السبت 27 أبريل / أبريل 2024

خيرسون على شفير حرب حاسمة.. موسكو تعلن انتهاء عملية التعبئة الجزئية

خيرسون على شفير حرب حاسمة.. موسكو تعلن انتهاء عملية التعبئة الجزئية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" ترصد نذر التصعيد العسكري في جبهة خيرسون (الصورة: رويترز)
تواجه خيرسون شبح معركة وشيكة على ضوء تحشيد عسكري روسي وأوكراني، بعد إعلان موسكو اكتمال إجلاء السكان.

صرّح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، أن التعبئة الجزئية التي أعلنت عنها موسكو، وشملت 300 ألف جندي في سبتمبر/ أيلول الفائت قد اكتملت.

فقد أبلغ شويغو بوتين بأن إرسال المواطنين الذين تم استدعاؤهم للتعبئة قد اكتمل اليوم، وأنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لتدابير إضافية، وفق تعبيره.

من جانبه، شكر الرئيس الروسي كل من شارك في العملية، واعترف خلال اللقاء بوجود مشكلات في التعبئة، مشيرًا إلى أنها "كانت حتمية ولا مفر منها، مع الأخذ في الاعتبار أنه من الضروري إجراء تصحيحات في تطوير القوات المسلحة الروسية"، بحسب تعبيره.

فوضى التعبئة الجزئية

في هذا الخصوص، ينقل مراسل "العربي" من موسكو محمد حسن أنه عندما أعلن بوتين يوم 21 سبتمبر الماضي قرار التعبئة الجزئية، أثار هذا القرار جدلًا كبيرًا وحالة هلع وهروب مئات الآلاف من روسيا، فيما تضاربت الأخبار حول الأخطاء اللوجستية التي رافقت العملية.

ويردف: "من المعلومات المتداولة أن من التحقوا بالجيش لم يتمكنوا من الحصول على اللباس والعتاد اللازم، وأنهم توجهوا فورًا نحو جبهات القتال من دون تدريب، مرورًا بأن قوانين التعبئة لم تكن تراعى؛ إذ كان يؤخذ كل شاب في الفئة العمرية من دون النظر إلى خدمته أو تخصصاته".

فوصل الجدل الذي رافق هذه المعلومات إلى حد تحدث الكرملين عن أهمية مراعاة هذه القوانين وعدم تجاوزها، عقب هروب الشبان إلى خارج الحدود الروسية. 

كما يلفت حسن إلى أن حديث شويغو وبوتين اليوم عن أن عملية التعبئة قد انتهت، يمكن أن يقرأ في هذا الصدد على أنه رسالة طمأنة، تمهيدًا لعودة من غادر وعودة الأمور إلى طبيعتها في الداخل الروسي، وذلك بعد أن اتخذ عدد كبير من الشبان إجراءات للهروب من الالتحاق مثل تبديل مكان إقامتهم والانتقال إلى مدن أخرى.

ويضيف: "كل ذلك انعكس سلبًا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في روسيا بالدرجة الأولى".

 خيرسون تتصدر المشهد

من جانب آخر، أعلنت السلطات المحلية الموالية لموسكو في خيرسون أن عملية إجلاء المدنيين قد اكتملت، فيما أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية أرسلت مزيدًا من التعزيزات العسكرية إلى المدينة الواقعة جنوبي البلاد.

والمدينة التي تنتظر شبح المعركة، ليست بمنأى عن مواجهات عسكرية متفرقة في هذه الأثناء، إذ سجلت الساعات الأخيرة تبادلًا لنيران الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية، في طقوس يومية بالمنطقة الساحلية منذ الشهر المنصرم.

وخيرسون، هي واحدة من مقاطعات أعلنت روسيا مؤخرًا ضمها إلى الاتحاد الروسي، في حين تشمل المنطقة الطريق البري الوحيد إلى شبه جزيرة القرم الذي استولت عليه روسيا أيضًا عام 2014. بالإضافة إلى مصب نهر دنيبرو الذي يقسم أوكرانيا، وهي مزايا تعزز الأهمية الجيوسياسية للمدينة.

ويرصد مراسل "العربي" من موسكو أن المؤشر الرئيسي لاقتراب معركة خيرسون، هو إجلاء السكان المدنيين من المنطقة، بحيث يتحدث الجميع عن هذين المتوازيين الذين طبعا الحرب الأوكرانية، وهما أنه في الغالب كانت تتم عملية إجلاء تليها معارك طاحنة.

رغم ذلك، ينقل حسن وجود شكوك لدى محللين عسكريين تفيد بأن القتال قد لا يكون في خيرسون إنما في مناطق أخرى، وهنا تكمن أهمية خيرسون الإستراتيجية.

فيشرح: "من يسيطر على خيرسون والسد على نهر دنيبرو يسيطر على المياه التي تصل إلى شبه جزيرة القرم، كما أن خطوط الكهرباء التي تعبر من زاباروجيا النووية إلى القرم تقع أيضًا في تلك المنطقة، بالإضافة إلى أن من يسيطر على خيرسون يمكنه الانطلاق نحو الغرب باتجاه أوديسا ما قد يقطع أوكرانيا عن البحر بشكل كامل".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close