بعد تعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب بسبب استهداف أسطولها في البحر الأسود، وجه سفير روسيا لدى واشنطن، اليوم الأحد انتقادات للولايات المتحدة لإصدارها ما وصفه بـ"تأكيدات كاذبة" بشأن قرار موسكو الجديد حول صادرات الحبوب.
وكتب السفير أناتولي أنتونوف على تطبيق "تلغرام": "رد فعل واشنطن على الهجوم الإرهابي على ميناء سيفاستوبول شائن حقًا. لم نر أي علامة تنديد بالأعمال المتهورة لنظام كييف".
وأضاف: "يتم تجاهل كل المؤشرات على ضلوع متخصصين عسكريين بريطانيين في تنسيق الهجوم الكبير باستخدام طائرات مسيرة"، بينما رفضت بريطانيا اتهامات روسيا قائلة إنها ادعاءات خاطئة، معتبرة أن إدارة بوتين تهدف إلى تحويل الانتباه عن الخسائر التي تكبدتها قواتها خلال حربها على أوكرانيا.
ومنحت لندن لحليفتها كييف خلال هذه الحرب أكثر من ملياري دولار من المساعدات العسكرية، خرجت أغلبها في عهد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون قبل أن تعززها حليفته ليز تراس، كما هاتف رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤكدًا له استمرار الدعم لبلاده.
بدوره، ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بقرار روسيا، ووصفه بأن "مشين تمامًا"، معتبرًا أنه سيفاقم الجوع. وكانت حركة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود قد توقفت اليوم الأحد، بعدما علقت روسيا السبت الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيويّة لإمدادات الغذاء في العالم.
وأكد مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق الاتفاق، أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود الأحد. وتمكنت تسع سفن شحن السبت من استخدام الممر البحري في البحر الأسود "وثمة أكثر من عشر (سفن) أخرى" جاهزة لذلك في الاتجاهين.
وبررت موسكو قرارها باستهداف سفن عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود، المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، بطائرات مسيرة أمس السبت.
لكن أوكرانيا استنكرت أيضًا "الحجة الكاذبة"، ودعت إلى ممارسة الضغط على روسيا "لتلتزم مجددًا احترام واجباتها" بموجب هذا الاتفاق الذي أبرم في يوليو/ تموز الماضي برعاية الأمم المتحدة وتركيا والوحيد بين موسكو وكييف منذ بدء الحرب.
"رد دولي صارم"
وفي كلمته المصورة اليومية عبر الإنترنت، أكد الرئيس الأوكراني أن القرار الروسي "لا يعود لليوم فقط. فروسيا بدأت تفاقم أزمة الأغذية العالمية في سبتمبر/ أيلول عندما باشرت تعطيل حركة السفن التي تنقل منتجاتنا الزراعية".
وأضاف: "إنها نية واضحة لروسيا للتلويح مجددًا بهاجس المجاعة على نطاق واسع في إفريقيا وآسيا"، مضيفًا أن موسكو عطلت حركة ما لا يقل عن 176 سفينة حتى الآن، مشددًا على ضرورة حصول "رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة ولا سيما مجموعة العشرين".
واستطاع الاتفاق تصدير ملايين أطنان الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية، منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وتسبب هذا الحصار بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، مثيرًا مخاوف من حدوث مجاعة.
إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة إلى الحفاظ على اتفاق تصدير الحبوب، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك: "من الحيوي أن يمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر"، مؤكدًا أن لهذا الاتفاق "أثرًا إيجابيًا" لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم.
