السبت 20 أبريل / أبريل 2024

بلا تصويت.. نقاشات البرلمان الفرنسي حول مشروع التقاعد تنتهي بالفوضى

بلا تصويت.. نقاشات البرلمان الفرنسي حول مشروع التقاعد تنتهي بالفوضى

Changed

نافذة سابقة تسلط الضوء على مشروع قانون التقاعد الذي أثار الغضب في فرنسا (الصورة: غيتي)
لم يصل البرلمان الفرنسي إلى تصويت على مشروع التقاعد الذي أثار احتجاجات واسعة في البلاد وشهد هجومًا على حكومة ماكرون الذي واجهت غالبيته النيابية خلافات داخلية.

سادت الفوضى في الجمعية الوطنية الفرنسية، منتصف ليل الجمعة السبت، خلال مناقشاتها القراءة الأولى لمشروع إصلاح نظام التقاعد الذي تعارضه النقابات والمعارضة، لتنتهي الجلسة من دون تصويت. 

وانتقل مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ لمواصلة دراسته، بعد انتهاء المناقشات التي رفض خلالها عدد كبير من النواب اقتراحًا بحجب الثقة قدمه حزب التجمع الوطني اليميني القومي.

وتحتجّ المعارضة اليسارية واليمينية على حد سواء على هذا المشروع الذي أدّى إلى خمسة أيام من الإضرابات والمظاهرات في جميع أنحاء فرنسا، والذي تسبب بخلافات أيضًا داخل الأغلبية الرئاسية التي تحتاج إلى دعم برلمانيي "الجمهوريين" اليمينيين لتمرير النص.

"لقد أهنتموني" 

وفي البرلمان، كان هذا الإصلاح محور تسعة أيام من المناقشات الطويلة التي شهدت دعوات إلى الانضباط وتعليق جلسات، بشأن تمويل النظام. وتقدم خلالها اليسار بآلاف التعديلات، قبل أن ينتهي النقاش في الوقت المحدد بموجب الدستور في منتصف الليل تمامًا.

وفي مقدمة مذكرة حجب الثقة التي تقدم بها حزبها، أدانت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبن ما اعتبرته "مشروعًا عرض بشكل سيئ وتم شرحه بشكل سيئ". وتحدثت عن "إنكار للديمقراطية" من قبل الحكومة.

لكن رئيسة الوزراء إليزابيث بورن ردت على هذه التصريحات، بالقول إن النقاش حول نظام التقاعد كشف وجهي "تيارين شعبويين" هما اليمين المتطرف، واليسار الراديكالي.

أما وزير العمل أوليفييه دوسوبت المكلف بالدفاع عن النص، فقد أعلن بجدية أن "الحكومة ستعرض على مجلس الشيوخ النص الذي قدمته في البداية مع التعديلات التي صوّتت عليها" الجمعية الوطنية. وقال بغضب متوجّهًا إلى نواب حزب فرنسا المتمردة اليساري الراديكالي، وهو يغادر القاعة: "أهنتموني لمدة 15 يومًا".

"إخفاق الرئيس"

وقبل انتهاء المناقشات، كتب زعيم الحزب جان لوك ميلانشون على مدونة: "ماكرون أخفق في الجمعية الوطنية"، بينما أكدت زعيمة كتلة الحزب في الجمعية الوطنية ماتيلد بانو أن "هذا الإصلاح لا يحظى بشرعية برلمانية".

وكما كان متوقعًا، ونظرًا للعدد الكبير من التعديلات التي ما زال يجب مناقشتها، والموعد النهائي المحدد منتصف ليل الجمعة السبت، توقفت الجلسة عند نقاط بعيدة جدًا عن المادة السابعة المتعلقة برفع سن التقاعد إلى 64 عاما، البند الأكثر إثارة للجدل.

وتركزت المناقشات طوال المساء على مدة مساهمة المتقاعدين، التي تمكنهم من الاستفادة من خطة "الحياة المهنية الطويلة"، أي الذين دخلوا إلى سوق العمل قبل سن الحادية والعشرين. وحول وجوب أن تكون 43 أو 44 عامًا، لكن هذه المسألة لم تحسم  بشكل واضح.

ويطالب عدد من نواب حزب الجمهوريين، بتمكين جميع الذين بدأوا قبل هذه السن، من التقاعد بعد دفعهم مساهماتهم لمدة 43 عامًا من دون أن تشكل السن القانونية عائقًا.

"ازدراء للعمال"

وانقسم اليسار البرلماني الفرنسي، داخل الجلسات، حول الاستراتيجية التي يجب تبنيها في ما اعتبره دعاة حماية البيئة في تصريحاتهم "إخفاقًا استراتيجيًا" يكمن في اختيار اليسار الراديكالي مضاعفة التعديلات المطلوبة.

وتجسد الانقسام، في خطاب البرلماني اليساري من حماة البيئة، لوكاس بنجامين، الذي انتقد بشدة ما اعتبرها "خفة" بالتعامل مع المشروع خلال النقاشات، ومن شأنها "تدمير الحقوق الاجتماعية الفرنسية" الأمر الذي لا يليق بالبرلمان حسب قوله، خاتمًا: "لقد جعلتمونا نتقيأ". 

وقال لوران بيرجيه الأمين العام للنقابة الإصلاحية "الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل" (سي اف دي تي)، لوكالة فرانس برس: "الجمعية الوطنية تقدم مشهدًا مؤسفًا في ازدراء للعمال. هذا أمر مشين".

وفي التظاهرات الأخيرة يوم الخميس، شارك 1,3 مليون شخص حسب الاتحاد النقابي "الكونفدرالية العامة للعمل" (سي جي تي) و440 ألفًا بحسب وزارة الداخلية. وهي أضعف مشاركة منذ بدء التعبئة بانتظار السابع من آذار/مارس، وهو اليوم الذي تهدد فيه النقابات بشل النشاط في البلاد إذا لم تسحب الحكومة الإصلاح.

ودعا الاتحاد نفسه، أمس الجمعة، إلى إضراب قابل للتمديد في مصافي المحروقات اعتبارًا من الإثنين السادس من آذار/ مارس.

وسيناقش مجلس الشيوخ النص في الثاني من آذار/مارس. وقال برلماني عن الحزب الرئاسي إن "الرهان سيكون من سيفرض" موقفه لأنه من الصعب التكهن بالطرف الذي سيخرج معززًا من هذه المواجهة البرلمانية الأولى بين الحكومة والمعارضة.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close