الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

تطبيع بعض الدول العربية مع النظام السوري.. هل يواجه الغرب هذه الخطوة؟

تطبيع بعض الدول العربية مع النظام السوري.. هل يواجه الغرب هذه الخطوة؟

Changed

برنامج "للخبر بقية" يسلط الضوء على الرفض الدولي للتطبيع مع الأسد (الصورة: رويترز)
تتشبث الدول الغربية بموقفها حيال رفض التعامل مع النظام السوري تحت أي شكلٍ أو مسمّى أو ذريعة، رغم عودته إلى الجامعة العربية.

ما انفكّت الدول الغربية تتشبّث بموقفها حيال رفض التعامل مع النظام السوري تحت أي شكلٍ أو مسمّى أو ذريعة، بل دعت إلى محاسبته على سجل مجازره الحافل.

 وأكدت مجموعة الدول السبع في بيان صادر عنها في خضم اجتماعها في مدينة هيروشيما اليابانية، على أن التطبيع مع النظام السوري وإعادة الإعمار في سوريا، مرتبطان بتقدمٍ فعلي وحقيقي نحو حلّ سياسي.

بيان المجموعة أكّد كذلك دعم عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومسألة المتورطين من النظام باستخدام هذه الأسلحة وانتهاكات القانون الدولي.

مظاهرات في الشمال السوري

هذا ويتزامن بيان مجموعة السبع مع مظاهرات في الشمال السوري رفضًا لعودة النظام إلى الجامعة العربية والتطبيع معه، كما جاء البيان عقب 3 أيام من إقرار لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي بالأغلبية الساحقة مشروع قانون لمحاربة التطبيع مع النظام.

ويأتي ذلك في وقت عبّر فيه مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، وآخرون أيضًا من دول عدّة عن رفضهم التام لإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، ومشاركة بشار الأسد في اجتماعاتها على مستوى القمة.

في المقابل، قد يكون قرار الجامعة العربية بشأن نظام الأسد رمزيًا وحسب، ويخصّ منظومة الجامعة دون غيرها رغم استمرار رفض بعض الدول العربية عودة النظام السوري.

بمعنى آخر، فإن تداعيات التطبيع مع نظام الأسد أعمق وأوسع من المحيط العربي، فعلى الصعيد الدولي يتعلق الأمر بقرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2450، وهي على صعيد العدالة تتعلق بتهمٍ جنائية تلاحق الأسد ورموز حكمه.

أما على الصعيد الأخلاقي أيضًا، تتعلق بمئات وربما آلاف المجازر التي يتهم النظام بارتكابها، ولا تسقط بالتقادم.

فقبل عامين قال رئيس اللجنة المستقلّة من أجل العدالة الدولية والمحاسبة ستيفن راب أن الأدلة التي بحوزة اللجنة عن مسؤولية نظام الأسد عن جرائم الحرب أكثر من الأدلة التي توفرت للمدعين في محاكمة قادة النازية، أو الزعيم اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.

هل من ضمانات للتطبيع مع نظام الأسد؟

متابعةً لهذا الملف، يتحدث عمر الشوبكي المستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عن الضمانات التي حصلت عليها الجامعة العربية مقابل هذا التطبيع، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن حضور بشار الأسد إلى قمة جدة سبقه حوارات ونقاشات بين أكثر من بلدٍ عربي وبين النظام السوري، مثل السعودية، والإمارات، ومصر، والجزائر.

وبالتالي، يرى الشوبكي من القاهرة أن ما شهدناه في جدة، كان تتويجًا لجهود عدد من الدول العربية وقنوات الاتصال التي كانت مفتوحة بين عدد من الدول العربية، ونتيجة تحولات شهدتها المنطقة مثل فتح قنوات اتصال بين السعودية وإيران، وبين مصر وتركيا، فضلًا عن ترتيبات إقليمية جديدة كتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.

ويردف المستشار في مركز الأهرام للدراسات في حديث مع "العربي": "بالأمس أيضًا كان هناك تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقول فيه إنه على استعداد لمقابلة الأسد، لذا في تقديري استطاعت جامعة الدول العربية بكل أزماتها أن تحصل على ضمانات، مثل حلّ أزمة اللاجئين وفتح قنوات اتصال مع المعارضة السياسية".

"فإذا تقدم النظام السوري في هذه الملفات، ستستطيع دول الخليج أن تساهم في ملف إعادة الإعمار، ما يعني أنها محاولة لإعادة تأهيل النظام السوري"، وفق الشوبكي، "عبر إقدامه على مجموعة من الخطوات الخاصة بملف اللاجئين والمختفين، والمعتقلين مقابل المساهمة في إعادة الإعمار".

هل عاد النظام إلى الحضن العربي بصورة مجانية؟

ومن فرنسا، يعتبر الأكاديمي السوري يحيى العريضي أن النظام لم يعد فقط بصورة مجانية إلى الحضن العربي، بل بشروطه أيضًا.

فهذه العودة بحسب العريضي ليست مشروطة على الإطلاق وبدون ضمانات، وهذا ما دلّت عليه تصريحات وزير خارجية النظام فيصل المقداد عند ردّه عما إذا كان هناك شروط للعودة إلى الجامعة العربية.

أي إن النظام السوري يتصور أن الجامعة العربية عادت إليه وليس العكس على حدّ قول الأكاديمي السوري، الذي يضيف أنه "عمليًا إذا نظرنا إلى الحجج التي سيقت من قبل بعض الدول العربية من أجل إعادة التطبيع مع النظام، فهي القول إن الملف السوري بحالة جمود، في حين أن هذا الجمود أسبابه واضحة وهو ممارسات النظام الفاسدة".

وعن تأثير هذا القرار على وجود المعارضة السورية، يقدر العريضي أن المعارضة والشعب السوري "حيّد" كليًا من هذه المعادلة. 

هل ينجح الغرب في محاسبة النظام؟

من جانبه، يتطرق السفير الأميركي السابق لدى سوريا ثيودور قطوف في مداخلته مع "العربي" إلى بيان مجموعة السبع، حيث يرى أن هناك انقسامًا بين العالم العربي وبعض الدول الغربية، في حين لم يفعل الأسد شيئًا ليستحق تصحيح سمعته في الغرب.

فالولايات المتحدة الأميركية ومجموعة الدول السبع لا مصلحة لديها الآن في التطبيع مع نظام الأسد بحيث أن الأزمة السورية لم تعد أولوية، إذ هي حاليًا منصبة على الأزمات الدولية مثل الملف الأوكراني والصين، وعليه يرشّح السفير الأميركي السابق أن تحاول إدارة بايدن فرض عقوبات على أي دولة تستعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.

ويتابع من أميركا: "تدعو الولايات المتحدة إلى إعادة تأهيل نظام الأسد، فمن يسانده اليوم هم أعداء الغرب مثل روسيا وإيران. وفي واقع الأمر نرى أيضًا توترًا متزايدًا في المنطقة بين إيران وإسرائيل. وبالتالي ما دام النظام حليفًا وثيقًا لهذين البلدين فلن يكون هناك أي أفق لتحسن العلاقات أو أي تغيير في واقع العلاقات من جانب مجموعة الدول السبع وعلى رأسهم واشنطن".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close