الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

أزمة سياسية عميقة في العراق.. سباق بين محاولات التهدئة والتصعيد

أزمة سياسية عميقة في العراق.. سباق بين محاولات التهدئة والتصعيد

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول التصعيد بين أنصار التيار الصدري والموالين للإطار التنسيقي (الصورة: الأناضول)
في انعكاس للانقسام العميق الذي يعيشه العراق، تظاهر الآلاف من مناصري الإطار التنسيقي الإثنين قرب المنطقة الخضراء، فيما يواصل مناصرو الصدر اعتصامهم في البرلمان.

تستمر تعقيدات المشهد في الشارع العراقي في ظل أزمة سياسية تتعمق بعد انتقال الصراع بين التيار الصدري والإطار التنسيقي إلى الشارع، رغم دعوات الحوار لإنهاء الخلافات والخروج بالبلاد من هذا المأزق.

وفي انعكاس للانقسام العميق الذي يعيشه العراق، تظاهر الآلاف من مناصري الإطار التنسيقي، الإثنين قرب المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، فيما يواصل مناصرو التيار الصدري في المقابل اعتصامهم في البرلمان.

وتصاعد التوتر إثر رفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لاسم محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي الذي يضمّ فصائل موالية لإيران، لرئاسة الوزراء.

لكن الأزمة السياسية في البلاد لا تنفكّ تزداد سوءًا، إذ يعيش العراق شللًا سياسيًا تامًا منذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر/تشرين الأول 2021. ولم تفضِ مفاوضات لا متناهية بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.

وأظهر الصدر الذي يملك قاعدةً شعبية واسعة أنه لا يزال قادرًا على تحريك الجماهير لأهدافه السياسية. واقتحم مناصرو التيار الصدري البرلمان مرتين خلال أقلّ من أسبوع، وباشروا داخله اعتصامًا السبت، رفضًا لترشيح السوداني (52 عامًا) من قبل الإطار التنسيقي، لرئاسة الحكومة.

في المقابل، لجأ خصومه إلى الشارع أيضًا. وتظاهر الآلاف بعد ظهر الإثنين من مناصرين لخصوم الصدر في الإطار التنسيقي عند الجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضمّ مؤسسات حكومية ومقرات دبلوماسية غربية ومقر البرلمان.

وجاءت تظاهرة الإطار التنسيقي احتجاجًا على تصريحات مقتدى الصدر، التي اتهم فيها الإطار بالسعي إلى الانقلاب على الدستور والدولة والشرعية.

أما الصدر فيرفض شرعيتهم ويتهمهم بالفساد والتبعية والتفرد بالحكم وتكريس المحاصصة، ويرى في حراك جمهوره واعتصامهم في مبنى البرلمان فرصة تغيير جذري للدستور والنظام السياسي والانتخابات التي قال إنها زورت لصالح الدولة العميقة.

وبين الإطار والتيار الصدري، يقف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في حكومة تصريف أعمال تبدو غير قادرة على فعل الكثير.

"وضع خطير" في العراق

وفي هذا الإطار، يصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن سعد ناجي جواد الوضع في العراق بالخطير، معتبرًا أنه قد ينزلق في أي لحظة إلى متاهات لا تحمد عقباها، ومشيرًا إلى أن المرجعية في النجف من جهة وإيران من جهة أخرى نجحتا في تخفيف التوتر.

وكان التيار الصدري في العراق رفض الإثنين دعوة أطلقها رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري إلى الحوار، واشترط إعلان انسحاب الأخير من "الإطار التنسيقي"، لقبول الدعوة.

وخاطب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، أحمد المطيري، العامري، قائلًا: "دعوتك ينبغي أن توجهها للإطار التنسيقي وليس للتيار الصدري، فنحن لسنا من نطلب الدم ولا الفتنة".

سباق بين دعوات التهدئة والتصعيد

ووفق بيان نقلته قناة "السومرية" الفضائية (محلية)، الإثنين، وضع المطيري العامري أمام خيارين، إما "إعلان الانسحاب منهم (الإطار)، أو أنك لا زلت معهم في إطار الفتنة التي يريدونها".

وفي هذا الصدد، يستبعد جواد في حديثه إلى "العربي" أن ينسحب العامري من الإطار التنسيقي أو ينضم إلى التيار الصدري، لأن ذلك سيكون إضعافًا لموقعه داخل الحكومة العراقية، كما أن انسحابه سيغضب طهران.

وحول دور مصطفى الكاظمي، يرى أن موقف رئيس الوزراء العراقي ضعيف جدًا، مشيرًا إلى أن الكاظمي لا يستطيع فعل شيء في الوقت الراهن، ولا أحد يستمع له من كل الأطراف العراقية.

ويعتقد ناجي أن الطرفين الأكثر قدرة على تقريب الأطراف المتنازعة في العراق، هما المرجعية في النجف، متحدثًا عن لقاء بين ابن محمد السيستاني مع مقتدى الصدر لمحاولة تهدئة الأمور، والطرف الآخر إيران من خلال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني الذي زار العراق لمحاولة إيجاد حل للأزمة في البلاد.

ومنذ اقتحام أتباع التيار الصدري مبنى مجلس النواب للمرة الأولى الأربعاء، واصلت قوى عراقية من مختلف الكتل السياسية، وأطراف إقليمية ودولية، توجيه دعوات التهدئة وعدم التصعيد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close