الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

المبادرة الكويتية وانسحاب الحريري.. هل يشهد لبنان إعادة توزيع موازين القوى؟

المبادرة الكويتية وانسحاب الحريري.. هل يشهد لبنان إعادة توزيع موازين القوى؟

Changed

ناقش برنامج "للخبر بقية" ما إذا كان لبنان أمام عملية إعادة توزيع لموازين القوى الداخلية بدعم خليجي عبر الدفع ببهاء الحريري إلى الواجهة السياسية (الصورة: غيتي)
يعيش المشهد السياسي اللبناني والبيت السنّي تحديدًا، على وقع انقسام لافت بعد إعلان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري انسحابه من الحياة السياسية.

تسلّم رعاة المبادرة الكويتية الخليجية الردّ اللبناني الذي يشي ما سُرّب من مضامينه، بأن لبنان اختار اللغة الدبلوماسية في محاولة لإرضاء الأطراف الخليجية من دون أن يضع أي طرف لبناني في وضع حرج أو اتهام.

ووسط هذا المشهد الإقليمي، يعيش المشهد السياسي اللبناني، والبيت السنّي تحديدًا، على وقع انقسام لافت بعد إعلان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري انسحابه من الحياة السياسية، وإعلان شقيقه بهاء الحريري تولّي القيادة، في خطاب قال فيه إنه سيخوض "معركة استرداد الوطن".

وفي ميزان الحسابات الداخلية الهشّة، قد تبدو مطالب المبادرة الكويتية، بتقدير بعض اللبنانيين، ثقيلة. وقد يبدو الردّ، بالنسبة لبعض اللبنانيين والخليجيين، مواربًا ومناورًا.

وما سُرّب من الجواب اللبناني، حديث عن الالتزام بالقرارات الشرعية لا بنزع سلاح حزب الله، وحرص على العلاقات مع دول الخليج من دون عتاب أي طرف لبناني.

وقد يُعرف الردّ خلال ساعات قليلة وقد تُنجز تسوية ما. لكن سعد الحريري، المعتزل سياسيًا حديثًا، يعرف أن تسوية سابقة مع حزب الله قد كلّفته الزعامة.

في المقابل، أعلن شقيقه بهاء التقدّم للريادة. وهي بذلك لحظة البحث عن البديل في البيت السني.

وفي مقرّ مفتي السنة أيضًا، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون دور هذه الطائفة لا في الانتخابات المقبلة فقط، بل في التوازن الذي يُخشى أن يختلّ في لبنان الآن.

"الدولة عاجزة عن الالتزام بضمانات"

وقالت الكاتبة الصحافية اللبنانية دنيز عطالله إن ما سُرّب من الردّ اللبناني لم يخرج عن الإطار المألوف في السياسة اللبنانية خاصّة في ما يتعلّق بالعلاقات مع دول الخليج.

وأوضحت عطالله، في حديث إلى "العربي" من لندن، أن الردّ كان إنشائيًا، وعاطفيًا، وفيه إصرار على التمسّك بأفضل العلاقات مع دول الخليج ومحاولة لتدوير الزوايا.

واعتبرت أن التساؤل يكمن في كيفية ترجمة المضمون والوعود، معتبرة أن الدولة اللبنانية أعجز من أن تلتزم بأي ضمانة.

وأسفت عطالله لأن الحديث يدور حول تأجيل الانتخابات المقبلة، رغم أنها استبعدت هذا التوجّه لأن لبنان تحت أنظار المجتمع الدولي الذي يُصرّ على إجراء الانتخابات باعتبارها منطلقًا لتغيير ما أو لإحداث خرق في هذه المنظومة التي أدت إلى تدمير البلاد، وإفلاسها، وبعيدة كل البعد عن اهتمامات شعبها ومعاناته.

وإذ أكدت أن دول الخليج حريصة على أفضل العلاقات مع لبنان، شدّدت على أن هذه الدول تشترط أن يكون لبنان حريصًا على مصالحه أولًا ومصالح شعبه، ويراعي متطلباته.

