الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

ملوّحًا بالعقوبات.. البيت الأبيض يدخل على خطّ التعاون الصيني مع روسيا

ملوّحًا بالعقوبات.. البيت الأبيض يدخل على خطّ التعاون الصيني مع روسيا

Changed

قراءة في خلفيات المحادثات بين الرئيسين الأميركي والصيني (الصورة: غيتي)
سيجري الرئيس الأميركي مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني، في محاولة لمنع بكين من مساعدة روسيا لكسر الحصار الاقتصادي الغربي عليها.

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الصيني شي جينبينغ في التاسعة صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (13:00 بتوقيت غرينتش) اليوم الجمعة.

وأفاد البيان بأن المكالمة "جزء من الجهود المستمرة للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية".

وذكر أن "الزعيمين سيبحثان إدارة المنافسة بين البلدين وكذلك الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان، اليوم الجمعة، أن تشنغ قوه بينغ مفوض الشؤون الخارجية وشؤون الأمن بوزارة الخارجية الصينية اجتمع مع السفير الروسي أندريه دينيسوف.

وتبادل الطرفان وفق البيان، وجهات النظر بشأن التعاون الثنائي في الأمن ومكافحة الإرهاب.

بايدن "ينبّه" جينبينغ

وفي محاولة لمنع بكين من مساعدة روسيا لكسر الحصار الاقتصادي الغربي، سيحذّر بايدن نظيره الصيني خلال الاتصال من أنه سيتكبد "تكاليف" إذا ما سعت بكين إلى إنقاذ حليفتها من العقوبات الغربية الشديدة التي تستهدف معاقبتها ردًا على الهجوم العسكري على أوكرانيا.

وستكون المحادثة الهاتفية المقررة بين الزعيمين، الأولى بينهما منذ قمة عقدت عبر الفيديو بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني، وستشكل فرصة للتعبير عن خلافات بلديهما، في وقت تقود الولايات المتحدة حملة ضغط غير مسبوقة على روسيا، ما يضع الصين في مأزق جيوسياسي.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنها "فرصة للرئيس بايدن لتقييم موقف الرئيس شي". 

كما كشف البيت الأبيض أنه ستتم أيضًا مناقشة الخلافات التجارية وسلاسل التوريد الدولية المتعثرة، لكن من المتوقع أن يكون التركيز الكبير على المحاولة الغربية لإجبار روسيا على الانسحاب من أوكرانيا، مع دخول الحرب التي أمر بها فلاديمير بوتين أسبوعها الرابع.

بكين قادرة على دعم حليفتها

للآن، نجح بايدن في حشد تحالف غربي محكم ضد روسيا، تزامنًا مع تقديم الدعم العسكري للقوات الأوكرانية. 

لكن بكين رفضت إدانة موسكو، فيما تخشى واشنطن أن يتحول الصينيون إلى تقديم الدعم المالي وحتى العسكري الكامل لروسيا، مما سيحول المواجهة في أوكرانيا إلى نزاع عالمي.

وبكين قادرة على أن تساعد روسيا في مواجهة الضغوط على بنوكها وعملتها، مما سيضع الحكومات الغربية بعد ذلك أمام قرار مؤلم بفرض أو عدم فرض عقوبات على الصين، الأمر الذي يُحتمل أن يؤدي إلى اضطرابات في الأسواق العالمية.

فمن واشنطن يرى الباحث السياسي أسامة بو رشيد أن ما تنتظره الولايات المتحدة من الصين مع تصاعد حدّة التوتر بشأن أوكرانيا، هو قيام بكين بدور مثبّط للهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

وبالنسبة للمحلل السياسي، لم يعد لدى روسيا اليوم حلفاء كثيرون يمكن أن تعوّل عليهم حيث بقيت الصين وحدها الحليف القوي إلى جانبها.

ويضيف بو رشيد في حديث إلى "العربي": "روسيا بحاجة إلى الصين اقتصاديًا وحتى عسكريًا لا سيما مع بروز تقارير تفيد بأن الجانب الروسي طلب مساعدات عسكرية ومعدات.. والصين تملك هذه القدرة على المساعدة".

"الصين ستتحمل مسؤولية أفعالها"

وبينما التزم البيت الأبيض الصمت بشأن ما إذا كان بايدن سيهدد الصين بفرض عقوبات أثناء مكالمته الهاتفية، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: إن بايدن "سيوضح أن الصين ستتحمل المسؤولية عن أي إجراءات تتخذها لدعم العدوان الروسي ولن نتردد في فرض تكاليف".

وأضاف بلينكن أنه يأمل أن تستخدم الصين "أي نفوذ لديها لإجبار موسكو على إنهاء هذه الحرب"، ومحذّرًا أنه "بدلًا من ذلك، يبدو أن الصين تتحرك في الاتجاه المعاكس"ـ ومشيرًا إلى أنه "قلق من أنهم يفكرون بشكل مباشر في مساعدة روسيا" بمعونة عسكرية.

يذكر أن هذه المحادثة الهاتفية المنتظرة بين جو بايدن وشي جينبينغ، تأتي بعد اجتماع مطوّل بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان وكبير دبلوماسيي الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي في روما.

فقد وصف البيت الأبيض هذا اللقاء بأنه اجتماع "جوهري" حيث امتدّ لمدة سبع ساعات في روما هذا الأسبوع.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close