تستعد المملكة المتحدة للاحتفال باليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش، وذلك خلال عطلة نهاية أسبوع طويلة تستمر أربعة أيام مع بداية شهر يونيو/ حزيران.
فقد أصبحت الملكة إليزابيث البالغة من العمر 96 عامًا أطول الحكام جلوسًا على العرش في تاريخ بريطانيا في 6 فبراير/ شباط 2022، وسيتم الاحتفال بـ70 عامًا من حكمها بعدد من الفعاليات والمبادرات التي تجري في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال العطلة الطويلة.
وتتضمن هذه الفعاليات، عروضًا حية ونزهات في كل أنحاء البلاد وحفلات ملكية، بالإضافة إلى إطلالة للعائلة المالكة على شرفة قصر باكنغهام.
ما الذي ينتظر البريطانيّين؟
بعد سنوات من التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب بريكست وأزمة الوباء والحجر الصحي والآن ارتفاع الأسعار والتضخم، سينسى البريطانيون همومهم لفترة وجيزة للاستماع اعتبارًا من الخميس 2 يونيو من عطلة نهاية أسبوع طويلة.
وستنطلق الفعاليات الخميس، مع تحية Trooping The Color في مناسبة عيد الميلاد الرسمي للملكة الذي يشارك فيه أكثر من 1500 جندي وموسيقي و240 حصانًا وطلعات لسلاح الجو الملكي.
يلي مراسم "قوات اللون" الظهور التقليدي للعائلة المالكة على شرفة القصر حيث يخرجون للتلويح للجماهير ومشاهدة تحليق الطائرات العسكرية، على أن يقتصر الأمر على الأعضاء الفاعلين في العائلة المالكة، أي بحسب ما كشفت وسائل إعلام بريطانية تم استبعاد الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل منها.
وكذلك الأمر بالنسبة للأمير أندرو الذي اضطر لدفع ملايين الجنيهات الإسترلينية لتفادي محاكمة في الولايات المتحدة بتهمة الاعتداء الجنسي، والتي بسببها جردته والدته الملكة من جميع ألقابه العسكرية.
ومن ضمن البرنامج أيضًا، احتفال ديني في كاتدرائية القديس بولس، يوم الجمعة، إلى جانب سباقات خيل وحفلة كبيرة في قصر باكنغهام يوم السبت.
كما سيتم إضاءة أكثر من 2800 منارة في القصر وعبر المملكة المتحدة، بما في ذلك أعلى أربع قمم في البلاد، وكذلك في جزر القنال وجزيرة مان وأقاليم ما وراء البحار البريطانية.
وستشارك في التحيات النارية في 54 عاصمة "للكومنولث" عبر القارات الخمس، من تونغا وساموا في جنوب المحيط الهادئ وصولًا إلى بليز في منطقة البحر الكاريبي.
وستُضاء تسعة جسور فوق نهر التايمز وسط لندن، وكذلك برج BT الشهير بالعاصمة، كما والعديد من الكاتدرائيات الإنكليزية.
في المجموع، تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية عن تنظيم أكثر من ألفي حدث ويتوقع المنظمون مشاركة عشرة ملايين شخص في النزهات العامة المقررة يوم الأحد 5 يونيو.
وستختم احتفالات اليوبيل بأداء النشيد الوطني البريطاني "حفظ الله الملكة" خارج القصر، بقيادة المغني إد شيران.
احتفالات وسط تخوف حول صحة الملكة
في ظل كل هذه الأجواء البريطانية بامتياز، سيطرت على المشهد التخوفات من المشاكل الصحية الأخيرة للملكة، ولا سيما أن إليزابيث الثانية كثفت ظهورها المفاجئ في الأيام الماضية، رغم تقارير عن تراجع في صحتها العامة.
فقد دشّنت الملكة خط مترو يحمل اسمها وحضرت عرض خيول في وندسور كما زارت المدينة نفسها للمشاركة في مسابقة الفروسية المرموقة "ويندسور هورس شو" التي يتنافس فيها عدد كبير من خيولها.
وكانت مشاكل الملكة إليزابيث الصحية قد بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول، عندما اضطرت لإلغاء زيارة إلى أيرلندا ثم إلى مؤتمر المناخ في غلاسكو، حيث كانت ستلتقي بقادة العالم بمن فيهم الرئيس جو بايدن.
كذلك ألغيت العديد من الأحداث والزيارات منذ ذلك الحين، لكن الافتتاح الرسمي للبرلمان كان ذا أهمية خاصة لأنه كان جزءًا من وظيفتها الرسمية بصفتها رئيسة للدولة.
ولم تستطع الملكة قراءة خطابها السنوي في الافتتاح الرسمي للبرلمان في 10 مايو/ أيار الجاري، في أهم مشاركة لها تم إلغاؤها دستوريًا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وقد دلّ هذا الأمر على بدء الفترة الانتقالية الجارية، حيث حلّ نجلها الأمير تشارلز ولي العهد، مكانها في الخطاب السنوي الذي يفتتح السنة البرلمانية. وهو يقوم أساسًا منذ عدة سنوات بتمثيلها في الخارج.
يذكر أن الملكة إليزابيث الثانية التي توصف بأنها "عميدة الملوك"، اعتلت العرش وهي في سن 25 عامًا، وتحديدًا يوم 6 شباط/فبراير 1952 بعد أن توفي والدها الملك جورج السادس بسرطان الرئة عن عمر 56 عامًا.
وبعد 70 عامًا على العرش البريطاني، أصبحت ملكة إنكلترا في المركز الثالث من حيث طول العمر بين ملوك الدول ذات السيادة، بعد ملك فرنسا لويس الرابع عشر الذي توفي عام 1715 وملك تايلاند بوميبول أدولياديج (راما التاسع) الذي توفي عام 2016.