السبت 27 أبريل / أبريل 2024

الحرب النفسية تتصاعد.. واشنطن ولندن تتوعدان موسكو بعقوبات غير مسبوقة

الحرب النفسية تتصاعد.. واشنطن ولندن تتوعدان موسكو بعقوبات غير مسبوقة

Changed

تقرير حول التصعيد السياسي والتحشيد العسكري على خط الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
قال جونسون: "اتفقنا على أننا سنردّ على أي هجوم روسي على أوكرانيا عبر فرض عقوبات شديدة ومنسّقة، أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل".

توعّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء روسيا بعقوبات غربية "أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل" إذا غزت أوكرانيا، متهمًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يضع عينه على دول الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى لإعادة بناء ما وصفه بمجال النفوذ القديم للبلاد.

من جهتها، حذّرت الولايات المتحدة من أنها قد تفرض عقوبات قاسية على روسيا تشمل قيودًا على صادرات معدّات التكنولوجيا المتقدّمة الأميركية، فيما أكّدت أنّ محاولات موسكو استخدام قطاعها الضخم للنفط والغاز بوصفه "سلاحًا" ستأتي بنتائج عكسية.

جاء ذلك في وقت نددت روسيا الثلاثاء بوضع آلاف الجنود الأميركيين في حالة تأهب بسبب الأزمة الغربية-الروسية حول أوكرانيا ورأت في ذلك "تصعيدًا للتوتر" من جانب واشنطن، وأطلقت مناورات عسكرية في الجنوب وشبه جزيرة القرم.

وقد حشدت روسيا 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية، مثيرة المخاوف من أن تكون تخطط لغزو جارتها الموالية للغرب، ما استدعى تحذيرات من دول الغرب.

"أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل"

وفي أعقاب محادثات مع قادة عدد من الدول الحليفة بشأن تهديدات موسكو، كرّر جونسون تحذيره للرئيس الروسي من الدمار الذي يرجّح أن ينجم عن أيّ توغل لقواته في أوكرانيا، وذلك لدى اطلاعه البرلمان على آخر التطورات في أعقاب اتصال أجراه في وقت متأخر من ليل الإثنين مع الرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من حلفاء بلاده الأوروبيين.

وقال جونسون: "اتفقنا على أنّنا سنردّ على أيّ هجوم روسي على أوكرانيا بشكل موحّد عبر فرض عقوبات اقتصادية شديدة ومنسّقة، أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل ضدّ روسيا".

ولدى سؤاله حول ما إذا كان سيتم تعليق مشاركة موسكو في منظومة "سويفت" العالمية للتعاملات المالية، قال رئيس الوزراء البريطاني: "لا شكّ في أنّ (سويفت) سيكون سلاحًا فعّالًا للغاية".

ولفت إلى أنه سيكون على الولايات المتحدة التعامل مع خطوة من هذا النوع، نظرًا لأنّها مركز النظام المالي العالمي، مضيفًا: "نجري محادثات بهذا الشأن".

"أشبه بالحرب الأولى"

وأكّد جونسون أنّ الأوكرانيين سيقاومون أيّ توغّل روسي "بعناد وإصرار"، بعدما أعطى الضوء الأخضر لإرسال حوالى 2000 قطعة سلاح بريطانية مضادّة للدبابات إلى أوكرانيا ومدرّبين عسكريين.

ورأى أنّ الدماء التي ستسفك من جراء أيّ غزو روسي "ستكون أشبه بالحرب الأولى في الشيشان أو البوسنة أو أي نزاع شهدته أوروبا منذ العام 1945".

وقال جونسون: "لا يمكننا المساومة على رؤية لأوروبا موحدة وحرّة" والتي برزت بعد نهاية الحرب الباردة عام 1989، "لأنّ روسيا أشهرت مسدّسًا على أوكرانيا".

لكنه أوضح أنّ إرسال قوات قتالية تابعة لحلف الأطلسي إلى أوكرانيا، غير المنضوية في الحلف، "ليس احتمالًا مرجّحًا في الأمد القريب".

"عقوبات تحمل تداعيات هائلة"

وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحافيين طالبًا عدم الكشف عن هويته: "نحن على استعداد لفرض عقوبات تحمل تداعيات هائلة" تتجاوز الإجراءات السابقة التي طُبّقت عام 2014 بعدما اجتاحت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وأضاف: "ولّى زمن الإجراءات التدريجية"، مؤكدًا أنّه في حال قامت روسيا بغزو أوكرانيا مجدداً "فسنبدأ من أعلى سلّم التصعيد"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتطرّق المسؤول الأميركي إلى المخاوف السائدة في أوروبا من أن تردّ روسيا على أيّ عقوبات عبر تقليص صادراتها من الطاقة إلى القارة العجوز التي تعتمد عليها بشدة، بالقول إن موسكو ستؤذي نفسها أيضًا في حال أقدمت على خطوة من هذا القبيل.

وأوضح أنّه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يحصل على حوالي 40% من إمداداته من روسيا، إلا أن موسكو تعتمد أيضًا بشكل كبير على عائدات الطاقة في ميزانيتها الوطنية، ما يعني أنّه "اعتماد متبادل".

وتبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة للطاقة للتخفيف من تداعيات أي نزاع، في وقت تعاني فيه أوروبا في الأساس من ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير خلال الشتاء.

روسيا تنفي أي مخطط لشن هجوم

ويتهم الغربيون موسكو بحشد أكثر من مئة ألف عسكري على الحدود الأوكرانية بهدف اجتياح محتمل، هذا فيما سبق أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد ثورة موالية للغرب في كييف.

وتعتبر موسكو أيضًا داعمة للانفصاليين الموالين لروسيا الذين تخوض معهم كييف حربًا في شرق البلاد منذ ثماني سنوات.

في المقابل، تنفي روسيا أي مخطط لشن هجوم لكنها تربط وقف التصعيد بمعاهدات تضمن خصوصًا عدم توسع حلف شمال الأطلسي ليشمل اوكرانيا.

وقد اعتبرت أوروبا هذه المطالب غير مقبولة وكذلك الولايات المتحدة، لكن يتم التأكد من أنه يجري أخذ قلق روسيا على محمل الجد وأنّ هناك رغبة في التفاوض على حلول.

بعد جولة محادثات، يفترض ان تسلم واشنطن هذا الأسبوع ردًا خطيًا على المطالب الروسية. لكن في موازاة ذلك صعد الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط عبر وضع قوات في حالة تأهب.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close