الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

وسط أزمة إنسانية.. أميركا والسعودية تدعوان للالتزام بالهدنة في السودان

وسط أزمة إنسانية.. أميركا والسعودية تدعوان للالتزام بالهدنة في السودان

Changed

"العربي" يواكب الوضع الإنساني على حدود السودان وتشاد مع رئيس وحدة الكوارث في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر (الصورة: غيتي)
تراقب الرياض وواشنطن مسار الهدنة الأخيرة في السودان وسط دعوات لطرفي الصراع بضرورة الالتزام بها مع تفاقم الأوضاع الإنسانية لا سيما على الحدود مع تشاد.

أعلنت السعودية والولايات المتحدة الأميركية، أمس الثلاثاء، أنهما أبلغتا طرفي الصراع بالسودان بوجود تقارير تشير إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مدينة جدة قبل أيام، وطالبا الجيش وقوات الدعم السريع بالالتزام بما تم التوقيع عليه.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن البلدين، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأجل والترتيبات الأمنية، نشرته الخارجية السعودية والسفارة الأميركية بالسودان في صفحتها عبر "فيسبوك".

وقال البيان إن "السعودية والولايات المتحدة تؤكدان مجددًا على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأجل والترتيبات الإنسانية" في السودان الموقعة في 20 مايو/ أيار من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".

وأضاف البيان: "لاحظ الميسران السعودية والولايات المتحدة أن أيًا من الجانبين لم يلتزم بعدم السعي إلى مكاسب عسكرية خلال فترة 48 ساعة بعد توقيع الاتفاق وقبل دخوله حيز التنفيذ".

وتابع: "وبينما بدا القتال أقل حدة في الخرطوم مما كان عليه في الأيام الأخيرة، أبلغ الميسران طرفي الصراع بوجود انتهاك لوقف إطلاق النار".

تشير تقارير إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مدينة جدة قبل أيام - رويترز
تشير تقارير إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مدينة جدة قبل أيام - رويترز

المساعدات الضرورية

وشددت الرياض وواشنطن على ضرورة "التزام طرفي الصراع بما وقعا عليه من التزامات لوقف إطلاق النار المؤقت لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية"، وفق البيان المشترك ذاته.

ويبدو أن الهدنة، التي جرى التوصل إليها يوم السبت بعد معارك دامت خمسة أسابيع، وبدأ سريانها الإثنين، تمكنت من إحداث هدوء نسبي الثلاثاء، لكن أمكن سماع أصوات المدفعية في بعض أجزاء الخرطوم.

وكان الكاتب الصحافي السوداني مزمل أبو القاسم لفت في حديث إلى "العربي" إلى أن قوات الدعم السريع هي التي هاجمت الجيش في الخرطوم البحري بعد بدء سريان الهدنة.

ويشهد السودان، منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تشمل العاصمة الخرطوم ومدن أخرى شمالي وغربي البلاد، إثر خلافات بينهما.

كارثة على الحدود 

من ناحية أخرى، تتعاظم المخاوف جراء الوضع الإنساني المتدهور على الحدود مع التشاد، وقال نائب مدير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، بيير كريمر، إن أكثر من 75 ألف لاجئ من السودان فروا إلى الحدود مع تشاد معظمهم من منطقتي وادي أوداي وسيلا.

وأشار كريمر إلى أن من بين حوالي 53 ألف شخص تم تسجيلهم، 66% من الأطفال، و15% من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن 80% من بين 30 ألف شخص لجأوا إلى موقع بورتا، هم من النساء والأطفال.

وكان رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات، قال بعد زيارة استمرت أربعة أيام إلى تشاد إن: "نحو 90% من الوافدين الجدد من النساء والأطفال. يحتمي كثير منهم تحت الأشجار في ملاجئ مؤقتة بخدمات محدودة للغاية".

أكثر من 75 ألف لاجئ من السودان فروا إلى الحدود مع تشاد
أكثر من 75 ألف لاجئ من السودان فروا إلى الحدود مع تشاد - رويترز

موارد ضئيلة

بدوره، لفت رئيس وحدة الكوارث في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، حسام فيصل، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن الوضع على حدود تشاد كان معقدًا أساسًا بسبب تواجد اللاجئين منذ ما قبل النزاع الأخير في البلاد. 

ويضاف الوافدون الجدد إلى نحو 600 ألف لاجئ معظمهم من السودان موجودين بالفعل في تشاد بعد فرارهم من صراعات سابقة.

وأضاف فيصل أن هذا النزوح الكبير إلى مناطق حدودية تفتقر أبسط خدمات البنية التحتية، والصحية، بالإضافة للخطر المتزايد جراء الجفاف وحرارة الطقس المرتفعة، وضعف الإمكانات والموارد التي بحوزتهم، سيفاقم  الوضع الإنساني هناك. 

فيصل أوضح أن جمعية الصليب الأحمر التشادي، ستقوم بالتنسيق مع السلطات المحلية بإيصال المساعدات، قدر الإمكان للنازحين، لكن رغم النداءات التي تم الإعلان عنها للتمويل، فإن الموارد التي وصلت ضئيلة جدًا ، ولا تتناسب مع حجم الاحتياجات الموجودة على الأرض.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قد أعلن خلال وقت سابق من هذا الشهر أنه يحتاج إلى 162.4 مليون دولار، لدعم حكومة تشاد في مساعدة 2.3 مليون شخص في حاجة ملحة للغذاء.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close