الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"رسالة برسالة".. قواعد اشتباك جديدة في اليمن وإسرائيل تدخل على الخط

"رسالة برسالة".. قواعد اشتباك جديدة في اليمن وإسرائيل تدخل على الخط

Changed

تناول برنامج "تقدير موقف" أسباب تحوّلات المشهد الميداني اليمني وتبعات تغيير قواعد الاشتباك (الصورة: غيتي)
مع تنديد مجلس الأمن بالهجوم وطلب أبو ظبي من البيت الأبيض إدراج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب الدولي، دخلت إسرائيل على خط المعادلة الأمنية.

خلال سبع سنين من الحرب في اليمن، تغيّرت خريطة المعارك ومناطق السيطرة بين الفرقاء في كر وفر بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.

لكنّ تحوّلًا في المشهد الميداني ظهر في الأيام القليلة الماضية، تغيّرت معه قواعد الاشتباك على أكثر من مستوى، فيما دخلت إسرائيل بدورها على خط المعادلة الأمنية.

فبعد هجمات للحوثيين على مواقع حسّاسة في العمق الإماراتي، ردّ التحالف بقيادة السعودية من خلال غارات جوية مكثفة شلّت قدرات جماعة الحوثي في عدّة محافظات أبرزها صنعاء وصعدة والحديدة وميناؤها الذي يُعَدّ شريان إمداداتها العسكرية.

"رسالة برسالة"

باختصار، هي رسالة برسالة فرضتها التطورات على الأرض بعد توجيه قوات ألوية العمالقة بوصلتها نحو محافظتي شبوة ومأرب. وقد سبقتها تحركات بين الرياض وأبو ظبي كللت بقرار الحكومة اليمنية تغيير القيادة في شبوة.

في النتيجة، تواترت ردود الفعل الإقليمية والدولية، فمع تنديد مجلس الأمن بالهجوم وطلب أبو ظبي من البيت الأبيض إدراج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب الدولي، دخلت إسرائيل على خط المعادلة الأمنية من خلال طلب تقدّمت به الإمارات لتوسيع ترسانتها بأنظمة دفاع إسرائيلية.

وتحدثت وسائل إعلام في تل أبيب عمّا بات يمثله الحوثيون ومن ورائهم طهران من "خطر على أمنهم القومي".

الأصوات الدولية والإقليمية ترتفع

هكذا، تتشابك الأحداث والمواقف وترتفع معها الأصوات الدولية والإقليمية الداعية إلى السلام في اليمن.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته تدرس طلب الإمارات، وقدّم رؤيته بشأن النزاع في اليمن.

ويبدو واضحًا أنّ الولايات المتحدة التي أرسلت مبعوثها الخاص في جولة تشمل دول الخليج وبريطانيا تسعى لإحياء عملية السلام ووقف التصعيد العسكري.

ردود فعل "عنيفة"

يرى الخبير العسكري صبحي ناظم توفيق أنّ الإستراتيجية التي يعتمدها التحالف بقيادة السعودية معروفة، وتقضي بـ"إخراج هؤلاء غير الشرعيين الذين سيطروا على حكم البلاد بانقلاب عسكري".

لكنّه يعتبر في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، أنّ ردود الفعل في الأيام الأخيرة بعد ضرب مطار أبو ظبي الدولي كانت "عنيفة"، متمنيًا ألا تكون فقط من باب "الانزعاج".

ويشدّد على أنّ العمليات يجب أن تتطور من اتجاه شبوة التي أعلِن عن السيطرة عليها، مشيرًا إلى أنّ "صنعاء كان يجب أن تكون الهدف الأسمى والأخطر منذ عام 2015 عندما بدأت عمليات التحالف".

لا خطة شاملة لإيقاف الحرب

من جهته، يلفت الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة قطر بكيل الزنداني إلى أنّ المتابع للمشهد اليمني عبر السنوات لا يجد أن هناك مبادرة حقيقية.

ويقول في حديث إلى "العربي"، من الدوحة: "نحن نعمل في فراغ بمعنى أننا نريد أن نصل إلى حل لنهاية هذه الحرب لكن من دون خارطة".

ويضيف: "لا أحد لديه خطة شاملة لإيقاف الحرب، فنحن نبحث فقط عن لقاءات محددة وزيارات لكن لا توجد إلى الآن خارطة واضحة".

ويشير إلى أنّ القوى الشرعية منقسمة فيما بينها، كما أنّ اتفاق الرياض لم يكتمل إلى اليوم، وبالتالي فإنّ الأمور ستظل كما هي، ولا سيما أنّ الحوثي لن يسلّم بهذه السهولة.

ويتحدّث عن إشكالية أساسيّة تكمن في أنّ "التحالف لم يستطع أن يشكّل مظلّة كاملة لكلّ القوى السياسية المنضوية تحت الشرعية لتكون كتلة واحدة مقابل الطرف الآخر".

كما يلفت إلى أنّ الأميركيين لم يصلوا إلى قناعة أن يكون لهم موقف حاسم من هذا الأمر.

مأرب "نقطة الارتكاز"

أما المتخصص في التنمية الدولية وبناء السلام ودراسة الصراعات موسى العلايا العفري، فلا يرى أنّ ما يحدث في اليمن الآن يعكس تغييرات كبيرة جدًا أو إستراتيجية كما يحاول البعض تصويرها.

ويقول في حديث إلى "العربي"، من الدوحة: "قد يبدو أن مأرب كانت نقطة الارتكاز للتحركات الأخيرة"، مضيفًا أنّ السعودية شعرت بخطر كبير من سقوط مأرب لأنه يمثل من وجهة نظرها سقوط اليمن بشكل كامل.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

ويلفت إلى أنّه كان هناك محاولة للضغط على الحوثي لتوقيف دخول قواته إلى مأرب وبالتالي كانت هي الحلقة الرئيسية في هذا التحرك، "لكن ليس هناك تحرك إستراتيجي بمفهوم الإستراتيجية العسكرية".

ويتحدث عن توجه قوي جدًا من قبل التحالف بقيادة السعودية لحسم المعركة ميدانيًا، لكنّه يلفت إلى أنّه ليس هناك قيادة سياسية أو عسكرية أو حتى لا يوجد مواءمة دبلوماسية وسياسية وكذلك في الميدان.

ويلاحظ أنّ الشرعية هي عبارة عن تشكيلات مختلفة وفي معظم الأحيان متضادة مع بعضها البعض "ليس لديها عقيدة سياسية موحدة وليس لديها قيادة عسكرية موحدة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close