السبت 27 أبريل / أبريل 2024

بعد 3 سنوات على الجائحة.. هل انتصر فيروس كورونا؟

بعد 3 سنوات على الجائحة.. هل انتصر فيروس كورونا؟

Changed

تقرير أرشيفي يرصد تحذيرات منظمة الصحة من أن جائحة كورونا لم تنته (الصورة: اسوشييتد برس)
في الذكرى الثالثة لجائحة كوفيد 19، لا يزال الفيروس ينتشر، بينما تؤكد منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة أنها ليست مستعدة بعد لإعلان انتهاء حالة الطوارئ.

يصادف اليوم السبت، مرور ثلاث سنوات منذ أن وصفت منظمة الصحة العالمية لأول مرة تفشّي فيروس كوفيد-19، بأنه "جائحة" في 11 مارس/ آذار 2020.

في الذكرى الثالثة لجائحة كوفيد 19، لا يزال الفيروس ينتشر بينما يقترب عدد ضحاياه من 7 ملايين في جميع أنحاء العالم. وتقول منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة إنها ليست مستعدة بعد لإعلان انتهاء حالة الطوارئ.

ومع ذلك، استأنف معظم الناس حياتهم الطبيعية بفضل جدار من المناعة مبني من العدوى واللقاحات. ويبدو أن الفيروس أصبح متوطنًا، مع مخاوف متجدّدة من انتشار متحوّر أكثر خطورة يجتاح الكوكب.

وقال الباحث في الفيروسات توماس فريدريش من جامعة ويسكونسن ماديسون لوكالة "اسوشييتد برس": "المتغيّرات الجديدة الناشئة في أي مكان تهدّدنا في كل مكان".

ومع الافتقار إلى مصادر المعلومات عن مدى انتشار الجائحة، أصبح من الصعب مراقبة الوباء. وأمس الجمعة، أغلقت جامعة "جونز هوبكنز" جهاز التتبّع الموثوق به، والذي بدأ بعد وقت قصير من ظهور الفيروس في الصين وانتشاره في جميع أنحاء العالم.

أين أصبحنا الآن في محاربة الجائحة؟

لا يزال الفيروس صامدًا، ولم يفقد قوته، حيث يقتل بين 900 وألف شخص يوميًا في جميع أنحاء العالم؛ ولا يزال ينتشر بسهولة من شخص إلى آخر.

وقال الدكتور إريك توبول، رئيس معهد "سكريبز" للأبحاث في كاليفورنيا لوكالة "اسوشييتد برس": "أيًا كان ما يفعله الفيروس اليوم، فإنه لا يزال يعمل على إيجاد مسار ناجح آخر"، مضيفًا أن البشر لم يعودوا مهتمين بعدد القتلى اليومي، رغم أنه مرتفع للغاية".

وحذّر من أنه "في أي لحظة، يمكن أن يتغير الفيروس ليصبح أكثر قابلية للانتقال، وأكثر قدرة على تجنب جهاز المناعة، أو أكثر فتكًا، بينما نحن غير مستعدين لذلك، مع انعدام الثقة بوكالات الصحة العامة، ونزوح العاملين في مجال الصحة العامة".

وإذ أشار إلى أن "مواجهة إجراءات الإغلاق وتفويضات اللقاحات قد تكون إرث الجائحة، أمل لو أن البشر اتحدوا ضد الفيروس".

هل سنعود إلى المواجهة؟

من ناحية أخرى، فكّك البشر الشفرة الجينية للفيروس، وسرعان ما طوّروا لقاحات تعمل بشكل جيد. كما قام العلماء ببناء نماذج رياضية للاستعداد لأسوأ السيناريوهات.

في هذا الإطار، قال فريدريش: "لقد حفّز الوباء حقًا بعض العلوم المذهلة". بينما اعتبرت ناتالي دين، الأستاذة المساعدة في الإحصاء الحيوي بجامعة إيموري، أن الإنجازات العلمية جعلت الفيروس خارج أولويات البشر، وهذا على الأقل، انتصار".

اقترب عدد ضحايا كورونا من 7 ملايين في جميع أنحاء العالم
اقترب عدد ضحايا كورونا من 7 ملايين في جميع أنحاء العالم- اسوشييتد برس

من جهته، قال الدكتور ستيوارت كامبل راي، خبير الأمراض المعدية في جامعة "جونز هوبكنز"، للوكالة إن العديد من هذه المتحوّرات "جعلت الفيروس أكثر عدوى، ولكن الأسوأ على الأرجح قد انتهى بسبب مناعة السكان".

بدوره، قال ماثيو بينيكر، الخبير في العدوى الفيروسية في "مايو كلينك" في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا، إن العالم "في وضع مختلف تمامًا اليوم عما كان عليه قبل ثلاث سنوات، عندما لم نكن نتمتع بالمناعة ضد الفيروس الأصلي".

وفي هذا الإطار، رجّح راي أن "لا نعود إلى حيث كنا، لأن جهازنا المناعي يجب أن يحمينا من الأسوأ".

نقص في البيانات

أمس الجمعة، أجرت جامعة "جونز هوبكنز" تحديثها النهائي لقياس فيروس كورونا وخريطة النقاط الساخنة حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 6.8 ملايين في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد أن انخفضت مصادرها الحكومية للإحصاءات بشكل كبير.

أجرت جامعة "جونز هوبكنز" تحديثها النهائي لقياس فيروس كورونا وخريطة النقاط الساخنة
أجرت جامعة "جونز هوبكنز" تحديثها النهائي لقياس فيروس كورونا وخريطة النقاط الساخنة- اسوشييتد برس

أما على الصعيد الدولي، فتعتمد منظمة الصحة العالمية على تقارير البلدان الفردية حول تفشّي الفيروس. وأعرب مسؤولو الصحة العالمية عن قلقهم من أن هذه التقارير لا تقدّم صورة حقيقية لتفشّي المرض.

ما بين الأمس واليوم

فقدت كيلي فورستر (52 عامًا) والدها بسبب الفيروس في مايو/ أيار 2020، ونجت بدورها من الإصابة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. توفي والدها البالغ من العمر 80 عامًا، في دار لرعاية المسنين بينما كانت زوجته وبناته وحفيداته خارج المبنى ينتظرن.

وقالت للوكالة: "أتمنى أن نتمكّن من العودة إلى ما قبل الجائحة. فأنت لا تعرف من سينجو، من سيصاب بكوفيد طويل الأمد أو نزلة برد خفيفة"، مضيفة أن عدم وجودها إلى جانب والدها عند وفاته "كان أصعب شيء عليها".

ودفعت الجائحة ابنتها البالغة من العمر 24 عامًا للحصول على درجة الماجستير في الصحة العامة.

وقالت فوريستر: "كان والدي سيفتخر بها. أنا سعيدة جدًا لأنها آمنت بذلك، ولأنها أرادت أن تجعل الأمور أفضل للناس".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close