الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

وقف لإطلاق النار في أوكرانيا الأربعاء.. اللاجئون يتخطون عتبة المليونين

وقف لإطلاق النار في أوكرانيا الأربعاء.. اللاجئون يتخطون عتبة المليونين

Changed

تغطية خاصة لإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن حظر جميع واردات النفط الروسية للولايات المتحدة (الصورة: غيتي)
في اليوم 13 من الحرب، تم إجلاء عدد من المدنيين من مدن محاصرة، فيما أفادت السلطات الأوكرانية أن الروس "لم يحترموا" الممر الإنساني في ماريوبول.

ترسم الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين من المناطق الأوكرانية المحاصرة تعديلات على مشهد الحرب المستعرة

يتم إخراج المحاصرين هنا وتُثبط المهمة هناك. الهجوم الروسي لم ينتهِ، يتوقف لبعض الوقت لـ"أغراض إنسانية"، لكن الحرب لم تضع أوزارها بعد.

أمام البرلمان البريطاني، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إصراره على مواجهة الهجوم بالقول: "سنقاتل حتى النهاية".

وأضاف: "لن نستسلم ولن نخسر، سنقاتل حتى النهاية، بحرًا وجوًا. سنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كلّف الأمر".

بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عمّا كبدته للأوكرانيين من خسائر في العتاد منذ بدء ما تصفه بـ"العملية العسكرية الخاصة"؛ فتشير إلى تدمير نحو 900 دبابة وعربة مدرعة أخرى أوكرانية وإسقاط 84 طائرة مسيرة.

غير أن وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول عسكري أميركي كبير، قوله إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن معظم القوة القتالية لكل من روسيا وأوكرانيا ما زالت سليمة، مع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الثالث عشر.

مع ذلك، لا تزال المساعي للضغط على روسيا عبر فرض العقوبات، أو الحديث عن وساطات، تجري على قدم وساق.

وفي هذا السياق، تحدّث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن جهود الأخير للعمل كوسيط بين كييف وموسكو بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وكانت كييف قد أعربت عن إحباطها من رفض إسرائيل منحها مساعدة دفاعية في مواجهة روسيا، لكنها رحبت بدورها كوسيط.

أما في العقوبات، فإن أبرزها جاء من واشنطن، بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن حظرًا على واردات النفط من روسيا.

وقف إطلاق نار لإجلاء المدنيين

في غضون ذلك، أعلن الجيش الروسي مساء الثلاثاء عن وقف إطلاق نار لإجلاء المدنيين في أوكرانيا؛ اعتبارًا من السابعة بتوقيت غرينتش من صباح غدٍ الأربعاء.

وكان وقف لإطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، قد بدأ سريانه صباح اليوم بغية إجلاء المدنيين من 5 مدن بينها العاصمة كييف.

ودخل القرار الذي اتخذته وزارة الدفاع الروسية لإجلاء المدنيين من كييف وخاركيف وتشرنيهيف وسومي وماريوبول حيّز التنفيذ اعتبارًا من الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي لروسيا (7:00 بتوقيت غرينتش).

وفي سومي تحدّث الحاكم الإقليمي عن وقف إطلاق نار مؤقت متماسك إلى حد بعيد في المدينة، مما يسمح بإجلاء مدنيين، بينهم نحو ألف طالب أجنبي، عبر ممر إنساني. وقال إن قوافل مكونة من 20 إلى 30 سيارة خاصة تغادر المدينة.

وكان ما لا يقل عن 21 مدنيًا، بينهم طفلان، قد قُتلوا في ضربة جوية روسية على شارع سكني في مدينة سومي في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، بحسب بيان لمكتب المدعي العام الإقليمي.

أما في ماريوبول، فقد اتّهمت وزارة الدفاع الأوكرانية الروس بعدم احترام الممر الإنساني في المدينة الساحلية المحاصرة جنوبي شرق البلاد.

وكتبت الوزارة على صفحتها في فيسبوك: "شنّ العدو هجومًا في اتجاه الممر الإنساني بالتحديد". وأكدت أن الجيش الروسي "لم يسمح للأطفال والنساء والمسنين بالخروج من المدينة".

فريق "العربي" يخرج من إربين

من ناحيته، نجح فريق "العربي" الذي كان محاصرًا في منطقة إربين شمالي العاصمة الأوكرانية كييف، والمكوّن من المراسل عدنان جان والمصوّر حبيب ديمرجي، من الوصول إلى منطقة آمنة تخضع لسيطرة الجيش الأوكراني.