ورأت أن لا مصلحة للبنان خارج إطار الدول العربية، وبالتالي لا بد من إيجاد خرق ما يُعيد العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى ما كانت عليه وربما أفضل باعتماد حياد لبناني تجاه التدخّل في شؤون الدول العربية.

ونفت عطالله أن تكون الطائفة السنية حكرًا على زعامة واحدة، رغم أن الحريرية السياسية كانت سائدة لسنوات.

وأكدت أنه لا بدّ من أن يملأ الفراغ الذي سيخلفه تعليق سعد الحريري العمل السياسي شخصية ما، مشددة على أن الطائفة السنية تزخر بالعديد من الطاقات والشخصيات المؤهلة لذلك، "لكن من المؤكد أنه لن يكون هناك أي فراغ في تمثيل الطائفة ذات العمق العربي".

"الانتخابات طريق التغيير"

من جهته، قال جيري ماهر، المستشار الإعلامي لبهاء الحريري، أن المنظومة السياسية الحالية في لبنان، وعلى رأسها "حزب الله"، لا تريد أي حلول.

وأضاف ماهر، في حديث إلى "العربي" من باريس، أن هذه المنظومة لا تملك ما تقدّمه للمجتمع العربي والدولي، لا وبل تصبّ أفعالها في صالح إيران.

ورأى أن الأزمة بين لبنان ودول الخليج لا يُمكن حلّها ببيان، لأن هناك عجزًا حقيقيًا في التصدّي لأفعال حزب الله.

وأوضح ماهر أن "الانتخابات هي الطريق الصحيح للتغيير في لبنان في ظلّ هذه المنظومة السياسية الفاسدة".

وأشار إلى أن بهاء الحريري أسّس حركة "سوا للبنان"، التي ستقدّم مرشّحيها للانتخابات في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء؛ كما أنه لن يدخل في اتفاقات أو تحالفات مع أي من أحزاب السلطة الحالية والسابقة التي كانت جزءًا من الكارثة اللبنانية.

وعن العلاقة بين سعد الحريري وبهاء الحريري، أكد ماهر أنه على الصعيد الشخصي، فإن الأخوين هما من أبناء الرئيس الشهيد الكبير رفيق الحريري، لكنّهما يختلفان في السياسة.

وإذ أشار إلى أن السنّة هم جزء أصيل في المجتمع اللبناني، شدد على أنهم يسعون إلى التغيير أيضًا.

وقال ماهر إن الفساد هو الذي قدّم الغطاء لسلاح "حزب الله"، وسمح ببقائه، في مقبل سكوت السلاح عن الفساد.

وفي هذا الإطار، أكد أنه في ظل وجود مشروع جديد للبلاد، ودخول نواب هذا المشروع إلى البرلمان، لن يكون هناك فرصة للقيام بمثل هذه المساومات والتنازلات والصفقات.

وأكد أن البلد الذي يحكمه الفساد والسلاح لا يستطيع أن ينتصر أو يتطوّر، بل سيبقى معاديًا لمحيطه العربي وخاسرًا لكل علاقاته الدولية.

"الخليجيون يرفضون اختطاف القرار اللبناني"

بدوره، قال الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي فهد المكراد إن دول الخليج تؤيد سيادة لبنان واستقلاله، ولكنها في الوقت نفسه، ترفض أن يُختطف القرار اللبناني من قبل حزب مدعوم إيرانيًا.

واستبعد المكراد، في حديث إلى "العربي" من الكويت، أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي داعمة لأي طرف في السياسة الداخلية اللبنانية، نظرًا إلى أنها تنأى بنفسها عن التدخّل في الشأن السياسي الداخلي للبنان.

وقال إن الدعم الخليجي هو دعم قومي عربي للبنان، ولا يُعتبر دعمًا سياسيًا بل تنمويًا واقتصاديًا.

واعتبر أن أزمة لبنان هي أزمة تدخّل عسكري خارجي لحزب معين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close