الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

"نحن لا نخاف".. تعرفوا إلى "سبايدرمان" رمز الثورة السودانية

"نحن لا نخاف".. تعرفوا إلى "سبايدرمان" رمز الثورة السودانية

Changed

ناقشت مراسلة "العربي" في السودان الإجراءات القمعية التي يتخذها الجيش السوداني ضد المظاهرات المطالبة بالعودة إلى الحكم المدني (الصورة: تويتر)
قال الرجل المقنّع: "نحن لا نخاف.. سوف نبقى نخرج للاحتجاج والتظاهر حتى تحرير بلادنا، وسنواصل مواجهة قوات الأمن ورصاصهم".

واجه ناشط مقنّع يرتدي زي "الرجل العنكبوت" (سبايدرمان)، مع المتظاهرين الآخرين، قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص الحي التي أُطلقت عليهم خلال الاحتجاجات ضد النظام العسكري في السودان التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

وتحوّل "الرجل العنكبوت" (سبايدرمان) السوداني عنصرًا أساسيًا ورمزًا للاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019، وتشكيل حكومة انتقالية أُطيح بها في الانقلاب العسكري خلال عام 2021.

وروى "سبايدرمان" قصة ارتدائه للزي لصحيفة "الغارديان" البريطانية التي أنتجت فيلمًا وثائقيًا عنه.

 وأوضح أنه بعد أن قُتل صديق طفولته برصاص الأمن خلال الاحتجاجات على حكم البشير الذي استمر لنحو 3 عقود، قرّر ارتداء الزي، ليس خوفًا أو تمويهًا، بل رمزًا لخسارته صديقه وليكون مصدر إلهام للثورة.

وقال: "لن يمنع العنف والاعتقالات النشطاء الشباب في السودان من مقاومة الجيش والأحزاب المعادية للثورة الذين سرقوا ثورتنا"، مضيفًا أن "لا فرق بين الأحزاب التي تحالفت مع المؤسسة العسكرية وبين حزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان لسنوات طويلة. إنهم ديكتاتوريون ويريدون السلطة والسيطرة فقط".

"لا نخاف"

وجرى تصوير فيلم "سبايدي" (Spidey) أثناء مشاركة "الرجل العنكبوت" في الاحتجاجات، مع التركيز أيضًا على دوره الآخر بصفته عالمًا يُدرّس نفسه بنفسه، ويعلّم صناعة" الروبوتات" للأطفال الصغار.

ويصوّر الفيلم "سبايدرمان" وهو في اجتماع سري للجنة المقاومة لتنسيق الأعمال المحلية في جميع أنحاء السودان، حيث يناقش مع أصدقائه من النشطاء، تماهي أهدافهم مع رغبات الشعب السوداني المتمثّلة بالإطاحة بالحكم العسكري، بغض النظر عن طبيعة العنف المستخدم ضدهم.

وذكرت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين أن ما لا يقل عن 95 شخصًا قُتلوا في الاحتجاجات منذ أكتوبر، محذرة من تزايد استخدام البنادق على الحشود من قبل قوات الأمن، مما تسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

لكن الرجل المقنّع قال: "يأتي ليل ويذهب آخر.. وبإذن الله سوف نبقى نخرج للاحتجاج والتظاهر حتى تحرير بلادنا. نحن لا نخاف؛ وشعب السودان سوف يواصل مواجهة قوات الأمن ورصاصهم".

"رمز للمقاومة"

من جهته، وصف فيل كوكس، مخرج الفيلم، "سبايدرمان السودان" بأنه "رمزٌ للمقاومة والثورة" في البلاد.

وقال: "كان من المدهش جدًا ما كان يفعله الناس، من خلال الشركات الرقمية الناشئة والمجموعات الإبداعية، بصفتها أداة للاحتجاج السلمي، لكنهم الآن تحت التهديد ويتم إغلاقها من قبل الجيش".

وأوضح أن انقلاب الجيش على التفاهمات بعد سقوط نظام البشير، أشعر العديد من النشطاء أن الأمور قد انقلبت عليهم، ولكنهم يرفضون التراجع مع اعتقادهم أن المجتمع الدولي سوف يخذلهم مرة أخرى".

وبدأ السودان مرحلة انتقالية في 21 أغسطس/ آب 2019، تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.

لكن منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضًا لإجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.

وبعد فشل الأطراف السودانية في الوصول إلى حل، أعلنت الآلية الثلاثية للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي و"الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا" (إيغاد)، في 27 أبريل/ نيسان الماضي، انطلاق حوار وطني في الأسبوع الثاني من مايو/ أيار الجاري، لحل الأزمة السياسية بالسودان.

والخميس الماضي، عقدت قوى الحرية والتغيير اجتماعًا مع الآلية الثلاثية ضمن مشاورات حل الأزمة السياسية، تزامنًا مع تجدّد التظاهرات المطالبة بالعودة إلى الحكم المدني الديمقراطي في البلاد. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close