وشرح الزميل عدنان جان تفاصيل خروجه من المنطقة المحاصرة، مشيرًا إلى أن المشهد على الطريق كان "مرعبًا".

وروى جان طريقة عبوره من الحاجز الروسي، ومروره بين الألغام، قبل الوصول إلى منطقة سيطرة الجيش الأوكراني ليتوجه بعد ذلك إلى العاصمة كييف.

من ناحية أخرى، كشفت وزارة الدفاع الأوكرانية عن "تباطؤ وتيرة تقدم القوات الروسية على جبهات القتال بشكل ملحوظ".

ولفتت الوزارة إلى أن "قواتنا تخوض معارك عنيفة في ضواحي نيكولايف للدفاع عنها".

وأوضحت أن "قوات الجيش تواصل صدّ الهجمات الروسية على كافة الجبهات، ولا سيما العاصمة كييف".

اللاجئون تجاوزوا عتبة المليونين

إلى ذلك، تجاوز عدد الفارين من القتال في أوكرانيا، والذين لجؤوا إلى الخارج عتبة المليونَي شخص، بعد 12 يومًا فقط من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقًا لآخر إحصاءات للأمم المتحدة الثلاثاء.

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنه بعد الموجة الأولى من اللاجئين الأوكرانيين، ستكون هناك موجة ثانية على الأرجح من لاجئين أكثر عرضة للمخاطر.

بدورها، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الهجمات على المستشفيات وسيارات الإسعاف ومنشآت الرعاية الصحية المختلفة في أوكرانيا زادت بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة، وأن البلاد تعاني نقصًا في الإمدادات الطبية الأساسية.

إلى ذلك، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن القوات الروسية انتهكت التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بعدم شن هجمات عشوائية أو غير متكافئة تضر بالمدنيين.

أما وزارة الدفاع الروسية فقد اتهمت نظام كييف بـ"دعم الفوضى السائدة في المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون".

ولفتت الوزارة إلى أنّ بحوزتها "قاعدة بيانات كاملة بشأن الفظائع التي ترتكبها القوات القومية الأوكرانية المتطرفة ضد المدنيين"، على حدّ وصفها.

عقوبات إضافية على موسكو

على مستوى العقوبات، التي يواصل الغرب فرض المزيد منها على موسكو، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حظرًا على واردات النفط من روسيا، في أقسى إجراء اتّخذته إدارته حتى الآن لمعاقبة موسكو على هجومها على أوكرانيا.

وقال بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض: "سنحظر جميع واردات النفظ والغاز والطاقة. هذا يعني أن النفط الروسي لن يكون مقبولًا بعد الآن في موانئ الولايات المتحدة، وسيُوجّه الشعب الأميركي ضربة أخرى قوية لبوتين"، مضيفًا أن قرار الحظر اتُخذ "بتنسيق وثيق" مع الحلفاء.

من جهته، أعلن وزير الأعمال والطاقة البريطاني كواسي كوارتنغ الثلاثاء أن المملكة المتحدة ستوقف واردات النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية بحلول نهاية عام 2022.

إلى ذلك، كشفت شركة "شل" البريطانية العملاقة للنفط عن نيّتها الانسحاب من مشاريع النفط والغاز الروسيين "تدريجًا، تماشيًا مع التوجيهات الجديدة للحكومة البريطانية".

بدورها، أعلنت وزارة المالية اليابانية أنها جمدت أصول 32 آخرين من المسؤولين والنخبة من روسيا وبيلاروسيا.

وأوضحت أن اليابان تحظر أيضًا تصدير معدات تكرير النفط إلى روسيا، والمواد ذات الأغراض العامة إلى بيلاروسيا، والتي يمكن أن يستخدمها جيشها.

في تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا، سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا جديدًا اليوم، فازداد سعر نفط برنت بحر الشمال تسليم مايو/ أيار بنسبة 3,34% ليصل إلى 127,32 دولارًا للبرميل.

وأعلنت الحكومة الألمانية، أن برلين ستستضيف اجتماعًا عبر الإنترنت لوزراء الزراعة من دول مجموعة السبع يوم الجمعة، لمناقشة تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي، وأفضل السبل لتحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close