حلف شمال الأطلسي وروسيا الأربعاء في بروكسل عن "اختلافات" صارخة بينهما بشأن الأمن في أوروبا.
وتمارس روسيا ضغوطا شديدة على أوكرانيا منذ عام 2014، بعد ثورة أطاحت حكومة كانت منحازة إلى الكرملين ومناهضة للتقرب من أوروبا.
وسيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمتها إلى أراضيها، وتدعم تمرّدًا في شرق أوكرانيا قتل فيه حتى الآن أكثر من 13 ألف شخص.