الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تقدم "طفيف" في الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا.. ما حقيقته؟

تقدم "طفيف" في الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا.. ما حقيقته؟

Changed

تكاد كلّ التصريحات الصادرة عن أطراف التفاوض تجمع على أنّ تقدّمًا، وإن طفيفًا، تحقّق خلال المحادثات الجارية حول الاتفاق النووي.

بعد انقطاع، تُستأنَف الجولة الثامنة للمفاوضات بين إيران والدول الكبرى في فيينا.

هذه المرّة، تكاد كلّ التصريحات الصادرة عن أطراف التفاوض تجمع على أنّ تقدّمًا، وإن طفيفًا، تحقّق خلال المحادثات الجارية.

لكن، في الوقت الذي يبدو فيه الخطاب الإيراني أكثر تفاؤلًا، يصرّ المسؤولون الغربيون على أنّ التقدّم رهن بأفق زمني بدأ ينفد.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فما طبيعة هذا التقدم "الطفيف" الذي تؤكد عليه تصريحات المسؤولين الغربيين والمفاوضين الإيرانيين على السواء؟ وكيف يُقرَأ الموقف الإسرائيلي الذي يبدو أقرب هذه المرّة، إلى القبول باتفاق نووي إيراني جديد؟

إشارات "إيجابية" بالجملة

في الأيام الأخيرة، برزت أكثر من إشارة على أنّ تقدّمًا ما قد حصل، على رأسها مشاورات إيرانية مع كوريا الجنوبية في فيينا للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمّدة هناك.

في زاوية مقابلة، سُجّل لقاء لافت بين المندوب الروسي للمفاوضات والممثل الدائم للسعودية في فيينا أيضًا، لكن حول الأمن في الخليج، المعلَّق ربما على مصير الاتفاق النووي الإيراني.

لكن لكلّ هذه الأطراف المختلفة تقدير مختلف أيضًا لمقدار التقدّم. ففي طهران، لا تتقدّم المفاوضات إلى الأمام إلا بقدر ما ينتزعه الإيرانيون من ضمانات. وفي أحاديث الدبلوماسيين الإيرانيين، تفاؤل يوحي بأنهم باتوا يفاوضون على ما يريدون.

وفي تل أبيب مقاربة أخرى لما يدور في فيينا، حيث ما زال الإسرائيليون يحذرون الأميركيين كما الإيرانيين، لكن يبدو أنهم هذه المرّة مستعدّون للقبول باتفاق ما، لكن بشروط.

انفراج "تدريجي" على مراحل

ويتحدّث أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي عن "ضغط كبير" مارسته فرنسا وبريطانيا لتحقيق تقدّم في المفاوضات النووية.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من جنيف إلى أنّ الدول الأوروبية لم تعد تلعب دور المعرقل أو المفرمل للمفاوضات بقدر ما تلعب دور ساعي بريد بين الولايات المتحدة وإيران.

ويلفت إلى أنّ تصريح لودريان يُعتبَر مؤشّرًا إيجابيًا، ملاحظًا انّ الولايات المتحدة تتحدث عن تقدم متواضع في حين تتحدث فرنسا عن إيجابية، ما يوحي بأنها أكثر تفاؤلًا.

ويعرب عبيدي عن اعتقاده بإمكانية حصول انفراج تدريجي على مراحل، بمعنى أنه لن تُحَلّ كلّ القضايا في الوقت نفسه، ولكن على دفعات، مضيفًا: "لم نعد نتحدث مثلًا عن سياسة إيران العدوانية وهذا أيضًا يُعتبَر تقدّمًا بالمقارنة مع المفاوضات السابقة".

قضايا "عالقة" على طاولة المفاوضات

من جهته، يرى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان أنّ كل طرف يريد أن يطرح نفسه بأنه هو الدافع للتقدم، لكنه يؤكد وجود "قضايا عالقة يجب التوصل إلى حلول حولها ليتم التقدم".

ويعدّد أحمديان في حديث إلى "العربي"، من طهران، هذه القضايا العالقة، وأهمّها "تخصيب عالي النسبة في إيران، والعقوبات على إيران، والضمانات التي تطالب بها طهران".

وإذ يلفت إلى أنّ التقدم الذي يُحكى عنه الآن غير واضح، يشدّد على أنّ "الخلاف كبير ويجب أن تكون هناك خطوات".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ "الحلّ إن وُضِع على الطاولة سيكون على مراحل"، مشيرًا إلى أنّ "إيران تطالب بذلك أساسًا في الأوراق التي طرحتها".

ويخلص إلى أنّ القضية المحورية بالنسبة إلى إيران هي إلغاء العقوبات وضمان أنّ الولايات المتحدة لن تعيد فرضها بذرائع مختلفة أي أنّ إلغاءها يجب أن تلتزم به الولايات المتحدة مستقبلًا أيضًا.

هل تقدّم إدارة بايدن الضمانات المطلوبة؟

في المقابل، يستبعد الباحث في معهد كاتو دوغ باندو إمكانية الوصول إلى مثل هذا الاتفاق، أي أن تضمن الإدارة الأميركية الحالية عدم إعادة أيّ إدارة أميركية مقبلة فرض العقوبات على طهران.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أنّه من الصعب جدًا، بل من المستحيل، أن تستطيع إدارة بايدن تقديم مثل هذه الضمانات، باعتبار أنّه إذا تمّ انتخاب رئيس جديد فإنّ الرئيس المقبل سيكون حرًا في اتخاذ السياسات التي يراها مناسبة.

ويشير إلى أنّ إدارة بايدن قد تحاول التوصل إلى بعض الضمانات المالية أو إيجاد وسيلة لوضع حدود على العقوبات، "ولكن ذلك لن يكون سهلًا وقد يمثّل تحديًا كبيرًا للاتفاق".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close