ترتفع الإصابات بمشاكل عضلة القلب لدى لاعبي كرة القدم بشكل لافت، حيث سجل الأسبوع الماضي فقط 5 حالات، في ظواهر تعيد إلى الأذهان واقعة مباراة الدنمارك وآيسلندا في الصيف الماضي خلال منافسات بطولة أوروبا 2020.
ومنذ سقوط لاعب وسط منتخب الدنمرك كريستيان إريكسن مغشيًا عليه أثناء اللعب خلال مباراة بلاده ضد فنلندا ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الثانية في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020"، المؤجلة عام كامل، تكررت مشاكل القلب بشكل أو بآخر مع لاعبين كبار.
وأعلن نادي بايرن ميونخ الألماني، الجمعة الماضي، أن ظهيره الكندي ألفونسو ديفيس سيغيب لمدة طولية عن الفريق بسبب مشكلة في عضلة القلب. ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من إصابة اللاعب بفيروس كورونا مع زملاء آخرين له في الفريق.
ولم تمضِ 24 ساعة على إصابة ديفيس، حتى أعلن الاتحاد الغابوني لكرة القدم، أن مهاجمه ونجم آرسنال الإنكليزي إيمريك أوباميانغ يعاني من مشكلات في عضلة القلب بعد شفائه من الإصابة بفيروس كورونا، مع زميلين له في صفوف المنتخب وهما أكسل مييه، وماريو ليمينا.
وأثبتت دراسة لمجلة "نيو إنغلند جورنال أوف مديسان"، في شهر أغسطس/ أب الماضي، أن التهاب القلب يعد المرض الأكثر شيوعًا بعد الإصابة بفيروس كورونا.
التهاب القلب العرض الأكثر شيوعًا بعد الإصابة بـ #كورونا وفقًا لدراسة جديدة pic.twitter.com/SASKZA3HNh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 27, 2021
بانون
وكانت تقارير مغربية أفادت أن لاعب نادي الأهلي ومدافع أسود الأطلس بدر بانون تعرض للأمر نفسه، الأمر الذي أبعده عن تمثيل منتخب بلاده خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تجري حاليًا في الكاميرون.
وقالت صحيفة الأهرام المصرية، يوم الجمعة الماضي: إن بانون يعاني من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا التي أثرت على عضلة القلب والرئتين ويحتاج لفترة للتعافي من الإصابة.
ونقلت الصحافة المصرية عن بانون، أن الأخير أكد ألا مشاكل في القلب إنما مضاعفات إصابته بفيروس كورونا مرتين، في فترة متقاربة من الزمن، خلفت مضاعفات تتطلب منه الراحة وعدم بذل أي مجهود، لمدة تتراوح تقريبًا ما بين ثلاثة وخمسة أسابيع.
واليوم ذكرت تقارير صحافية أن الأهلي المصري يدرس إرسال بانون إلى ألمانيا لمتابعة العلاج.
تلك الإصابات في القلب، تأتي بعد زلزال كروي حقيقي تسببه إعلان المهاجم الأرجنتينين سيرجيو أغويرو اعتزال كرة القدم بسبب الإصابة نفسها.
ففي 15 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أعلن لاعب برشلونة الإسباني أنه بسبب ثبوت إصابته في القلب، سيضطر للاعتزال وهو في الثالثة والثلاثين من العمر، ليسدل بذلك الستار على مسيرة حافلة في الملاعب استمرت على مدار 18 عامًا أحرز خلالها أكثر من 400 هدف.
“هذه أصعب لحظة في حياتي”.. خطاب وداع #سيرجيو_أغويرو لاعب #برشلونة، بعد ثبوت إصابته بمرض في القلب@AnaAlarabytv pic.twitter.com/Euj5iTsGHk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 16, 2021
وفيات
وفي الثالث من الشهر الجاري، سقط اللاعب الغواتيمالي ماركوس مينالدو من فريق ديبورتيفو ماركينسي على الأرض خلال تدريبات فريقه، ليفارق الحياة بعد أن تأكدت إصابته بنوبة قلبية.
وتوفي لاعب كرة القدم الكرواتي مارين كاتشيتش في ظروف مماثلة قبل يوم الميلاد في ديمسبر/ كانون الأول الماضي أيضًا بعد انهيار مفاجئ في التدريبات. كذلك تم تشخيص الشاب البالغ من العمر 23 عامًا بأنه يعاني من قصور في القلب بعد وقت قصير من نقله إلى مستشفى قريب.
وفي الشهر نفسه، شهد رحيل مخلد الرقادي (29 عامًا)، أحد لاعبي نادي مسقط العماني، بعد تعرضه لنوبة قلبية حادة خلال التدريبات قبل انطلاق مباراة فريقه ضد نادي السويق ضمن الجولة السادسة من دوري "عمانتل" لكرة القدم.
وعلى إثر نوبة قلبية كذلك، توفي الجزائري سفيان لوكار (28 عامًا)، قائد فريق مولدية سعيدة الجزائري في دوري الدرجة الثانية خلال مباراة ضد جمعية وهران، خلال الشهر نفسه.
مزاعم
وأُثيرت جملة من المزاعم التي ربطت وفيات اللاعبين والرياضيين بمشاكل قلبية "بلقاحات كورونا"، حيث انتشرت أنباء تحدثت عن وفاة 108 رياضيين خلال 6 أشهر عام 2021.
غير أن تحقيقًا لوكالة "رويترز" كشف أن هذه القائمة تشمل مختلف الرياضات، إضافة إلى أن بعض الرياضيين أُصيبوا بمشاكل قلبية قبل انتشار فيروس كورونا أو أنهم لم يتلقوا التطعيم.
وقال الطبيب خالد عامر السيد الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين، في حديث إلى "العربي": إن دخول الفيروس إلى الجسم يؤدي إلى حدوث "مواجهة مناعية" تتطلب بدورها المزيد من تدفق الدم وإفراز الكورتيزون والأدرينالين، وهو ما يزيد العبء على القلب.